فتح الدعم الإماراتي لتمرد قائد حراسة مطار عدن الدولي، ضد قوات تابعة للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، باب التكهنات حول مستقبل التحالف العربي، وحجم الخطورة المترتبة على إضعاف جبهات المقاومة لصالح قوات الحوثي وصالح، إضافة لموقف الرياض من التدخل الإماراتي.
وكان ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية في اليمن، هدد في بيان له الأحد أنه سيتصدى لأي تمرد سيحدث داخل مطار عدن.
وطالب البيان الذي اطلعت عليه “عربي21” الشيخ محمد بن زايد بمحاسبة الضباط الإماراتيين، “الذين يخدمون جهات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض السلطة الشرعية”.
المحلل السياسي خالد عقلان، اعتبر أن التمرد الذي نفذه أحد القادة العسكريين المدعومين من القوات الإماراتية في عدن “جنوبا”، يجعل السلطة الشرعية في اليمن الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية في الداخل ويصب في مصلحة الانقلابيين في أي جولة للتفاوض.
وقال عقلان لـ”عربي21″ :” ان ثقة المواطن اليمني تضعف في السلطة الشرعية جراء الدعم الإماراتي المنحاز لجهة دون أخرى، وهذا لا يصب سوى في مصلحة الأطراف الانقلابية، وتعود إلى الوضع في اليمن إلى ما قبل مشروع الدولة”.
وعن أسباب الممارسات الإماراتية في اليمن قال عقلان :” الإمارات تبحث عن دور استعماري في اليمن، وتمارس مهام وظيفية لقوى دولية تحاول إعادة ترتيب المنطقة وفق مصالحها”.
ولفت إلى أن الأحداث في عدن؛ أدت إلى إرباك التجهيزات لمعركة الساحل ضد قوات الحوثي وصالح”.
عزل محاولات التمرد
واستبعد المحلل السياسي أن تكون السعودية راضية عما تفعله القوات الإماراتية، وأضاف:” أعتقد أن الإمارات تتصرف خارج إجماع قوات التحالف ونواياها تختلف عن الهدف الكلي لدول التحالف، التي أتت لاستعادة اليمن من الحضن الإيراني وتأمين الجغرافيا الجنوبية لدول الخليج العربي”.
وعن مصير التحالف في ظل غياب مركزية القرار لا يرى المحلل السياسي أن ما حصل في عدن سيؤثر على تماسك التحالف باعتبار أن ذلك قد يعزز سلطات الرئيس هادي، ويجعل المقاومة أكثر تماسكا، عبر عزل محاولات التمرد التي تقودها الإمارات في عدن.
وقلل عقلان من شأن الدعم الإماراتي للتمرد، واعتبره منبوذا بحكم الوعي الذي تتمتع به المكونات العسكرية التابعة للشرعية على الأرض وأضاف:” هذه التصرفات والتدخلات لن تفلح في أحداث شرخ في جدار الشرعية اليمنية”.
الحامي الخلفي للخليج
من جهته وصف عضو مجلس النواب اليمني شوقي القاضي دعم التمرد في عدن بـ”الأفعال الخطيرة” التي لا تخدم مشروع تحرير اليمن وإعادته إلى حضن الشرعية.
وقال القاضي لـ”عربي21″ إن وحدة المشروع اليمني المنبثق عن مؤتمر الحوار الوطني والدولة الاتحادية في اليمن يعتبر الحامي الخلفي لبوابات الخليج العربي الذي يتربص بها خصومها وأعدائها”.
وأضاف ” أتمنى ألا تكون هناك أجندة غير المعلنة من قبل التحالف العربي في اليمن والتي تتقاطع مع أهداف الدولة اليمنية التي جرى الانقلاب عليها” .
وتابع “ان صح خبر دعم الإمارات للتمرد في عدن؛ فإن ذلك يمثل عبثا في مشروع التحالف العربي في اليمن الحامي لدول الخليج دون غيرها”.
ولفت النائب اليمني أن حرب التحالف العربي في اليمن مشتركة ضد عدو واحد، محذرا مما وصفه الأجندة المتباينة التي ينتهجها التحالف في بعض المناطق اليمنية، خاصة الجنوب حيث يجري دعم جهات على حساب أخرى.
وعن الموقف السعودي من الإجراءات الإماراتية في عدن، ودعم التمرد هناك، قال القاضي إن :” الموقف يحتمل إما وجود تباين في السياسات والأجندات بين السعودية والإمارات، أو أن هناك تبادلا للأدوار يجري بين الدولتين الخليجيتين، في ضوء الفوبيا التي يعيشها الخليج العربي من الحركات الإسلامية المنخرطة ضمن المقاومة الشعبية في اليمن، رغم الضمانات التي تلقتها تلك الدول على الصعيد السياسية والميداني من الإسلاميين.