قر مستشار الرئيس اليمني ياسين مكَّاوي بوجود خلافات بين الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح، مشيراً إلى أن «الوقت غير مناسب لمثل هذه الخلافات»، مؤكداً أن إعادة النظر في «أداء الحكومة الضعيف مسألة يجب تقبلها من دون تحسس، والعمل على سرعة معالجة ذلك». وطالب الحكومة بالعودة إلى عدن، و «سرعة استيعاب المقاومة الجنوبية التي تمثل صمام أمان للأمن والاستقرار».
وقال مكَّاوي، في حديث إلى «الحياة» أن الضمانات التي قُدمت إلى الحكومة اليمنية لإجراء مشاورات سياسية لتنفيذ القرار الأممي 2216 «غير كافية»، مبيناً أن الموافقة جاءت تلبية لرسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومن أجل كشف القوى «الغاشمة» (الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح) أمام العالم، وأنها ليست جادة في إحلال السلام في اليمن.
وتابع أن «وجود تنظيم القاعدة في عدن محدود ومختلق، أما في مناطق أخرى، مثل شبوة وحضرموت، فهو وجود للبؤرة نفسها، ويجب التعامل معه من خلال إيجاد نواة للمقاومة في تلك المناطق» وفي ما يأتي نص الحوار:
> بداية، هل ترون أن الضمانات التي أعطيت لكم بأن المشاورات السياسية وتطبيق الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح القرار 2216، كافية؟
– أعتقد بأن الضمانات غير كافية، ولكننا نستجيب جهود الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ولهذا كانت هناك رسالة وُجهت إليه، تؤكد أن يكون محور النقاش تنفيذ القرار 2216، ونحن متمسكون بهذا، وأي مشاريع وأجندات أخرى يحاول بعضهم الخوض فيها لن تكون مقبولة.
> ماذا تقصدون بمشاريع وأجندات أخرى؟
– بعض الديبلوماسيين يتحدثون عن شروط حوثية حول النقاط السبع وغيرها. نحن لم نقبل النقاط وإنما قبلنا تأكيد الأمين العام أن القرار 2216 هو محور النقاش.
> هل ستبدأ المشاورات قبل أم بعد تنفيذ القرار 2216؟
– النقاشات في إطار العملية السياسية إنما هي مناقشة المرحلة الانتقالية لبلوغ العملية السياسية التي تتحدد من خلال تنفيذ القرار 2216، وإذا كانت هناك انسحابات للميليشيات الحوثية وصالح من المدن والمحافظات، ووقف العنف الذي يمارسونه، والإفراج عن المعتقلين الذين تم تحديدهم في القرار الأممي، فهذه الأمور ستؤدي بعد تنفيذ القرار 2216 إلى الانتقال للعملية السياسية. قبل هذا الأمر لن يكون هناك بحث في العملية السياسية.
> لكنك لم تجب. هل المفاوضات ستتم بعد انسحاب الميليشيات الحوثية وقوات صالح من المدن، أم قبلها؟
– النقاش سيكون في عملية التنفيذ، وهناك جدولة لهذا التنفيذ. وهذا يناقش الآن. وليس هناك حوار أو تفاوض في ما بعد الانتقال إلى العملية السياسية، فالبحث فقط في موضوع تنفيذ القرار 2216.
> هل تحدد موعد المفاوضات السياسية ومكانها؟
– لا، لم يحدد حتى الآن، وقد تكون في جنيف.
> هل حُدد الفريق الحكومي الذي سيشارك في المفاوضات؟
– لا، لم يحدد بعد.
> بعضهم يتهم الحكومة بتقديم تنازلات بموافقتها على محاورة الانقلابيين، بماذا ترد؟
– الأمر ليس كذلك. الموضوع وما فيه هو استجابة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة. ونريد أن نضع العالم أمام هذه القوى الغاشمة، وتعريفه بأنها ليست جادة في إحلال السلام في اليمن.
> هل تتوقعون أن يفوا بتعهداتهم هذه المرة؟
– ليست هناك صدقية لهؤلاء إطلاقاً. نحن اليوم نتعامل مع المجتمع الدولي، ومع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل كشفهم، وأنهم غير صادقين. وهناك اتفاقات تمت خلال الفترات الماضية. من خلال تجربتنا هم انقلابيون ينقلبون على كل شيء. ولهذا نستجيب جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه. إلا أننا على قدر كبير من الثقة بأن هذه الميليشيات غير جادة في تحقيق السلام في المنطقة برمتها.
> في ظل الأوضاع الحالية كيف ترى مستقبل الجنوب؟
– بصفتي جنوبياً أرى أن على الحكومة أن تحقق عملية استيعاب المقاومة التي تمثل اليوم صمام أمان الأمن والاستقرار في الجنوب.
> لماذا تأخر استيعاب ودمج المقاومة في الجيش والمؤسسة العسكرية؟
– هذا السؤال يوجه إلى الحكومة.
> لكنك مقرب من الحكومة؟
– ليس بالقدر الكافي.
> هل ترى أن تأخر استيعاب المقاومة قد يؤثر في وضع الجنوب؟
– التأخير ليس في مصلحة الجنوب واستقراره، علينا أيضاً أن نطرق باباً آخر، إذ يجب العمل على دعم تحرير تعز لأن أهميتها قصوى بالنسبة إلى الجنوب، وعملية الانطلاق نحو المناطق غير المحررة في الشمال.
> هل هناك خطط لدعم تعز؟
– نعم، أعتقد أن هناك خططاً جادة في هذا الاتجاه. ويجب أن نسرع فيها.
> بصفتك مستشاراً للرئيس، ما مدى صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود خلاف بينه ورئيس الحكومة؟
– من المؤكد هناك تباينات، وعليهما أن يتداركا هذا الأمر. نحن لسنا اليوم في مجال حدوث مثل هذه الخلافات، الوقت غير مناسب، وأعتقد أنه يجب النظر في أداء الحكومة بشكل إيجابي من دون تحسس ومن دون حرج. هناك ضعف يجب أن نستوعبه جميعاً، ضعف في الأداء، وعلينا أن نعالج هذا الأمر بشكل سريع.
> كيف ذلك؟
– اقترحت في ما مضى تشكيل حكومة طوارئ، وما زلت متمسكاً بهذا الخيار، نحن في حال استثنائية يجب أن نؤكد من خلالها دعمنا المقاومة وإحداث حال الاستقرار في ربوع البلاد.
> ماذا عن «القاعدة» في الجنوب؟
– في اعتقادي، إنها «قاعدة» علي عبدالله صالح وأجنداته، وباعتباري أمثِّل أحد مكونات الحراك الجنوبي، كنا نشير منذ زمن إلى أن هناك «قاعدة» صنعها صالح، وهي هذه الجيوب التي يحاول الإفادة منها اليوم.
> لكن «القاعدة» اليوم منتشر بشكل كبير في عدن وحضرموت وأجزاء من شبوة؟
– وجوده في عدن محدود ومختلق. هناك وجود للبؤرة نفسها في باقي المناطق، وعلينا التعامل معها وإيجاد نواة للمقاومة في تلك المناطق.
> ما صحة الأنباء التي تحدثت عن الإفراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي؟
– لم يتأكد الخبر، وأعتقد أنها تسريبات لتضليل الرأي العام.