كشف مصدر مقرب من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، قيام الأول بالإستنجاد بحزب الله اللبناني برئاسة حسن نصر الله لحمايته وإنقاذه من إعتداءات، حليفه في الإنقلاب على الشرعية الحوثي، وذلك بعد تخلي إيران عنه .
وقالت صحيفة الوطن السعودية، نقلاً عن مصدر ان صالح قام بطلب وساطات داخلية وخارجية مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية لإنقاذه من انتقام الحوثيين، لافتا إلى أنه بعد فشل طلب صالح وساطة إيران لجأ إلى حزب الله لإنقاذه من اعتداءات الحوثيين.
وأضاف المصدر إن علي صالح كلف من قرابة عام، رئيس مجلس النواب يحيى الراعي بالتوسط لدى الإيرانيين من أجل إيقاف هجوم الحوثيين عليه وعلى قيادات كبيرة بالمؤتمر الشعبي العام، الأمر الذي جعل الكثير منهم يهجرون اليمن أو البقاء بمنازلهم بعدما اكتشفوا عجز صالح تجاه هذه الاعتداءات.
وأشار المصدر إلى أنه بعد فشل وساطة يحيى الراعي، وعدم تجاوب الإيرانيين مع تلك المطالب، قام صالح بإيفاد عدد من المشايخ المقربين منه ومن الحوثيين للتوسط، غير أن هذه المحاولات فشلت أيضا، وبعدها وعد صالح أعضاء وقيادات في المؤتمر الشعبي العام بتفجير مفاجأة في احتفالية السبعين بمناسبة تأسيس المؤتمر، غير أنه خرج مستسلما أمام الحوثيين وخذل أنصاره، لتعود موجة انتقادات كبيرة وتهديدات من قيادات في المؤتمر بالانشقاق.
وبين المصدر أن صالح لم يحرك ساكنا حتى وصلت النار إليه، حيث تم الاعتداء على المقدم خالد الرضي وقتله، كذلك محاولة الاعتداء على نجله صلاح، مما دعا المخلوع للتحرك بقوة ومحاولة الاتصال هاتفيا على عبدالملك الحوثي، إلا أن الحوثي اعتذر من الرد عليه مرارا، ليقوم المخلوع بإرسال عارف الزوكا للوساطة، ورفض استقباله هو الآخر.
أوضح المصدر أن صالح عقد اجتماعا سريا بعدد من المقربين، مبينا أن نجله خالد طلب منه إعطاءه الفرصة للتوسط لدى الحوثيين، إلا أن والده نهره بشدة، ليطلب ياسر العواضي منه الإذن بالتوسط، وهو الطلب الذي وافق عليه صالح .
وقال المصدر إنه في اليوم التالي طلب ياسر العواضي لقاء محمد علي الحوثي في صنعاء إلا أنه اعتذر من مقابلته، وبعد قرابة أسبوع التقى ياسر العواضي بما يسمى رئيس الاستخبارات في جماعة الحوثي أبو علي الحاكم، وذلك بعد الانتظار لفترة طويلة.
وأضاف المصدر أنه «خلال اللقاء شرح العواضي لأبي علي الحاكم تذمر علي صالح من الوعود والاتفاقيات مع الحوثيين ونكثهم لها، إلا أن الحاكم رد بقوله أنتم أسياد النكث والخيانة، وعلي صالح من قتل حسين الحوثي في صعدة، رغم كل الاتفاقات والعهود» .
ولفت المصدر إلى أن ياسر العواضي حاول تهدئة الوضع والموقف، وطلب ضرورة التوحد عسكريا وإعلاميا، وأن علي صالح سيقدم كل المطالب شريطة أن يتم إيقاف الاعتداءات على المؤتمر الشعبي العام وقياداته، غير أن أبا علي الحاكم اكتفى رد عليه بالقول «شاء يقدر الله خير» دون أي وعد رسمي للعواضي.
وأضاف المصدر أنه بعد عودة العواضي وإيضاح الرد للمخلوع صالح وعدم قناعته بما يدور في خلد الحوثيين بادر بالاتصال مباشرة بابن أخيه يحيى محمد صالح في لبنان، وطلب منه سرعة التحرك لوساطة من الجانب اللبناني، خاصة أمين حزب الله حسن نصر الله، وبالفعل حدث تحرك ليحيى صالح ولقاء شخصيات سياسية في لبنان، وقال المصدر «لم يتأكد لنا لقاؤه بحسن نصر الله، فيما توفرت معلومات عن لقاءات بعدد من الشخصيات اللبنانية البارزة».
وقال المصدر إن توجه علي صالح لطلب الشفاعة والوساطة من إيران ولبنان وتحديدا حزب الله يؤكد أن المخلوع ينكر دائما الحقائق وهي أن إيران هي من تقف خلف الحوثيين، وأن وجودها داخل اليمن كبير وأثرها أقوى، ولذا فإن علي صالح عقد تحالفه مع الحوثيين في البداية بتوجيهات إيرانية، واليوم يرتمي في أحضان إيران لإنقاذه ولكنها ضحت به.
أكد المصدر أن علي صالح الذي كان يكرر عبارته الشهيرة «لن أفر مثلما فر هادي ومن معه»، هو اليوم يبحث بشتى الطرق ومختلف الوسائل عن الهروب من صنعاء، مبينا أن هناك ترتيبات لرحلات علاجية، يريد أن يجعل منها مطية لهروبه، مبينا أن صالح اليوم محاصر وتحت تهديد الحوثيين، ولم يتبق شيء يذكر مما يسمى الشراكة مع الحوثيين.
وأضاف أن الحوثيين «قتلوا المخلوع حيا»، وهو يعلم جيدا أن نهايته على أيديهم، ولذا استعان بكل أوراقه وعلاقاته من أجل إنقاذه من حبل المشنقة، مغامرا بكل أعضاء المؤتمر الذين شعروا منذ قرابة الشهرين فعليا بأن علي صالح لا يهمه غير نفسه، ولذا لم يعد الكثير من قيادات المؤتمر في طواعيته.