وجه رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رسالة للمجلس الإنتقالي الجنوبي الذي يرأسه عيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال ونصحهم بالمحافظة على الرئيس عبدربه منصور هادي أو سيكون مصيرهم إلى عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي.
وقال بن دغر في منشور على صفحته فيسبوك موجها كلامه لاعضاء المجلس الانتقالي: كلما حاولتم أضعاف الشرعية في عدن، أو النيل من الرئيس المنتخب، كلما مهدتم الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين، وبذلك تكونوا قد خدمتم أعداء الأمة، وتكون طهران قد ربحت الحرب في اليمن دون طلقة.
وكان وزير الدفاع في حكومة الحوثيين اللواء محمد ناصر العاطفي، قد زار يوم أمس الاثنين جبهة مكيراس بمحافظة البيضاء، على مشارف محافظة أبين القريبة جدا من عدن، وقال في تصريح مقتضب بثته قناة المسيرة الحوثية إن انظارهم مركزة على الجنوب وضرورة تحريره من الاحتلال وحماية الوحدة اليمنية، حسب تعبيره.
ونشر بن دغر مقاله بعد ساعات من وصول عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وقيادات جنوبية في المجلس السياسي الجنوبي الأعلى يوم أمس إلى العاصمة المؤقتة عدن لإحياء فعالية انفصالية في 7/7، فيما هدد القيادي في الحراك الجنوبي هاني بن بريك في أول تصريح له بعد وصوله لعدن عبر حسابه على “توتير” بأن كل الخيارات بما فيها السلاح متاحة لاستعادة دولة الجنوب.
بن دغر وفي المقال الذي عنونه بعبارة “حافظوا على عبدربه أو ابشروا بعبدالملك” ونشره اليوم قال مخاطبا العيدروس وبن بريك وبقية القيادات الجنوبية “أما وقد عدتم، فقد أصبحت أمامكم مسؤولية وطنية، ولاعتبارات كثيرة، أنتم شركاء في الإحتفاظ بحالة الإستقرار في عدن، أمن عدن الذي حرصنا عليه طوال الفترة الماضية غدوتم في هذه الساعات شركاء فيه، كما كنتم دائماً. وحياة الناس التي تمضي شيئاً فشيئاً نحو الأفضل أنتم معنيين باستمرارها. والأمر يعني الآخرين بنفس القدر”.
وأضاف “لا يمكن لأحد ملكٓ السلاح والمال والرجال والدعم أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن. الكل يغدو في هذا الظرف الحرج وربما المتفجر مسؤولاً أمام مواطني عدن، ومعنياً بأمن مواطني لحج وأبين والضالع، بل وبأمن اليمن عموماً. المشاعر متأججة، وهناك من لا يدرك خطورة الوضع، والعدو الحوثي وصالح يدفع باتجاه الصدام بين طرفي الصراع التقليديين”.
وأكد أن “العداوة والبغضاء والكراهية بعثت من جديد وبصورة أبشع، والصراع على النفوذ في عدن يمضي نحو الذروة. – نعم صراع نفوذ- جولة جديد من الصراع الغبي يجري التحضير لها، فإما أن تساعدوا على لجمها وإما أن تكونوا أداتها وحطبها وضحيتها. لا يلقي بيده للهلاك إلا جاهل، ولا يسكب الزيت على النار إلا من فقد عقله. ولا تنسوا أن الكل في حالة حرب مع الإرهاب”.
وتساءل رئيس الوزراء في ذات المقال “لماذا الصراع على النفوذ في عدن مع إمكانية تحقيق الشراكة، والتوفيق بين المصالح المتعارضة، فكما للضالع حق في التواجد في عدن، وفي ممارسة السلطة الحق ذاته لأبين. ولأبناء عدن أيضاً المنسيين دائماً وكذلك القادمين من محافظات أو مديريات أخرى”.
وقال إن “الأمر ذاته ينطبق على الثروة. الشراكة ومراعاة مصالح الآخرين قيمة عند من انكوى بنار الحروب، ولاشك أن الخروج من دائرة العنف، هو ما سيمنح عدن المستقبل الذي تتمناه. لابد من اعادة الاعتبار للمصالح المشتركة. فإدارة المصالح مع الآخرين شيئ، وإقصاءهم شيئ آخر”.
وأضاف “لنقرأ بعض تفاصيل المشهد، كلما حاولتم أضعاف الشرعية في عدن، أو النيل من الرئيس المنتخب، كلما مهدتم الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين، وبذلك تكونوا قد خدمتم أعداء الأمة، وتكون طهران قد ربحت الحرب في اليمن دون طلقة. هاهم (الحوثيين وصالح) على بعد مئة وخمسين كيلو من عدن، وهم أيضاً لازالت لديهم بعض القدرة على خوض المعركة. ولاعذر لمن لم يتعض من ماضية”.
ونصح بن دغر في ختام مقاله العيدروس وبقية أعضاء المجلس الجنوبي الأعلى، قائلاً “رشدوا برامجكم يوم الجمعة القادمة، وامنعوا الطائشين من استفزاز الآخرين، احفظوا الدماء، واسلموا الأرواح، وتقبلوا الاختلاف. حافظوا على عبدربه، حتى ييسر الله لليمن مخرجاً مما هي فيه، فهو الرابط المتبقي في مجتمع يتفكك، ويفقد كل يوم شيئاً من أمنه وسلامه، وتمهلوا حتى يحقق التحالف والشرعية الأهداف المتوخاة من العاصفة، أو ابشروا بعبدالملك يطرق الأبواب”.
ابابيل نت