أحمد علي بين خياري العدالة والهروب

مدير التحرير22 يوليو 2017
أحمد علي بين خياري العدالة والهروب
عبدالكريم ثعيل

يعتبر خيار عودة أحمد علي عبدالله صالح من سابع المستحيلات، لأن وضع الرجل سيئ للغاية في أحسن أحوال حياته، وأفضل خيارات تنحصر بين «تسليم نفسه للعدالة أو الهروب»، وذلك لما للرجل من سوابق كارثية تجعل من خيار عودته إلى العملية السياسية أو الحياة العسكرية.. المهدد الأخطر للأمن والسلم العالميين، بل وكونه الآلة الأنسب لتمزيق الإقليم انطلاقا من اليمن.
ولذلك وبإجماع كافة أطراف الصراع المحلي والإقليمي والدولي يعتبر أفضل خيار لأحمد علي ولليمن وللمنطقة وللعالم هو «الهروب» كونه لن يسلم نفسه أو يتم تسليمه للعدالة.. أما خيار العودة فلا يطرحه إلا المجانين، كما أن خيار العدالة يطرحه المغفلون.
ولتأكيد ما سبق أسرد بعض سوابق أحمد علي وأهم المرجعيات المجمع دوليا على جريمة تجاوزها في أي حل سياسي أو حسم عسكري:
1- أحمد علي مطلوب للعدالة، فهو ثاني أبرز متهم في ارتكاب مذابح ضد أبناء الشعب اليمني أثناء ثورتهم السلمية – 11 فبراير التي أطاحت بمنظومته الفاسدة – وغيرها من الجرائم.
2- أحمد علي ممن شملتهم قرارات العقوبات الدولية كونه من أبرز معيقي العملية السياسية في المرحلة الانتقالية المرعية إقليميا ودوليا.
3- وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مجرم مدان منحت له الحصانة السياسية مقابل مغادرته وتسليم ما بحوزته من ممتلكات وسلطات الشعب اليمني، وبالتالي عودته تلغي الحصانة السياسية فيما مضى وتضعه في السجن ليحاكم ويعدم ألف مرة على جرائمه التي ارتكبها منذ توليه المسؤولية العامة.
4- وثيقة الحوار الوطني الشامل أيضا شددت على العزل السياسي كمنفذ يتيح الهروب لأحمد ووالده والمسؤولين العابثين حتى بداية انطلاق مؤتمر الحوار الوطني، وفي أحسن الأحوال حتى انتهاء مؤتمر الحوار حينها، قبل الانقلاب والتمرد الذي كان أحمد ورجاله وقواته أكبر مخططيه ومجرميه.
5- (2 و3 و4) توضح خيارات أحمد مع المرجعيات الثلاث الوحيدة التي لا يمكن تجاوزها في أي حل سياسي أو حسم عسكري أو حتى في أي حرب مستقبلية قد تستمر بين الشرعية والانقلابيين في شمال وجنوب اليمن، وذلك بإجماع محلي وإقليمي ودولي لم يسبق في أي قضية.
6 – والأهم من كل ما سبق هو أن أحمد علي صالح العدو الأكبر للإرادة الشعبية في اليمن، فثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية قامت لقطع الطريق على توريث المخلوع لليمن وحكمها ومؤسساتها وثرواتها لنجله أحمد وبقية أفراد عائلته الذين تحالفوا مع إيران وحزب الله وميليشياتهم الإمامية الكهنوتية المتطرفة في اليمن، وزعزعوا أمن واستقرار الجزيرة العربية، بل أمن الأمة العربية برمتها، وهددوا الأمن والسلم الدوليين.
وبالتالي عودة أحمد علي تعني التهيئة لتدشين الحرب الإقليمية بين المشروع العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها الشرعية من اليمن والدول العربية الرافضة للاحتلال الفارسي من جهة، والمشروع الفارسي بقيادة إيران من جهة أخرى ومعها أطرف الانقلاب الحوثي وعفاش وعيدروس من اليمن والدول الداعمة لتلك الأطراف والمتماهية معهم والمتربصة بالسعودية والشرعية في اليمن.
وكذلك تؤكد عشرات المسلمات والمؤشرات أنه من سابع المستحيلات عودة المجرم أحمد علي عفاش إلى اليمن للمشاركة في العملية السياسية أو الحياة العسكرية أو حتى الانعزال السياسي.. فهو في أحسن أحواله وبعد مساعدة كل داعميه محليا وإقليميا وبالخفية دوليا، سيكون محصورا بين خياري «العدالة والهروب» فقط.. وهو يدرك ذلك أكثر من بقايا المجانين الذين يهلوسون بخيار «عودته إلى الموت على يد الإرادة الشعبية» المتسلحة بالعدالة والمرجعيات الثلاث ذات الشرعية الدولية. 

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept