أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، تفويضا جديدا إلى وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، لمطاردة المسلحين واستهدافهم، في إطار سياسة تسريع المعركة للقضاء على تنظيم الدولة.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير ترجمته “عربي21” إن ترامب أعطى “سي آي إيه” تفويضا بتوجيه ضربات بطائرات بدون طيار ضد “الإرهابيين” المشتبه بهم. وقال مسؤولون أمريكيون إن الخطوة تمثل تغيرا عن سياسة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي قلصت الدور شبه العسكري للوكالة.
وذكر المسؤولون أن تجربة قتل زعيم حركة طالبان الملا منصور في أيار/ مايو 2016 في باكستان كانت بغارة طائرة بدون طيار الأمريكية، هي خير مثال على هذا النهج.
ولم يطلب من وكالة المخابرات المركزية، التي تعمل بسرية تحت السلطات، الكشف عن عدد “الإرهابيين” المشتبه بهم الذين قتلوا في غارات بطائرات بدون طيار.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم يعرف بعد ما إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية قتلت القيادي البارز أبا الخير المصري في أواخر شباط/ فبراير، في هجوم بطائرة بدون طيار في شمال سوريا.
وكانت نعت “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” و”قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي” في بيان مشترك مقتل المصري، “إثر غارة صليبية غادرة من طائرة مسيرة لتشهد أرض الشام على جرم جديد من جرائم أمريكا والحلف الصليبيي”.
والمصري (59 عاما) صهر الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويعتقد أنه نائب الزعيم الحالي أيمن الظواهري.
ورفض متحدثون باسم وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية التعليق على حادثة الاغتيال، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن تطبيق إجراءات ترامب، وخصوصا في قدرة وكالة الاستخبارات المركزية للعمل في سوريا، يعني أن الوكالة في نهاية المطاف يمكن أن تصبح مخولة لتجري مرة أخرى العمليات السرية في أماكن أخرى، حيث إن الولايات المتحدة تستهدف المسلحين في اليمن وليبيا والصومال وغيرها.
وقد لا تكون سوريا المكان الوحيد الذي يؤذن لوكالة المخابرات المركزية بإجراء هجمات طائرات بدون طيار فيه. ففي وقت سابق من هذا الشهر، يقال إن طائرة بدون طيار أمريكية استهدفت رجلين في قرية في باكستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان. لكن وزارة الدفاع قالت إنها لا تعرف بذلك.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أنه لا يزال غير واضح، ما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية في العهد الجديد ستتوسع في سوريا.
ولا تستطيع إدارة ترامب أن تعطي المزيد من السلطة العسكرية للقيام بعمليات من تلقاء نفسها من دون الحصول أولا على موافقة من البنتاغون، حيث إن من المؤكد أن تشعل سياسة ترامب الجديدة الجدل حول “القتل المستهدف”، وفقا للصحيفة.
وقال كريستوفر أندرز، نائب مدير مكتب واشنطن للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إنه لا يعني أن وكالة المخابرات المركزية لا يمكن أن يكون لها دور في المساعدة على استخدام القوة في تحديد الأهداف، لكنّ هذا القرار بشأن الضرب من عدمه يجب أن يكون قادما من خلال سلسلة القيادة العسكرية”.
وقاوم بعض أعضاء الكونغرس الجهود الرامية إلى تحريك عمليات الطائرات بدون طيار تحت ضوء الشمس. وكان عناصر من المخابرات ولجان الخدمات المسلحة في مجلس النواب ومجلس الشيوخ حريصين على الحفاظ على رقابة مفصلة لعملياتهم بدون طيار.
ويفضل أعضاء لجان الاستخبارات، عموما دورا شبيها بوكالة المخابرات المركزية، ويعتقدون أنهم الأقدر على إجراء الرقابة على العمليات السرية، في حين يرى أعضاء لجان الخدمات المسلحة والجيش ضرورة السيطرة على المهمة.
في هذه الأثناء، أثار تحرك ترامب المنافسة القائمة بين وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون على القيام بعمليات مكافحة الإرهاب الفتاكة، وفقا لمسؤولين أمريكيين، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتأخذ كل من الوكالات خطوات لتحديد صلاحية الأهداف قبل الضرب. فعندما يتعلق بوكالة المخابرات المركزية فإن الأمر يتطلب أعلى مستوى، أو “قرب اليقين”، في حين تعتمد وزارة الدفاع على “درجة معقولة من اليقين” في مناطق الحرب، على الرغم من أنها تلتزم بمستوى أعلى عندما تعمل في أي مكان آخر.
ونتيجة لذلك، فإن توفير المزيد من الصلاحيات لوكالة المخابرات المركزية لتوجيه ضربات يمكن أن يقوض توجيه ترامب لتسريع المعركة ضد تنظيم الدولة والقاعدة وجماعات متشددة أخرى، لأن وكالة المخابرات المركزية يعتقد أنها ستكون أكثر للتداول في العملية، وفقا للمسؤولين الأميركيين السابقين.
ومن الممكن أيضا، مع ذلك، أن وتيرة الهجمات يمكن أن تزيد كما أنه سيتم إعطاء وكالة الاستخبارات المركزية المزيد من الحرية للعمل من تلقاء نفسها، وعدم الاعتماد على الجيش لإجراء الضربات، حسبما جاء في تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”.