رصدت تقارير إعلامية يمنية حجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي الانقلابية بحق المدنيين الأبرياء في مدينة إب المعروفة بمدينة السلام والأمان.
وفي عامٍ مضى كانت جرائمهم تطغى ،وممارساتهم البشعة منها الناس تلظى، لا يعرفون حقوق إنسان، ولا آدمية مواطن، ولا قانون جزاءٍ أو عقاب.
قتلوا ما استطاعوا أن يفعلوا ،ولم يستثنوا من اختطافاتهم أحد…اللاجئون ،النازحون، الرجال، النساء، جميعهم مختطفون.
شردوا الآمنين من ديارهم، فجّروا المنازل، وبعضاً منها أحرقوها، حاصروا القرى واقتحموا المؤسسات، ونهبوا كل ما سنحت لهم الفرصة فعل ذلك.
مع مفتتح العام، استبشر الناس خيراً، لكنهم أغلقوا في وجوههم أبواب الخير، استلم الموظفون مرتباتهم، فيما أحالهم طمعهم وجشعهم وحقدهم إلى منع رفع الكشوفات ..قصدهم في ذلك الإمعان في تجويع الناس وإرغامهم على الخضوع.
في مدينة يتغنون باسمها السلام، آخر شيء تجده فيها هو السلام، يتشدقون كذباً بالحديث عن الأمان فلا تكاد تجده، النازحون ترزقوا باسمهم وتكسبوا أرباحاً غير مشروعة، والمنكوبين نكبوهم حين تاجروا بقضيتهم…حتى إب لطخوا اسمها بالعار ووصموا تأريخها المجيد بالذل والهوان حين انتموا لها.
(410) جريمة وانتهاك
رصد المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية ـ إب، جملة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في المحافظة، خلال شهر يناير كانون الثاني الفائت.
وبحسب التقرير الصادر عن المركز فإن المليشيات الانقلابية ارتكبت (410)جريمة وانتهاك خلال الشهر الفائت، طالت عدد من المدنيين، من بينها جرائم جسيمة تحسب على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وفق التصنيفات القانونية.
وتنوعت الجرائم بين القتل، وتفجير المنازل، والاختطاف، والنهب، والسطو المسلح، وعمليات التهجير القسري، وحصار القرى، والحملات المسلحة، واقتحام المنازل ،وترويع الآمنين.
تفجير وحرق واقتحام منازل
فجرت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، خلال الأيام الماضية من الشهر الفائت، ثمانية منازل بشكل كامل، في قرية الدهيمية بمديرية حزم العدين، فيما تم هدم منزلين بشكل جزئي بقصف قذائف المليشيات على القرية.
ولا تزال عدد كبير من المنازل مهددة بالهدم بسبب التصدعات التي لحقتها نتيجة حجم الديناميت في عمليات التفجير.
وسبق للمليشيات الانقلابية، أن اقتحمت القرية في شهر يوليو الماضي، وفجّرت ثلاثة منازل ،لتصل عدد المنازل المفجرة والمهدمة من قبل المليشيات في القرية إلى نحو (13)منزل، أي ما نسبته 30% من مساكن القرية التي تبلغ وفق إحصاءات محلية نحو (46)منزل.
وفي مديرية القفر، رصد المركز إحراق المليشيات منزل المواطن(أحمد غالب المرادي)في مطلع الشهر،وفي آخر الشهر تم إحراق منزل المواطن(عبدالله علي الرعيني) في منطقة ويخان بمديرة الظهار.
وعن جرائم الاقتحامات للمنازل فقد سجل التقرير (33)حالة اقتحام لمنازل، أدت في مجملها لعمليات اختطاف، ونهب، وحالات ترويع للأطفال والنساء.
أكثر من 60 قتيل وجريح
رصد تقرير المركز مقتل وإصابة (66)شخص في المحافظة خلال يناير الماضي، في حوادث وملابسات مختلفة ،كان القتل المباشر من الانقلابيين للمدنيين المسبب الأول فيها، وتليه الاشتباكات المسلحة بين مسلحين حوثيين أو تلك التي تحدث بين قبليين مدعوم أحد أطرافها من الانقلابيين ،في محافظة تشهد فوضى أمنية عارمة، حيث وصل عدد القتلى إلى (43)قتيل، فيما وصل عدد الجرحى إلى نحو (23)جريح.
وبحسب تلك التقارير فإن جرائم القتل توزعت من حيث دوافعها بين اشتباكات مسلحة وجرائم قتل في ملابسات غامضة وجرائم انتحار، وانفجار وقتل مباشر برصاص الحوثيين، وقتل بالدهس وأخرى بقصف مدفعي، كما لم يغفل التقرير قتلى الحوثيين، في جبهات في المحافظة والمستهدفين في عمليات المقاومة أو مواجهات مع المواطنين .
وبالعودة إلى تفاصيل عمليات القتل خلال الشهر نجد أن عمليات القتل توزعت بين مقتل ضابطي أمن وطيران، في حادثتين منفصلتين، في مديريتي المخادر، وذي السفال.
فيما حادثتي قتل انتحار، شهدتها مديرتي فرع العدين، وحزم العدين، كانت الأوضاع المعيشية التي أنتجتها الحرب المشتعلة منذ عامين من قبل الانقلابيين، الدافع الأساسي للأولى ،فيما الأخرى دوافعها وملابساتها غير معروفة.
جرائم قتل أخرى ارتكبتها المليشيات الانقلابية توزعت بين عمليتي دهس أدت إلى مقتل مواطن في بعدان، وآخر في جبلة.
القصف المدفعي للحوثيين على حافلة نقل تقل نساء أدى هو الآخر إلى مقتل امرأتين في مديرية بعدان، كما أدت خلافات بين حوثيين وآخرين إلى مقتل مواطن في إب يُدعى(عيسى اليفرسي)ومقتل مواطن في حزم العدين يُدعى(مصلح الحكمي)،وسقط المسن(عبدالسلام باسلامة) مقتولاً برصاصة طائشة في اشتباكات بين حوثيين ومتحوثين في المدينة القديمة.
وفي مديرية العدين ،قتل ثلاثة مواطنين باشتباكات مسلحة بين مسلحين قبليين مدعوم أحد أطرافها من قبل قيادة الحوثيين في المحافظة، وقتل أربعة مواطنين في مديرية ذي السفال من قبل قائد عصابة مسلحة متهم بارتباطه ببعض قيادات الحوثيين،الذي قتل هو الآخر عقب الحادثة.
وأدت اشتباكات مسلحة بين أنصار قيادات مؤتمرية إلى مقتل اثنين يُدعى الأول (أيمن معزب) والآخر (عمرو العطاب) في نزاعات مسلحة حول الأراضي.
وفي وقت سابق من الشهر توفي السجين(علي أحمد مهيوب) في إحدى زنازين السجن المركزي بإب،بعد إستياء حالته الصحية ورفض الحوثيين القائمين على إدارة السجن نقله إلى المستشفى،الأمر الذي اعتبره قانونيون بأنه يندرج تحت طائلة القتل العمد.
وفي مديرية جبلة، قتل الطفل(محمد أحمد يحيى) أثناء إطلاق مكثف للرصاص في أحد أعراس منطقة وراف بإصابة مباشرة في القلب أردته على الفور قتيلاً .
وسجل التقرير مقتل إمراة بسلاح زوجها في حادثة غامضة لم تكشف ملابساتها منذ مطلع الشهر الماضي، فيما أحالها البعض لظروف معيشية، معللين ذلك بإقدام الجاني على الانتحار بعد ذلك.
وشهدت المحافظة جرائم قتل أخرى لم يتم التعرف على دوافعها وطبيعتها بعد، حيث تم تسجيل أربعة حالات عثور على جثث مجهولات الهوية في حوادث منفصلة .
فقد تم العثور على جثة في الحزم، وأخرى في السياني، وثالثة في مركز المحافظة ،وعثر الأهالي على بقايا جثة (أعضاء بشرية)لامرأة في مديرية الظهار.
ورصد التقرير مقتل (15)حوثي بينهم قيادات في حوادث منفصلة ،حيث قتل أربعة في عملية للمقاومة في مديرية ذي السفال، وثلاثة قتلى حوثيين في قصف مدفعي للجيش المرابط في جبهة حمك المحاددة للضالع، وقتل أربعة حوثيين في مواجهات مسلحة مع مواطنين دافعوا عن أنفسهم في قرية الدهيمية بمديرية حزم العدين، فيما سقط قيادي حوثي في اشتباكات في الدليل ،ولقي ثلاثة مصرعهم في مواجهات مسلحة لفصيلين حوثيين في القفر.
وسجل التقرير (23)جريمة شروع في القتل منها إصابة طالبة في حادثة دهس في منطقة المعاين، وإصابة آخر في حادثة مماثلة في بعدان، وإصابة قاضي بطلق ناري أثناء محاولة لاغتياله في منطقة المعاين شمال إب، وإصابات أخرى بين المواطنين، في حوادث كثيرة.
جرائم نهب وسطو مسلح
كشف التقرير عن عمليات نهب واسعة مارستها مليشيات الانقلاب بحق عدد من المؤسسات والمدنيين والتجار على حد سواء، كما كشف عن عمليات سطو مسلح على عدد من الأراضي والأملاك والمؤسسات الخاصة.
وبحسب الرصد المقيد في التقرير، فإن المليشيات الانقلابية ارتكبت نحو (30)عملية نهب منظمة ،إضافة إلى (7)حالات سطو مسلح، و(4)عمليات ابتزاز مالي .
التقرير أوضح أن من بين المسروقات ثلاث سيارات تم نهبها في المشنة، والحزم، والظهار مركز المحافظة، علاوة على مجوهرات وأسلحة، وأموال تم نهبها من عدد من المنازل التي اقتحمتها، والتي تقدر بعشرات الملايين .
وكشف التقرير عن عمليات سطو مسلح على أراضي، وخزينة مستشفى خاص، ونهب أموال تاجر في الطريق المؤدي إلى ميتم تحت تهديد السلاح، حيث قدرت منهوبات المستشفى بمبلغ 22 مليون، فيما ما تم نهبه من التاجر يُقدر بمبلغ 3 مليون ريال.
اختطاف وتشريد
حازت جرائم التهجير القسري والاختطاف على المعدل الأعلى في الجرائم المسجلة في محافظة إب خلال يناير الماضي وفق تقرير المركز الإعلامي للمقاومة، حيث كشف المركز عن تهجير المليشيات الانقلابية لنحو (170)مواطن من منازلهم في قرية الدهيمية بعزلة الأسلوم في مديرية حزم العدين، بعد اقتحام القرية وتفجير نحو 10 منازل.
وتقول المصادر المحلية بأن عدد من الأسر لا تزال مشردة حتى الآن في الجبال وبطون الأودية، فيما لجأ آخرون لمنازل أهل في مناطق أخرى، وسط حصار خانق تفرضه المليشيات على القرية.
وعن جرائم الاختطاف التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية ،فقد سجل المركز الإعلامي (79)جريمة اختطاف بحق عدد من المدنيين في المحافظة ،من بينهم (21)امرأة، وأطفال.
التقرير أوضح بأن المليشيات اختطفت(21) امرأة من اللاجئات الصوماليات من مكان لجوئهن في عزلة خولان جنوب شرق المديرية على الحدود الإدارية لمحافظة تعز و أودعتهن إدارة أمن المديرية بطريقة غير إنسانية.
كما كشف التقرير عن اختطاف(16)مواطن من أبناء مديرية القفر، و(15)عامل من أبناء مديرية النادرة، وآخرين في من مديريات الحزم، الظهار، المشنة، السدة ومديريات أخرى.
جرائم أخرى
وأشارت إحصائيات المركز في آخر التقرير عن ارتكاب المليشيات الانقلابية جرائم أخرى من بينها جريمة إغلاق محال تجارية في المشنة عقب اشتباكات مسلحة،و7عمليات اعتداء بالضرب على مواطنين، وجريمة سحل