أكد اللواء أحمد العسيرى، المتحدث الرسمى باسم قوات التحالف العربى، أنه لا بديل عن الشرعية فى اليمن، مشددًا على أن (عاصفة الحزم) حققت أكثر من 85% من أهدافها، مشيرًا إلى أن إقرار السلام سيتحقق فى القريب العاجل، بأحد المسارين “العسكرى أو بالتفاوض”، وأحد هذين المسارين سيبلغ هدفه فى النهاية ويحقق الأمن والاستقرار، مضيفًا “لم ننحدر للرد على ما يروجه الانقلابيون، لأننا على يقين بقرب نهايتهم وعودة الاستقرار لليمن“.
جاء ذلك فى حديث أجراه اللواء العسيرى مع وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، وعلق فيه على حقيقة استهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستى من صنعاء، قائلاً: “أنا لا أعلق على هذا النوع من الأكاذيب، وكل ما يحدث فى المملكة أو فى مناطق العمليات يعلن من خلال بيان رسمى للتحالف، وعدم نشر بيان رسمى عن ممارسات الميليشيات الحوثية، يعنى أن هذا الأمر كذب، وليس لدينا وقت للجدال اللفظى على وسائل الإعلام، نحن فى مجال حقائق.”
وأضاف: “نقول لمن يردد أن المملكة أو بعض المواقع بها تعرضت لاستهداف أن يعطينا بيانًا، نحن تعودنا على المصداقية مع المجتمع السعودى والعربى والدولى، عندما يحدث هذا النوع من العمليات سوف نعلنها، فلا يوجد لدينا ما نخفيه، إلى اليوم الميليشيات الحوثية استهدفت المملكة بـ38 صاروخًا باليستيًا، جميعها ذكرت فى بيانات رسمية لقيادة التحالف، ومعظم تلك الصواريخ الفاشلة، التى تدعى الميليشيات الانقلابية، تسقط داخل الأراضى اليمنية وتهدد حياة المواطنين“.
وعن سبب التزام الصمت أوضح اللواء العسيرى: “وسائل الإعلام اليوم أصبحت نوعًا من النكت المسلية على المستوى العربى والدولى، لأن أكاذيب الحوثيين لم تتوقف منذ اليوم الأول، ولو تابعنا تلك الأكاذيب منذ 26 مارس 2015، لوجدناهم اليوم فى تركيا وفى سوريا، لأنهم يعلنون يوميًا تقدمهم، وأنهم قصفوا وقتلوا وهم قابعون فى المخابئ فى صنعاء، ولذلك نقول ليس كل ما يقال يرد عليه ويعطى قيمة، ولو قمت بعمل إحصائية ستجد أن معظم وسائل الإعلام المحترمة لا تنشر مثل تلك الأكاذيب“.
وأَضاف أن الحكومة اليمنية سيطرت على ميناء ومدينة “المخا”، وهى حاليًا تقوم بعملية التطهير وتعزيز قوتها داخل المدينة، والقضاء على جميع جيوب المقاومة داخل المدينة والتى تختلط بالسكان للنجاة من عمليات الأسر أو القتل، وخلال الساعات الماضية أصبحت المدينة بالكامل تحت سيطرة الحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أنهم عندما شعروا بسيطرة التحالف على المدينة، عمدوا إلى قصف أحد الأسواق بمدافع الهاون وصواريخ الكاتيوشا، وهو ما أدى لمقتل عددٍ من المدنيين، وهذا هو أسلوب وسلوك الميليشيات.
وأوضح أن التحالف منذ اليوم الأول للعمليات لديه خط إعلامى واضح، عندما يكون هناك حدث موثق، نتواصل مع وسائل الإعلام ونزودهم بالأخبار، نحن لسنا طرفًا فى جدال ومزايدة إعلامية، فهذا شغل ميليشيات وجماعات انقلابية وعصابات، ولا يمكن أن يكون هذا منهجًا لقوات التحالف التى تتكون من دول ذات معرفة ومصداقية مهنية.
وأكد أن “هذه الميليشيات مندحرة، وسيعود الأمن والاستقرار وستعود الحكومة الشرعية لفرض كامل سيطرتها على كامل الأراضى اليمنية، فالحكومة اليوم تسيطر على أكثر من 85% من الأراضى، ولا يوجد نفوذ لتلك الجماعة الانقلابية إلا فى صنعاء، وبعض مناطق صعدة، بعد استيلائهم على مقدرات الجيش اليمنى، ومنها صواريخ “أرض — أرض”، تلاعبوا بتلك الصواريخ لزيادة المدى والشحنة المتفجرة، وهو ما تسبب فى كوارث على الشعب اليمنى، فعندما أطلقوها على بعض المناطق، عادت وسقطت فى الأراضى اليمنية، وتسببت فى أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وهذا النوع من الممارسات هو جزء من الهروب إلى الأمام وسيدحرون، وستعود القيادة الشرعية التى تمارس عملها اليوم من عدن إلى العاصمة صنعاء، ولن يكون لتلك الميليشيات الانقلابية أى مكان فى المستقبل القريب“.
وأكد أن القوات الجوية للتحالف حصلت على السيطرة الجوية المطلقة فى اليمن منذ الدقائق الأولى لبدء العمليات.
وعن نسبة تحقيق الأهداف من العمليات العسكرية فى اليمن قال اللواء العسيري: “يجب أن نربط بين الواقع على الأرض الآن، وما كان عليه الحال فى اليوم الأول للعمليات، حيث كانت الميليشيات تسيطر على كامل الأراضى اليمنية، واليوم الحكومة اليمنية الشرعية تسيطر على 85% من الأراضى اليمنية، وما تحدثنا عنه من السيطرة على “باب المندب والمخا” وميناء المخا، هو جزء من العمليات، وعادت الحياة الطبيعية اليوم إلى الأماكن المحررة، والحكومة الشرعية داخل الأراضى اليمنية“.
وعن الاتهامات الموجهة لطيران التحالف بعدم التمييز بين المدنى والعسكرى، بعد قصف سرادق العزاء، علق اللواء العسيرى قائلاً: “وجود حادث واحد من ضمن آلاف الطلعات الجوية، ليس معيارًا للحكم على ما تقوم به عمليات التحالف، والتحالف العربى لم يأتِ إلى اليمن من تلقاء نفسه، وإنما استجابة لطلب من الحكومة الشرعية، فهل يعقل أن نأتى لنجدة الشعب اليمنى، ونستهدف المدنيين، فهذا أمر لا يستقيم، ونقول لمن يتهموننا عليكم بتقديم الدلائل، فلا يوجد حالة من الحالات التى قدمت فيها اتهامات، إلا وتم التحقيق فيها ونشرت التحقيقات، وحادث العزاء ليس مقياسًا لكل العمليات التى تمت، وظهرنا فى وسائل الإعلام وقلنا أن هناك خطأً، وعلى من يتهم التحالف أن ينظر للطرف الآخر، كم من البيوت تم تفجيرها، وكم من الأشخاص خطفوا وقتلوا بأيدى الميليشيات الحوثية الانقلابية، واليوم لدينا جماعة انقلابية لا يزيد تعدادها على 1% من سكان اليمن، تختطف بلدًا بالكامل مكونًا من 26 مليونًا يمنيًا وتريد فرض أجندتها بالقوة.”
وأوضح أن التحالف العربى يدعم الحكومة الشرعية فى جميع مواقفها بما فيها المسار السياسى، وقد ذهبت تلك الحكومة إلى الكويت وأمضت هناك ثلاثة أشهر كاملة رغبة فى إنجاح عملية السلام، وقدمت جميع التنازلات الممكنة، وتعاطت بشكل إيجابى مع جميع مراحل العمل السياسى، وللأسف الطرف الآخر ظن أنه يستطيع أن يفرض أمرًا واقعًا مع مرور الوقت، وأن العالم سيقبل فى يوم من الأيام بالأمر الواقع وسيكون جزءًا من الحل، ولذلك هم تفاجؤوا بطول نفس الحكومة الشرعية اليمنية ومن خلفها التحالف العربى، من يفشل عملية السلام هى ميليشيات الحوثى، وهم من يقومون بالتصعيد مع المخلوع “صالح”، وكما تقول الحكومة اليمنية الشرعية أن المسارين يسيران بالتوازى، وهناك دعم سياسى من الأمم المتحدة لتطبيق القرار 2216.
وأضاف أنه فى الوقت نفسه هناك جهد عسكرى، وأحد هذين المسارين سيبلغ هدفه فى النهاية ويحقق الأمن والاستقرار فى اليمن، ولا يمكن أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة، فقبل أسبوعين كانت المخا تحت سيطرة الحوثيين، واليوم المخا تسيطر عليها الحكومة الشرعية، فالأوضاع تتحسن كل يوم، ونحن فى التحالف والحكومة الشرعية ندعم “إسماعيل ولد الشيخ”، ونيسر مهامه، وقبلت الحكومة بجميع التنازلات، ولكن لن نقبل بالأمر الواقع، فالانقلاب سيدحر وسيعود اليمن إلى أبنائه.
وذكر أن الفرقاطة السعودية فى البحر الأحمر تم استهدافها بزورق انتحارى انطلق من داخل ميناء “الحديدة”، ونشرنا مقطع فيديو يوضح العملية، ويكذب ادعاء الحوثيين بأنه صاروخ موجه، وللأسف أن الزورق الانتحارى انطلق من ميناء مدنى يفترض أنه يستقبل المواد الإغاثية والطبية والمعونات والمواد الغذائية لليمنيين، وكونه يستخدم لمثل هذه العمليات، فإنه يضر بمستقبل اليمن والشعب اليمنى، والفرقاطة سليمة، وعادت إلى ميناء جدة بكامل جاهزيتها، وستعود للعمليات قريبًا بعد انتهاء أعمال الصيانة، وهذا لن يعيق القوات البحرية السعودية فى تنفيذ الحظر البحرى، ومنع المهربين والانقلابيين، ومنع دخول السلاح إلى داخل اليمن.
وأوضح أن باب المندب ممر دولى آمن ومستقل ويمر عبر خطوط آمنة، وما تقوم به اليوم قوات التحالف، بما فيها القوات البحرية المصرية، هو جزء من واجب تقوم به، خدمة للمجتمع الدولى.
وعن موقف التحالف من على عبدالله صالح أوضح اللواء العسيرى أنه مواطن يمنى، يخضع لعقوبات أممية، ويقوم بعمليات إجرامية داخل اليمن، والحكومة الشرعية هى المسؤولة عن المواطنين سواء سلم نفسه للحكومة أو لغيرها، سيخضع للقانون عندما تعود الحكومة إلى صنعاء، وهو لا يمثل إلا فئة انقلابية إجرامية، وعليه أن يتعاطى مع الحكومة الشرعية، إذا أراد النجاة من العقوبات القانونية، والتحالف ينظر إلى الجماعة الانقلابية ككتلة واحدة، وهى التى جرت اليمن إلى المأساة التى يعيش فيها اليوم..(بوابة القاهرة)