ضاعفت الحرب التي أعلنها المتمردون الحوثيون والرئيس المخلوع صالح أزمة الغذاء في اليمن، وذلك منذ اجتياحهم العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014 وفرضهم واقعاً صعباً ومأساوياً على المستويات كافة، أبرزها ارتفاع نسب الفقر والجوع، خاصة في المناطق التي يسيطرون عليها، بينما شهدت المحافظات المحررة، تحسناً ملحوظاً، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها، إلا أنها تتطلع إلى مزيد من الدعم.
وتسبب الانقلابيون في تشريد الآلاف من الأسر، بعد طردهم من منازلهم وتفجيرها، وحاصروا محافظات كاملة ولأشهر طويلة، إضافة إلى إشعالهم الحرب في كافة أنحاء اليمن، الأمر الذي أدى إلى ازدياد معاناة الناس الاقتصادية في ظل توقف الرواتب واستمرار الحرب، وتعطل عمل المنظمات الدولية المانحة.
ونتيجة لتلك الأوضاع تعيش آلاف من الأسر اليمنية، ولا سميا في المناطق التي مازالت تخضع لسيطرة الميليشيات انعداماً في الأمن الغذائي، وسوء التغذية، وبات سكان هذه المناطق، يعانون من وضع معيشي سيئ، نتيجة توقف العديد من القطاعات الحيوية في البلاد، وفقدان آلاف أرباب الأسر لمصادر رزقهم، الأمر الذي فاقم المشكلة وزاد من نسبة الفقر والبطالة في هذه المناطق.
وحسبما صرح به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يحتاج 18.8 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، ومن بين الملايين من السكان المحتاجين للمساعدة، هناك نحو 10.3 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة «أوتشا» ارتفع معدل سوء التغذية إلى أكثر من 60 في المئة منذ عام 2015، مما يؤثر على أكثر من ثلاثة ملايين شخص، منهم 460 ألف طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية الحاد.
مجاعة في تهامة
تعنت الانقلابيين ورفضهم إيصال المساعدات الإنسانية إلى كثير من المحافظات التي تخضع لسيطرتهم، وعدم مقدرتهم على دفع الرواتب، وإجبارهم السكان على دفع الإتاوات لتمويل جبهات القتال، تسبب في ظهور حالات مجاعة لأول مرة يعرفها اليمن في تاريخه الحديث.
آمال
منسق الإغاثة في عدن أحمد الوالي أشاد في تصريح لـ«البيان» بالدور الكبير، الذي قامت به دول التحالف ضمن عملية «إعادة الأمل» ولا سيما هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومركز الملك سلمان للإغاثة. وقال: إن جهودهم أثمرت رفع المعاناة ومساعدة السكان بعد الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح على هذه المحافظات.