الانقلاب الثاني على الشرعية في اليمن (تقرير)

مدير التحرير11 مايو 2017
الانقلاب الثاني على الشرعية في اليمن (تقرير)

أعلن اليوم الخميس، في العاصمة المؤقتة لليمن عدن، عن المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة السفير اللواء عيدروس الزبيدي، فيما شغل الوزير السابق هاني بن بريك نائبا لرئيس المجلس.
وضمت عضوية هيئة رئاسة المجلس، 24 شخصية جنوبية من محافظين ووزير وقيادات في الحراك الجنوبي.
 وغاب عن قوام الهيئة محافظي ابين وعدن، فيما لم يصدر موقفا من بقية المحافظين الذين وردت اسمائهم في قوام هيئة رئاسة المجلس.
 
الإحلال بديلا عن الشرعية
وحدد ما سمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي مهامه بثلاث نقاط، العمل على استكمال إجراءات تأسيس هيئات المجلس، فيما كانت المهمة الثانية، تنصيبا للمجلس بديلا عن الحكومة الشرعية، في المحافظات الجنوبية، اذ أكد المجلس على ان مهمته الثانية، هي إدارة وتمثيل الجنوب داخليا وخارجيا، وهو الامر الذي اعتبره مراقبون انقلابا صريحا على الشرعية.
الدكتور / حسين الاقور ابدى تأييده، للمجلس الجنوبي الانتقالي، وقال الاقور في منشور بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من يقول انه يحمل، هم القضية الجنوبية، فالطريق أصبح واضح، ومن يرى نفسه لا علاقة له بها، فليختار الطريق الذي يناسبه.
واضاف الاقور: لن نرغم احدا على التأييد ولا نستثني احدا، من اللحاق، بمسيرة الجنوب، التي حلقت بجناحيها اليوم في عدن وحضرموت.
ويرى الاقور ان الاهم الان هو بدء العمل المخطط له، والمنظم الهادف، إلى احقاق الحق، وعودة الهوية الجنوبية، وبناء الدولة الجنوبية الاتحادية.
 
انقلاب ثاني
الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني، يرى ان إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، هو انقلاب ثان تتلقاه الشرعية، في عدن عبر ما يسمى بالكيان السياسي الذي اعلن عن قيادته اليوم في عدن.
واضاف الهدياني في حديثه لـ “الموقع بوست ” ان الكيان كونه يضم في تشكيلته، قيادات السلطات المحلية، في المحافظات الجنوبية، باستثناء عدن وابين، فهو يستلب سلطة الحكومة الشرعية، في الادارة، ويضعها في يد المكون المذكور، وهذا هو الانقلاب.
  ويتابع الهدياني حديثه بالقول اذا كانت التشكيلة والإعلان خطوة تصعيدية فقط في اطار الرد على قرار اقالة عيدروس الزبيدي، وهاني بن بريك، فالامر  ـ بنظر الهدياني ـ عبارة عن ضغط للوصول الى تفاوض، مع الحكومة الشرعية.
ويستدرك الهدياني: لكن إذا كان الموضوع في إطار عمل ممنهج، ويحظى بدعم الامارات العربية المتحدة، كما نلاحظ من اعلامها الرافض لقرارات هادي الاخيرة، والراعي للكيان، فالموضوع خطير وكبير، وهو في إطار تقويض جهود الحكومة الشرعية، في المناطق المحررة، ويصب في مصلحة الانقلابين في صنعاء
 
  طعنة غادرة
ولم يختلف رأي المحلل السياسي ياسين التميمي عن رأي الهدياني إذ يرى، في الإعلان عن ما يسمى بـ: “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي تم اليوم عبر محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، هو عملٌ خارج القانون وتمرد صريح، لا يقبل سوى هذا التفسير، وهو في الوقت نفسه، ـ بحسب التميمي ـ  يعبر عن وجود أزمة حقيقية في العلاقة بين القوتين، الرئيسيتين في التحالف، السعودية، والإمارات أو هكذا يفترض.
ويحمل التميمي مسئوليته ما حدث، بشكل كامل أبو ظبي دون غيرها، ويستدرك بالقول: لكن هذا لا يعفي الرياض من القيام بمسئولياتها، وهو ما نأمل أن نراه على الأقل في تصريح رسمي ينأ بها عن هذه الترتيبات السيئة والكارثية في عدن.
ويضيف التميمي في حديثه لـ”لموقع بوست” تعليقا على اعلان المجلس: المجلس مثله مثل المجلس السياسي الذي تشكل في صنعاء، مع فارق أن مجلس صنعاء تحرسه كتائب صالح، وميلشيات الحوثي، أما المجلس الذي تشكل في مبنى تابع للسلطة المحلية الموالية للسلطة الشرعية، فإنه يحدث تحت حراسة، القوات الإماراتية.
وعن مألات الخطوة يرى التميمي أن اليمنيون لن يخسروا شيئا فالبلاد مقبلة، على حرب مفتوحة، لن تبقى دول الخليج في مأمن منها، لكنهم لن يسكتوا على هذه الطعنة الغادرة، التي وجهتها الإمارات لهم، لدوافع أيدلوجية، وكل هذه الرهانات خاسرة بالتأكيد وسوف تسقط.
ويختتم التميمي حديثه بالتأكيد على انه لا يكفي أن يعلن الزبيدي، بأنه سيبقى وكيانه المزعوم إلى جانب التحالف، ضد المد الإيراني، وضد الإرهاب، فإيران تسكن في قلب الترتيبات التي أنجزت هذا المجلس.
ويضيف: ولا نرى هذا المجلس سوى حلقة، من سلسلة التدابير، التي تشرف عليها إيران، مستفيدة من الخوف المرضي، الذي تظهره، أبو ظبي تجاه الإسلام السياسي.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق