أعلنت السلطات الأسترالية أمس الأحد، أنها أحبطت مخططًا إرهابيًا يشتبه بأنه من تدبير متطرفين كان يهدف إلى إسقاط طائرة باستخدام قنبلة يدوية الصنع، مشيرة إلى اعتقال أربعة أشخاص في مداهمات في أنحاء سيدني. وقال رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول إن الخطة بدت مدروسة بشكل واسع وليست عملية خطط لها شخص واحد، فيما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات المحلية والدولية الرئيسية في أنحاء البلاد.
وأضاف تورنبول للصحافيين: أستطيع إبلاغكم أنّه جرت الليلة الماضية عمليّة كبيرة لمكافحة الإرهاب من أجل إحباط مؤامرة إرهابيّة كانت تهدف إلى إسقاط طائرة”.
وأضاف أنّ التهديد الإرهابي حقيقي جداً، مشدّداً على أنّ الجهود التي بُذلت خلال الليل كانت فعالة جداً، لكن هناك المزيد من العمل الواجب إتمامه. ولم يحدد المسؤولون إن كان المخطط الذي أعلن عنه يستهدف رحلة داخلية أو دولية، ولكن صحيفة “دايلي تلغراف” الصادرة في سيدني ذكرت أنه كان سيستهدف رحلة داخلية.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي إن السلطات فرضت إجراءات أمنية إضافية في مطار سيدني منذ الخميس، إلى جانب المطارات الرئيسية الأخرى في الدولة.
وأكد تورنبول أن مستوى التهديد الإرهابي في أستراليا ما زال متوسطاً عند مستوى محتمل، ما بين ممكن ومتوقع. وأشار إلى أن المخطط المحتمل الذي أٌحبط بدا أقرب إلى هذا التصنيف كمخطط مدروس بشكل واسع.
وأكد تورنبول أن درجة التأهب في البلاد، التي رفعت في سبتمبر/أيلول 2014 وسط تنامي المخاوف من وقوع هجمات مستوحاة من جماعات متطرفة مثل تنظيم داعش، ستبقى في مستوى محتمل.
من جهته، أفاد مفوّض الشرطة الاتحاديّة الأسترالية أندرو كولفن عن اعتقال أربعة رجال في سلسلة مداهمات في سيدني.
وقال: نعتقد أنه إرهاب من وحي إسلامي، لكنّه أشار إلى أن الشرطة لم تحصل بعد على قدر كاف من المعلومات بشأن الهجوم الذي كان مخططا له أو موقعه أو توقيته.
وأكد للصحافيين أن السلطات جمعت معلومات موثوقة عن المخطط دون إعطاء مزيد من التفاصيل أو توضيح إن كان الأشخاص الذين اعتقلوا على قوائم الرصد التابعة لأي جهة.
وتابع أنّ المعلومات التي جمعت في الأيام الماضية جعلت قوات الأمن حذرةً من إمكان حصول اعتداء إرهابي تُستخدم فيه عبوة ناسفة.
وأردف كولفن أنّ الكثير من المعطيات ذات الأهمية الكبيرة للشرطة تم الحصول عليها خلال عمليات الدهم.
وشدّد على أنّ التحقيق سيكون طويلاً جداً، قائلاً إنّنا نحقّق في معلومات تشير إلى أن الطيران كان هدفاً محتملاً لهذا الهجوم.
وقال كولفن قائد الشرطة الاتحادية الأسترالية إن الرجال الـ4 الذين تم اعتقالهم خلال سلسلة مداهمات في سيدني يشتبه في ارتباطهم بمؤامرة مستوحاة من إسلاميين.
وذكرت السلطات الأمنية في أستراليا أن المشتبه بهم اعتقلوا إثر مداهمات أجرتها الشرطة في أربع ضواحي في سيدني. وأضاف كولفن أن الشرطة احتجزت المشتبه بهم ولكن لم تُوجه إليهم أي تهمة بعد، متابعاً: ما وراء هذا بالتحديد هو أمر نحتاج التحقيق فيه بشكل كامل.
وأفادت شبكة “سيفن نيتوورك” التلفزيونية أن 40 عنصرا من فرقة مكافحة الشغب اقتحموا منزلا في حي بوسط المدينة، بينما أظهرت تسجيلات مصورة بثها التلفزيون قوات الأمن تقتاد رجلا وُضِعَت ضمادة على رأسه وبطانية على كتفيه. وبقيت أجزاء من الشوارع المحيطة مطوقة أمس فيما أخرج خبراء الطب الشرعي والمحققون أغراضا من المنزل. وفي هذه الأثناء، طُلِب من المسافرين على متن الرحلات الداخلية الوجود قبل ساعتين على الأقل والدولية قبل ثلاث ساعات من مواعيد إقلاع رحلاتهم، والحد من أمتعتهم، وأفادت شركة الطيران الوطنية “كانتاس” أن “أستراليا تطبق إجراءات حماية شديدة في مطاراتها وهذه التغييرات ستجعلها أكثر قوة”.
ومن جهته، أكد طيران “فيرجين أستراليا” أن تجديد الإجراءات الأمنية في المطار هو خطوة وقائية وأن على الركاب ألا يقلقوا. ومنذ 2014، وضعت كانبيرا قوانين جديدة تتعلق بالأمن القومي، فيما نفذت شرطة مكافحة الإرهاب سلسلة اعتقالات.
وبحسب وزير العدل مايكل كينان، تمكنت السلطات من منع وقوع 12 اعتداء في البلاد خلال السنوات الأخيرة، فيما تم توجيه اتهامات إلى 70 شخصا. وقال الوزير للصحافيين أمس: لا يزال الأشخاص الذين يتحركون بمفردهم يشكلون التهديد الأول لأستراليا، ولكن تشكل كذلك قدرة الأشخاص على وضع مخططات متطورة لشن هجمات متطورة تهديدا حقيقيا.
ووقعت عدة اعتداءات إرهابية في أستراليا خلال الأعوام الأخيرة، بينها عملية استهدفت مقهى في سيدني عام 2014 قٌتِل فيها شخصان، إضافة إلى مقتل موظف في شرطة سيدني عام 2015 على يد فتى يبلغ من العمر 15 عاما. وأكد تورنبول أن مستوى التهديد الإرهابي في أستراليا ما زال متوسطاً عند مستوى محتمل، ما بين ممكن ومتوقع.
ويُذكر أن تنظيم “داعش”، زعم الشهر الماضي مسؤوليته عن هجوم استهدف مبنى سكنياً في ضاحية ملبورن، حيث قُتل رجل وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة. وقُتل المهاجم، الذي كان معروفا لدى الشرطة، برصاص الشرطة بعد تبادل لإطلاق النار مع عناصر الأمن.