في حقيقة الامر ، ما تقوم به اللجنة السعودية الخاصة و رئيسها محمد عبيد القحطاني ، هو ليس تمكين لقيادات المؤتمر الشعبي العام من السلطة في اليمن و ليس إقصاء للاصلاح و انما هو في حقيقة الامر هو تمكين للمنظومة التي ينتمي لها المخلوع عفاش .!
فَلَو كانت القيادات التي تفرضها اللجنة الخاصة على الرئيس هادي قيادات مؤتمرية موالية ل هادي او على الاقل ليست من القيادات الشديدة الولاء للمخلوع عفاش لقلنا ان ما يحدث هو تعزيز لسلطات الرئيس هادي و إقصاء لحزب الاصلاح ..
لكن حين نرى ان معظم من تعيينهم هم من القيادات المؤتمرية الموالية جداً للمخلوع و نجله فهذا يعني اننا امام مشروع انقلاب ناعم على الرئيس هادي و ازاحة تدريجية له ، و ان الاصلاح و الضجيج المثار مجددا حوله و بشكل مفاجىء ليس أكثر من أسطوانة يراد منها تمرير هذا الانقلاب دون ان ينتبه له الناس .!
فالإصلاح الذي يستخدم كشماعة تفرض بها قرارات تمكين الموالي ل عفاش لم يعد بيده من المناصب و المواقع ما يقتضي كل هذا الضجيج ، و ان الضغوط السابقة عليه للقبول بالدخول في حكومة بحقائب و مواقع لا تتناسب مع حجمه و لا تضحياته لم يكن الهدف منها سوى استخدام هذا الوجود في تمكين الموالين للمخلوع عفاش و المنظومة التي ينتمي لها و تحت يافطة الخوف من الاصلاح و من الإسلاميين ..!
فمن يلاحظ التعيينات التي تمت لقيادات مؤتمرية تحت يافطة تمكين مؤتمر الشرعية يلاحظ ان جميع من شملتهم تلك التعيينات هم من الشخصيات المعروفة بولائها الشديد للمخلوع و لنجله ، و المقربة منه و احيانا اللصيقة به .
و ان تلك الشخصيات حظيت بدعم مالي و لوجستي كبير و مُلفت للنظر من قبل اللجنة الخاصة لم يحظ به غيرها من الشخصيات بما في ذلك القيادات المؤتمرية التي لم تكن علاقتها بالمخلوع و نجله قويه و لم تكن مقربة من ايا منهما ..
الاصلاح في هذه المعادلة يستخدم كما استخدم قبل الانقلاب في 2014 ، مجرد فزاعة ،فيما الهدف
النهائي هو اسقاط شرعية هادي او تفريغها من مضمونها من خلال تطويقه ثم سحب صلاحياته و نقلها …
و محاولة الإطاحة بالرئيس هادي هذه ليست المحاولة الاولى و انما هي امتداد و تطوير لمحاولات سابقة ، أشهرها محاولة الإطاحة به عن طريق خالد بحاح و التي تنبه لها هادي في اللحظات الاخيرة ..
و بملاحظة سيناريو بحاح من بداياته و كيف تم اعداده من وقت مبكّر للقيام بهذا الدور و نتذكر علاقة بحاح بالمخلوع و نجله قديماً و حديثاً ، نستطيع ان نفهم ما يدور حالياً ، و اننا مايحدث في حقيقة الامر هي مقدمات للانقلاب على الرئيس هادي و لسحب ما تبقى بيده من صلاحيات و من شرعية و تحت يافطة تمكين مؤتمر الشرعية ، بعد ان فشل ما سبقها من محاولات للإطاحة به سواء تلك التي كان يراد تمريرها عبر المفاوضات و الوساطات الدولية او تلك التي اريد تمريرها عبر بحاح ..
و السوال الذي يفرض نفسه هنا ، هل تدرك اللجنة السعودية الخاصة انها تقوم بهذا الدور ام انها تستدرج اليه استدراجا تحت يافطة الخوف من الاصلاح .!
و اذا كانت تدرك ذلك الحساب لمن تقوم بذلك الدور ؟.!
خالد الانسي