وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة إلى قواته، قائلًا “هناك حاجة إلى جيش قوي الآن، أكثر من أي وقت مضى”، وذلك خلال عرض عسكري ضخم. وحذر شي، الذي كان يرتدي الملابس العسكرية، من أنَّ “العالم ليس أمنًا في هذه اللحظة”، وشاهد العرض في قاعدة تدريب زوريهي في منطقة منغوليا الداخلية النائية في الصين. ومن بين الأسلحة المخيفة التي عرضتها القوات مقاتلة تشنغدو جي – 20 الشبح النفاثة في الصين، إضافة إلى صواريخها البالستية العابرة للقارات الجديدة من طراز دف-31AG. ويتم تركيب الصاروخ على مركبة من نوعية خاصة، ليصعب عملية التتبع. وهذا الحدث، الذى يُحتفل فيه بالذكرى الـ90 لجيش التحرير الشعبي الصيني، كان في أكبر مركز تدريب عسكري في أسيا يُضم أهدافًا بالحجم الواقعي، بما في ذلك قصر الرئاسة التايواني.
وجاء ذلك عندما قام عدد من القوى العظمى في العالم، بإثارة عضلاتهم في مسيرات ضخمة لعرض قوتهم العسكرية. وكرر الرئيس شي التحية للقوات التي كانت ترتدي الزي العسكري والتي تصل إلى 12,000، التحية مرارا وهو يصيح “مرحبا الرفاق!”. وردت القوات بالقول “في خدمة الشعب!” و”الكفاح من أجل الانتصار”.
ودعا الرئيس الصيني، الجيش الصيني إلى تحويل نفسه إلى قوة قتالية من النخبة، لتعزيز صعود البلاد إلى قوة عالمية. وقال إنَّ الجيش الصيني لديه القدرة على “الحفاظ على السيادة الوطنية والأمن والمصالح”، وطالب بعرض القوات “الولاء المطلق” للحزب. وخضع جيش التحرير الشعبي الصيني، لبرنامج تحديث واسع النطاق بهدف استراتيجي يتمثل في التنافس مع الولايات المتحدة للسيطرة الإقليمية.
وتم فصل مئات الألاف من الجنود، وقامت عملية تطهير لمكافحة الفساد بإزالة العشرات من الضباط، بينما يستثمر أيضًا بشكل كبير في ناقلات الطائرات والغواصات النووية ومقاتلات الشبح. وفي مكان أخر، أشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عرض مملوء بالهواء المضغوط للبحرية الروسية، عندما عرض الكرملين قوتها البحرية من بحر البلطيق إلى شواطئ سورية.
وقد تم عرض حوالى 50 سفينة حربية وغواصة على طول نهر نيفا وخليج فنلندا قبالة مدينة سانت بطرسبرغ الثانية في البلاد بعد أن أمر بوتين البحرية بالاحتفاظ بأول عرض لها على هذا المستوى الكبير. وقال بوتين للجنود “اليوم يتم القيام بالكثير لتطوير وتحديث البحرية. فالبحرية لا تتعامل مع مهامها التقليدية فحسب، بل تستجيب أيضًا بجدارة للتحديات الجديدة، وتسهم إسهامًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب والقرصنة”.
ويُعد الحدث الذي يحتفل باليوم العالمي للبحرية الروسي هو الأخير الذي يعززه بوتين، حيث يعزز رجل الكرملين عرض النصر التقليدي للحرب العالمية الثانية في موسكو، في الوقت الذي يتطلع فيه إلى استعراض العضلات العسكرية في البلاد.
وعززت روسيا مناوراتها العسكرية حيث أن العلاقات مع الغرب تراجعت، بسبب تدخل موسكو في أوكرانيا، مما أدى إلى التنافس مع حلف الناتو وأعضاءه في أوروبا الشرقية. وجاء ذلك في الوقت الذي قال فيه بوتين يوم الأحد انه يتعين على الولايات المتحدة تقليص ما يصل إلى 755 من العاملين الدبلوماسيين في روسيا، وحذرت من الجمود الطويل في العلاقات بعد أن دعم الكونغرس الأميركي، عقوبات جديدة ضد الكرملين.
وندد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بهذه الخطوة، ووصفوها بأنها “مؤسفة وغير مشروعة”، مضيفًا إن واشنطن تعمل حاليًا على رد محتمل. وردا على عرض روسيا، بدأت جورجيا والولايات المتحدة اكبر تدريبات عسكرية مشتركة بينهما على الأطلاق في أخر عرض لدعم دولة القوقاز الصغيرة التي تراجعت عن روسيا.
ووصف وزير الدفاع الجورجي ليفان ايزوريا حجم المناورات “غير المسبوق”، قائلاً انهم “سيوضحون دعم جورجيا من جانب الدول الأعضاء في الناتو، وخاصة الولايات المتحدة”. وأرسلت الولايات المتحدة بعض دباباتها الرئيسية من طراز ابرامز M1A2 ومقاتلات مشاة برادلي، من طراز ام 2 برادلى عبر البحر الأسود للتدريبات التي ستستمر حتى 12 آب/أغسطس.
وشملت المناورات أيضا 400 جندى من ارمينيا والمانيا وسلوفينيا وتركيا وأوكرانيا وبريطانيا. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من اختبار كوريا الشمالية لصواريخ باليستية، تدعي أنها يمكن أن تصل إلى جميع انحاء الولايات المتحدة، وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين لعدم مشاركتها في كيم جونغ اون وبرنامجه الصاروخي.