وجه الاستاذ مفضل اسماعيل الابارة عضو البرلمان اليمني رسالة مفتوحة لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر يناشده فيها بأن يتحمل مسئوليته أمام الله والوطن وان يعجل بصرف رواتب الموظفين دون تبرير ولا تأخير.
وقال مفضل الابارة في رسالته المفتوحة أن المواطنين كانوا قد استبشروا خيراً حين تمكن رئيس الوزراء بجهوده الجبارة من نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن وبدء صرف رواتب معلمي أمانة العاصمة، إلا ان تأخر صرف الرواتب بعد ذلك لعدة اشهر أثر عكسياً على آمال المواطنين.
وأضاف الابارة تعليقا على خطاب رئيس الوزراء الاخير : “إن الأفواه الفارغة .. والبطون الجائعة .. والأجساد المنهوكة .. لن يقنعها إلا صرف حقوقها .. ولن يقنعها ألف خطاب وخطاب تبريري… لذلك نناشدك بالله وما تحملته من مسئولية أمام الله والوطن .. وبثقتنا على قدرتك في اتخاذ القرارات الشجاعة أنن تعجل بصرف رواتب الموظفين دون تبرير ولا تأخير.”
نص الرسالة
“رسالةمفتوحة لرئيس الوزراء”
دولة الأخ الدكتور / أحمد عبيد بن دغر
رئيس مجلس الوزراء الأكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أود في البداية أن أعرب لكم عن تقديري لشخصكم الكريم .. ورغم عدم معرفتي الكبيرة بكم إلا أن اللقاءات المحدودة التي تشرفت بحضورها معكم مع عدد من قيادات تهامة ورجالاتها في الفترة الماضية تركت في نفسي إعجاباً كبيراً بشخصكم وادراككم لمسئوليتكم وإلمامكم بكل ما تتطلبه المرحلة الحرجة التي يمر بها شعبنا من تضحيات وجهود جبارة .. وما تقتضيه المعركة مع الانقلابيين من تحرك واعي على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية وغيرها.
وكان مما أثار إعجابي وإعجاب كل الزملاء معي إصراركم حينها على نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن باعتبار ذلك خطوة مهمة في حسم الصراع الدائر تأخرت الشرعية في اتخاذها كثيراً.
– لقد كنت بحق فارس هذه الخطوة الجبارة (نقل البنك) وشعرنا بالارتياح أكثر وأنت تحدثنا بعمق وإدراك عن: ماذا تعني هذه الخطوة من مترتبات أخلاقية وما تلقيه من مسئولية على كاهل الشرعية.. وعن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة وستتخذها لتكون هذه الخطوة (نقل البنك) بحق ضربة معلم للقيادة والحكومة الشرعية.
– واستبشر اليمنيون جميعاً وأنت تبدأ عملياً بصرف رواتب معلمي أمانة العاصمة التي شكلت ضربة قاصمة للإنقلابيين في عقر دارهم حينها هتف اليمنيون بصوت واحد لقد أبدلنا الله خيراً بالأيام العجاف للحكومة السابقة.
• أخي رئيس الوزراء :-
– لكن الآمال التي انتعشت والحراك الذي أحدثه صرف مرتبات معلمي أمانة العاصمة انطفأ حين توالت الأشهر دون أن تصرف مرتبات الناس.. واستعاد الانقلابيون زمام المبادرة لتشويه الشرعية وانها لم تفِ بوعودها للناس , لتستمر بعد ذلك معاناة الناس وجوعهم واستغلال الانقلابيين لهذه المعاناة والجوع أبشع استغلال كما لا يخفى عليكم.
– وفي الوقت الذي كنا ننتظر أن تتتابع عملية صرف المرتبات توقفت العملية هذه الأشهر الطويلة.. إلى أن فوجئنا بمقالكم الجميل قبل أيام الذي تبررون فيه عدم صرف المرتبات بأنه نتيجة لعدم التزام الانقلابيين بتوريد المبالغ المحصلة في المؤسسات الايرادية التي مازالت خاضعة لسلطتهم إلى الحكومة الشرعية.. وحرصاً على عدم تدهور العملة … إلخ.
• أخي رئيس الوزراء
– لقد اكد المقال ما ترسخ في ذهني عن قدرتكم الرائعة على الإحاطة بالأمور والقدرة الأروع على حسن الطرح وروعة التوضيح والإقناع..
– لكني أقولها لك بصراحة : والله إن كل مقالات الدنيا .. مهما أوتيت من البلاغة والبيان لا تستطيع إقناع الجائعين الذين يموت أطفالهم أمام أعينهم .. ولا تبرر لهم تأخر صرف مستحقاتهم .. والصمت على معاناتهم .. وذلك للأسباب التالية :-
11- إن كل اليمنيين يدركون بما فيهم (من هم في المناطق غير المحررة) أن الانقلابيين عبارة عن عصابات همجية لا يمكنها أن تتحمل مسئولية أو أن يحرجها التزام اخلاقي , وبالتالي فهي لن تخجل من جوع الناس ومعاناتهم .. بل إنها تتاجر بآلامهم وتستغلها لإطالة عمر الانقلاب.
22- من غير المعقول أن تنتظر حكومة الشرعية من الانقلابيين الذين نهبو البنك المركزي وكل مؤسسات الدولة بل ونهبوا حقوق الاغنياء والفقراء بما فيها مواشيهم وأغنامهم .. من غير المعقول أن تنتظر حكومة الشرعية من هئولاء أن يوصلوا الايرادات إلى الحكومة الشرعية .. فهذه مسألة ضد طبيعة الانقلابيين وهمجية سلوكهم.
33- إن الحكومة الشرعية المعترف بها شعبياً وإقليمياً ودولياً هي المسئولة عن مواطنيها أمام الله وأمام شعبها وأمام العالم .. وليست العصابات الانقلابية التي اختطفت كل شيء وصادرت كل شيء.
ولذلك فمن مسئولية الحكومة الشرعية أن توفر مستحقات الناس ولو بالاقتراض وأن تعجل في صرف رواتبهم مهما كانت العوائق.
44- ان نقل البنك المركزي إلى عدن كان ضربة قاصمة لحلف الانقلاب إذا ما أوفت الحكومة بالتزاماتها وصرفت رواتب الموظفين .. أما والحال هكذا فقد تحولت عملية نقل البنك (وأنت فارسها بلا منازع) إلى نصر معنوي للانقلابيين يزايدون به على الناس لإطالة عمر الانقلاب المشئوم.
• أخي رئيس الوزراء
– إن الأفواه الفارغة .. والبطون الجائعة .. والأجساد المنهوكة .. لن يقنعها إلا صرف حقوقها .. ولن يقنعها ألف خطاب وخطاب تبريري.
• لذلك نناشدك بالله وما تحملته من مسئولية أمام الله والوطن .. وبثقتنا على قدرتك في اتخاذ القرارات الشجاعة أن تعجل بصرف رواتب الموظفين دون تبرير ولا تأخير.
والله من وراء القصد
مع خالص التحية والتقدير لشخصكم الكريم…
والله يرعاكم ,,,
أخوكم / مفضل اسماعيل غالب الابارة
عضو مجلس النواب
4 إبريل 2017م