«طفل لا يتجاوز العاشرة يموت كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها» في اليمن؛ هذه المعلومة أعلنها مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، وهي معلومة موثقة لا تقبل الجدل، صادرة من مسؤول أممي رفيع المستوى.
والمعلومة الأخرى التي لا تقل أهمية عن سابقتها أن اليمن سيواجه مجاعة حتمية العام الحالي، بحال لم يكن هناك أي إجراء فوري لتدارك الوضع، فاليمن يعيش أوضاعاً مأساوية بكل المقاييس نتيجة للانقلاب الذي أدخل اليمن في نفق من الأزمات المتعددة، ونتيجة للممارسات العبثية المتواترة التي يتخذها الانقلابيون منهجاً لتبديد ثروات اليمن دون التفكير في النتائج الكارثية التي حلت به وبشعبه، ومنها شبح المجاعة التي ستطال ثمانين بالمئة من الشعب اليمني للظروف القاسية وغير الإنسانية التي كان الانقلاب سببها الأول.
وعلى صعيد السياسة فإن الأمر لا يختلف من حيث العبث بمقدرات اليمن وشعبه وتاريخه، فالمماطلة في تنفيذ القرار الدولي 2216 ومحاولة الالتفاف عليه بدعم إيراني لا يخفى على أحد كان السبب الأول الذي أدى إلى نشوب الأزمة اليمنية ما أدى إلى زيادة الإرباك في المشهد العربي، وهذا ماتريده إيران تحديداً وتفاخرت به عند إعلانها عن سقوط العاصمة العربية الرابعة في أيديها عبر عملائها، وفي الحالة اليمنية يمثل الانقلابيون أولائك العملاء الذين لم يتوانوا عن بيع وطنهم لإيران مقابل الحصول على فتات من السلطة الزائفة، التي يعرف الانقلابيون أنها لن تدوم بأي حال من الأحوال؛ فالشعب اليمني وقيادته الشرعية بدعم التحالف العربي لن يتركوا اليمن لعصابة من المرتزقة تعبث بتاريخه وتحاول أن تدمر مستقبله، تنفيذاً لمخططات لا تريد الخير له ولا لشعبه، والشواهد حاضرة لا لبس فيها.