ذكرت صحيفة “الخليج ” الإماراتية : “في مواقف جديدة قديمة، يقول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه يأمل ألا يؤدي الصراع في اليمن إلى مواجهة مباشرة بين إيران والسعودية، وإنه يمكن للبلدين العمل معاً لإنهاء الصراعات في سوريا واليمن. حسناً، ولكن لماذا لا تكف دولته عن دعم جماعة متمردة كجماعة الحوثيين، والمساهمة في زيادة سعير الحرب في هذا البلد الذي انقلبت فيه الجماعة على الثوابت التي اتفق عليها كل اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني، ووقعوا عليها، بمن فيهم الحوثيون أنفسهم؟”
وقالت “الخليج ” في كلمة عددها الصادر اليوم الجمعة تحت عنوان (مواقف إيران الجديدة.. قديمة) : “لم يأت ظريف بجديد في تصريحات أدلى بها قبل أيام، فخلال السنوات الماضية، أمطرنا المسؤولون الإيرانيون بسيل من التصريحات المشابهة، لكنهم على أرض الواقع كانوا أكثر كرماً في زيادة منسوب الدعم للحوثيين، فطهران تستضيف قادتهم، وتزودهم بالأسلحة، وتنشئ لهم معسكرات للتدريب، في إيران وخارجها، وهذا أمر لا يخفيه حتى الحوثيون أنفسهم.”
وأضافت الصحيفة أنه : “يجب عدم الوثوق بحديث المسؤولين الإيرانيين، بخاصة تجاه رغبتهم في إحلال السلام في اليمن، وحديثهم المتكرر عن «علاقة طيبة مع المملكة العربية السعودية»، فهو حديث للاستهلاك الإعلامي والسياسي، ليس إلا، فالكل يدرك أن إيران تقف بقوة، إلى جانب الحوثيين، رغبة في توظيفهم للإضرار بالسعودية، وإبقاء المنطقة في حالة حروب، ونزاعات مستمرة.”
وتابعت “الخليج ” : “يقول ظريف عما إذا كان يشعر بالقلق من حدوث مواجهة مباشرة بين طهران والرياض:«نحن بالتأكيد نأمل ألا يحدث هذا، لسنا مضطرين للقتال.. لا ينبغي أن نتقاتل، لا ينبغي أن نحاول إقصاء بعضنا بعضاً من المشهد في الشرق الأوسط (…) نأمل أنه إذا كنا لا نتفق مع بعضنا بعضاً بشأن الوضع في اليمن، أو الوضع في سوريا، أن يكون بوسعنا أن نعمل معاً من أجل إنهاء تلك الأوضاع».”
وأشارت الصحيفة أن ظريف يدرك، كما يدرك مسؤولون إيرانيون وعرب، أن المواقف السياسية التي يبديها نظام طهران حيال الملف اليمني، ليست في الواقع سوى مراوغة تهدف إلى محو الدور الإيراني السلبي في موقف الحوثيين، وتصلبهم حيال الحلول السياسية التي تطرح من قبل الأمم المتحدة، ويدرك العالم، كما يدرك الإيرانيون، أن الحوثيين يمكنهم التعاطي مع قرارات الأمم المتحدة، ومع أي جهود من قبلها لإنهاء الحرب الدائرة في هذا البلد منذ أكثر من عامين، في حالة واحدة فقط، وهي الحصول على ضوء أخضر، وصريح من إيران.
واختتمت “الخليج ” كلمة عددها اليوم بالقول : “يتماهى الحوثيون مع المواقف الإيرانية ويسايرون توجهاتها من غير مواربة، ولو أرادت طهران إنهاء الحرب لأوعزت للجماعة الموالية لها بالتعاطي الإيجابي مع الجهود العربية، والأممية، لإنهاء سيطرتها غير الشرعية على السلطة بقوة السلاح، بدعم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبالتالي وقف الحرب التي كلفت، وتكلف الكثير من إمكانات اليمن، وأرواح أبنائه، لكنها تريد أن تبقى الأوضاع كما هي طالما أنها تحقق المطلوب منها، والمتمثلة في إبقاء اليمن رهينة بيد ميليشيا، والارتباط الوثيق برغبتها في الهيمنة على المنطقة بشكل كامل.”