تتكشف حقائق الرئيس المخلوع ” صالح” وعجزه المتنامي عن ردع مليشيا الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء وبعض المدن التي لا تزال تخضع لهيمنة الجماعة وهو الامر الذي بات يقلق الكثيرين من أنصاره المطالبين بفك الارتباط مع الحوثي وتركه يواجه مصيره المتفرد بالسلطة والثروة.
فقد ظهر المخلوع أكثر عجزا في الأيام الأخيرة من خلال زيارته الليلية التي قام بها للاطمئنان على الشيخ قناف المصري الذي أصيب اثناء تعرض سيارته لإطلاق نار من قبل نقطة تتبع ميليشيا الحوثي بعد رفضه التوقف للتفتيش في المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، فجل ما استطاع المخلوع عمله هو التوسل لدى أجهزة الامن التي تسيطر عليها المليشيا بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.
ويعد قناف المصري شقيق واحد من أبرز القيادات العسكرية التابعة للمخلوع وهو اللواء” مطهر رشاد المصري” وزير داخليته الأسبق والمقرب منه.
وتأتي حادثة قناف المصري لتمثل رسالة قوية تبعثها مليشيا الحوثي للمخلوع وانصاره لم يوفق المخلوع بالرد عليها كما كان يتوقع بعض أنصاره الذين يتعرضون لمواقف مهينة باستمرار مع تصاعد الخلاف بين حليفي الانقلاب بصنعاء.
ولم تكن حادثة المصري هي الرسالة الأولى فقد سبقتها رسائل ذات دلالات وابعاد خطيرة كعملية إيقاف طباعة صحيفة الميثاق الناطق الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي التي مثلت ضربة موجعة للمؤتمريين جناح المخلوع عندما غرد جمال انعم قبل أيام في صفحته على فيسبوك ان مليشيا الحوثي التي تسيطر على مطابع التوجيه المعنوي رفضت طباعة الصحيفة.
وحسب تغريدة انعم فان المليشيا قد ضيقت الخناق على الصحفيين من أنصار صالح فقال ان “الصحفيين والعاملين في صحيفة الميثاق يتعرضون لأسوأ أساليب الترهيب والملاحقة بدعاوى كيدية في المحاكم، حتى إنه وصل الأمر لإيقاف طباعة الصحيفة تحت مبررات كاذبة وابتزازية “.
الصحيفة ذاتها التي أوقف الحوثي طباعتها وجه عبرها صالح دعوة لأنصاره بوقف المهاترات مع الحوثيين، ومطالباً إياهم برص الصفوف ومتبرئا من انصاره الذين يهاجمون الحوثيين دفاعا عنه.
ونقلت صحيفة الميثاق الناطقة باسم الحزب عن “صالح” حينها قوله: “ما يصدر من تهم وإساءات عن بعض المؤتمرين بحق زملائهم في المؤتمر أو بحق “أنصار الله ” لا تمثل المؤتمر، وانما تمثل وجهة نظر أصحابها”.
لم يجدي صراخ وعويل المؤتمريين لدي زعيمهم جراء ما يلاقونه على ايدي شريكه الحوثي حتى انهم باتوا يشكون ويأنون بصوتا منخفض كما عبر عن ذلك الصحفي عبدالقوي العزاني في حديث لقناة الجزيرة عندما قال انه لم يعد أمام المؤتمريين التابعين للمخلوع صالح سوى الشكوى والصراخ المنخفض تجاه جنوح وتغوّل مليشيا الحوثي ولجانها الشعبية والثورية، التي تمارس نفوذا وهيمنة حتى على وزرائهم في حكومتهم الانقلابية، بمعنى أنهم أصبحوا مجرد أدوات في مشروع الحوثي.
كما لم يجدي صراخ المؤتمرين لم يجدي أيضا التحذير الذي يحاول بعض أنصار صالح توجيهه لجماعة الحوثي بل ان المليشيا وعبر صحيفة مقربة منها شنت هجوما لاذعا على رئيس حكومة الانقلاب المؤتمري عبدالعزيز بن حبتور ووصفته بانه دمية صالح ومبعوث مؤتمري للفساد.
مراقبون خلصوا الى ان صالح بات أكثر ضعفا وهوانا من ذي قبل امام سلوك وعنجهية الحوثيين الذين يجيّرون كل شيء في الدولة لصالح مشروعهم الطائفي السلالي وعجزه عن القيام بأي فعل رادع للجماعة التي أصبحت دائما ما تعرضه لمواقف محرجة أمام أنصاره في الوقت الذي لا يستطيع ان يدفع عنهم اذى الحوثي.