كحال مئات الالآف من الموظفين والنخب اليمنية ممن فقدوا مصادر عيشهم وقوت اطفالهم نتيجة انقطاع رواتبهم طيلة ستة اشهر – لم يجد الدكتور عبدالرحمن القليصي – عضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة .. من سبيل لتوفير لقمة عيش أسرته وأطفاله – سوى اللجوء للعمل كخباز في احد مطاعم مدينة الحديدة.
في الصورة يبدو الدكتور القليصي مركزا على عمله الجديد، وبسمه حزن وغبن وسخرية واضحة على محياه – غير عابها بما قد يقوله عنه الآخرون سيما انه في مجتمع يعتبر الاشتغال في هكذا مهن شيء معيب.
مشهد مأساوي محزن ومؤلم ومبكي حد الوجع – يجسد بوضوح الحالة الكارثية التي آلت اليها الاوضاع والظروف في هذا البلد الذي خانه وتلاعب وعبث به ودمره ابناءه .. وبلا شك انه ليس الاكاديمي الاول الذي يصل به الحال الى هذا الحد .. فقد سبقة دكاترة واساتذة كثر منهم من لجأ للعمل في بيع القات، وآخر اصبح بائع متجول لـ(الرومي)، وثالث تحول للعمل كحمال، وهكذا هو حال كل الموظفين والنخب اليمنية .. حقيقة تعجز الكلمات عن وصف هكذا مشهد .. لكن تبقى الصورة ابلغ من كل الكلمات.