اليمن جار أصيل لدول مجلس التعاون العربي التي بادرت إلى تشكيل التحالف العسكري العربي من 12 دولة ان لم تخني الذاكرة!!!
مبادرة تاريخية عربية جديدة.
خاض ويخوض التحالف الحرب منذ مارس 2015 وها نحن في عام 2017.
ولا يبدو نهاية لتلك الحرب المشؤومة التي أشعلها تحالف الضرر والضرورة اﻹنقلابي (الحوثي–صالح.)..كمغامرة طائشة غير محسوبة. …..
أدخلت البلاد في لجة شر من القتل والخوف والحاجة…
حتى اﻵن يخوض التحالف الحرب كداعم للشرعية…بكل شيء تقريبا…المال والسلاح والعتاد والغطاء الناري الجوي الكثيف ومن البحر والبر أحيانا كثيرة…
بتركيز شديد على مقاربة القضية اليمنية عسكريا اي الجبهة القتالية والى جانب ذلك كجهد موازي( الجبهة اﻹعلامية.) …ذات اﻷهمية الكبيرة في تسيير اﻷحداث بل وصناعتها..
لا شك إن إعلام التحالف ابلي ويبلى بلاءا حسنا كجبهة تتسم بأهمية إستراتيجية فائقة… وتؤدي دورها بكفاءة عالية ..إلا من موقع الملف اليمني في الخارطة اﻹعلامية لدول التحالف وعلى رأسها اعلام المملكة العربية السعودية واﻹمارات المتحدة وقطر…
على قرب اليمن من دول الخليج العربي وتبني قضيته ودخولها مباشرة في الحرب من أجل أمنها المهدد إيرانيا من اﻹتجاه اليمني القريب وإعادة الشرعية…ومواجهة التهديد اﻹيراني المباشر. …مباشرة راي العين…من وفي الخاصرة والقلب والوجه الخ…من كل جانب…
لا شك هناك ملفات ساخنة أخرى مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها….
ولا بد ان تعطى حقها من اﻹهتمام ولكن بحسب كثير من المراقبين ليس على حساب الملف اليمني اﻷقرب والمباشر. ..والذي يمكن القول إن عدم حسمه عسكريا بتعاون إعلامي وثيق كجبهة في غاية اﻷهمية فإن ذلك يمس في كرامة دول التحالف بكاملها. .اذا ما علمنا أن المساس بكرامة الدولة واحدا من أهم أسباب نشوب الحروب على مدى التاريخ…وها هي ناشبة وإطالة أمدها كما هو ليس في مصلحة الشعب اليمني الذي يدفع الثمن غاليا. ..وهو يسير حثيثا إلى هاوية المجاعة فإن طفلا يموت كل عشر دقائق…
بنفس الوقت ليس لمصلحة دول التحالف وعلى رأسها القائدة المملكة واﻹمارات…
فالشعوب بدأت تحس بآثارها السلبية…والقيادات بدأ المملل يقترب منها….وكثيرة هي أﻷضرار ليس المكان هنا لتعدادها.
إن جعل الملف اليمني في ذيل الخارطة اﻹعلامية لدول التحالف العربي يضاعف من عوامل الفشل. للشرعية اليمنية ودول التحالف وذلك بإطالة أمد الحرب بأضرارها القاتلة. ..
المتلقي في المساحة السكانية المسيطر عليها اﻹنقلابيون يتأثر بذلك الموقع المتأخر …ولا يتقدم إلى مساندة الشرعية.
المتلقي في مناطق القتال..يلطم خديه عندما يرى ماثره وبطولاته وتضحياته تأتي في ذيل القائمة بل أحيانا تغيب عنها لصالح حدث في باريس او دهس في برلين سواءا كان مقاتلا او مواطنا ..والنتيجة …تضعف معنوياته كثيرا….وتؤثر سلبا على أدائه في الميدان.
المتلقي في المناطق المحررة ..يداهمه الملل من اﻹنتظار ﻷقرب وسيلة إعلامية إلى نفسه….حتى يشاهد او يسمع او (كليهما) مايجري في اقرب منطقة منه وهو الذي يرى ويسمع بنفسة مباشرة هدير المدافع وأزيز الطيران بل وتصم إذنيه .. واﻵتي في ذيل نشرات..فضائيات التحالف…
اما اﻵخر في أي مكان في العالم فيستغرب في أضعف الحالات..
ويبرز تساؤل ..لدى أوﻻئك جميعا هل هذه المكانة المتأخرة للملف اليمني على اﻷقل في نشرات الخبر لوسائل إعلام التحالف العربي الهامة جدا يعكس سياسة وإهتمامات قيادات دول التحالف باليمن وما يجري فيه…
أين يمكن لنا أن نجد الجواب ؟؟
العميد الركن علي ناجي عبيد.
محلل عسكري وسياسي..