جاءت المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، لتلبي طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح مع الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، واحتواء الأزمة إقليمياً وعربياً وعدم تدويلها، حيث أصبحت المبادرة أحد المرجعيات الثلاث الرئيسة للحل.
واستهدفت المبادرة الخليجية التي أعلنت في نوفمبر 2011، تشكيل حكومة “مناصفة” بقيادة المعارضة، وإخراج اليمن من أزمته عبر عدة خطوات، بيد أن المخلوع صالح وتحت عباءة الحوثيين قاد انقلاباً على السلطة والرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وتمت السيطرة بالقوة المسلحة على العاصمة صنعاء، وبقية مؤسسات الدولة.
وفي هذا الإطار، أكد الكاتب السياسي اليمني نصر طه مصطفى الذي تقلد وزارة الإعلام اليمنية في 2014 أن المبادرة الخليجية كانت مفتاحاً مهماً لإنقاذ اليمن، ويجب أن تصل هذه المبادرة إلى هدفها النهائي بالاستفتاء على الدستور، وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، لافتاً إلى أن هذه استحقاقات لا تقبل العبث بها، أو الالتفاف عليها كما فعل بعض الذين حاولوا تأسيس صراعات وحروب مذهبية لا تنتهي.
ووفرت المبادرة انتقالاً سلساً وآمناً للسلطة، يجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني شامل، إلا أن ما قام به الحوثيون والمخلوع صالح من انقلاب صارخ، نشر الخراب والدمار في مختلف محافظات اليمن، وأعاد اليمنيين للمربع الأول.
وألزمت الأطراف كافة بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، وتوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة، من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.
ورغم أن المبادرة الخليجية، تنص على أن يشكل الرئيس الجديد “المنتخب” لجنة دستورية للإشراف على إعداد دستور جديد، ومن ثم عرضه على استفتاء شعبي، إلا أن الحوثي وصالح اختطفا مسودة الدستور الجديد وهي في الطريق، قبل أن يصادق عليها هادي، الأمر الذي عطل تنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً للاتفاق المبرم.
ووفقاً لنصر طه مصطفى، فإن المرحلة المقبلة تتطلب دوراً سياسياً خليجياً أكبر بقيادة المملكة، مشدداً على أن اليمن لن يقبل أي نفوذ إيراني فيه مهما طال الصراع، كما أنه لن يستقر ويعود إليه أمنه إلا بعلاقات عميقة متجذرة مع جيرانه الخليجيين.
ورأى مصطفى أن الحرب اليمنية وصلت إلى مراحلها الأخيرة، مهما تمادى الحوثيون في اندفاعهم العقائدي والمذهبي، مشيراً إلى أن أكثر من 95% من اليمنيين لن يقبلوا سيطرة هذه المجموعة المذهبية العنصرية المتعصبة عليهم، وقد آن الأوان لمصالحة يمنية شاملة لن ترى النور إلا على يد الأشقاء وليس غيرهم.
بدوره، قال عبدالملك المخلافي نائب رئيس الحكومة اليمنية الموالية للرئيس هادي في الذكرى الثانية لانطلاق “عاصفة الحزم” عبر حسابه في “تويتر”، أمس، إن قوات التحالف جاءت لإنقاذ الشعب اليمني من الحوثيين واستعادة الدولة منهم والحفاظ على وحدة البلاد.
إلى ذلك، استنكر نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في غامبيا محمد الأمين خليفة سيلا، الجريمة النكراء التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق الشعب اليمني البريء، وذلك باستهداف المصلين بمسجد كوفل بصرواح في محافظة مأرب أثناء صلاة الجمعة.
ميدانياً، أحبط الجيش اليمني عدة هجمات شنتها المليشيات على مواقع ومناطق يتمركز فيها بمحافظتي تعز وشبوة، ما أجبر الانقلابيين على التراجع والفرار بعد مقتل وإصابة عدد منهم وتكبدهم خسائر فادحة، حسب ما أفادت مصادر عسكرية.(الرياض)