ظل صالح وإعلامهُ الماكر على مدى ثلاثة عقود ينشر ويثبت في وعي الناس بأن مدينة مأرب وأهلها معرقلون لقيام الدولة اليمنية, وعزز لدى الناس بأنها تقف ضد النظام والقانون بكل صلابة وترفض الخروج من مربع القبيلة وتستمت في الحفاظ على التخلف وسلطة القبيلة. مثل تلك الأكاذيب مرت – بسلام – ليس على غالبية الناس بل على مأرب وأهلها أنفسهم, من قبلوا بذلك الواقع البائس لعقود, وبقيت تسطلي بنار الحروب بين أبنائها, ما دفع صالح بكل يسر وسهولة الى أن يحكم السيطرة عليها وعلى ثرواتها ويجعلها بقرةً حلوب دون أن تحصل في المقابل إلا على الفتات وأقل من ذلك بكير.
اليوم وفي اللحظة التاريخية من عمر اليمن تقدم مأرب صورة أخرى لم يألفها الناس في الإعلام , ففي اللحظة التي تترنح تلك المدن التي كانت تمثل قبلة المدنية تحت سنابك الجماعات المسلحة ويتناوشها الخوف والقلق من كل مكان, تتسامق مأرب مع التاريخ والحضارة لتحتضن أولى نواه – الجيش الوطني – وتبدأ بدعم عملية التحرير الفعلية في السير نحو الدولة المنشودة أمل كل اليمنيين. مأرب هي ما تبقى لنا من أمل في استثمار القوة لاسقاط ذلك الزيف الذي تراكم لعقود مستثمرا تشتت الجميع , هي اليوم بعد أن رفع الحصار عنها وضعفت تلك الألة الإعلامية الرهيبة والتي كانت مركزة ضد هذه المدينة الجميلة وأهلها, يعود الأمل من جديد ليس لقلوب وأفئدة هذه المدينة وسكانها الطيبين بل الى قلوب وعقول وأفئدة الملايين من اليمنيين.