انتهاء الانقلاب بشكل شبه تام أو القضاء عليه بشكل شبه نهائي يفرض على الشرعية تحرير مدينة صنعاء او تحرير الحديدة ، فتحرير صنعاء معناه انتهاء سلطة وقوة الانقلاب كون صنعاء العاصمة وانتهاء اي اي سلطة بشكل معلن يتم من هزيمتها في عاصمتها ، بينما هذا ما سيجعل الانقلاب في بقية المحافظات التي يسيطر عليها غير قادر على البقاء والمواجهة أكثر لأنه فقد العوامل النفسية والمعنوية وفقد اهم المواقع العسكرية واهم مرتكزات الاستمرار كسلطة وسيكون مخيراً بين الانسحاب من بقية المحافظات او المواجهة التي ستقضي على ما تبقى منه .
وتحرير الحديدة معناه فقدان الانقلاب للمصدر الوحيد الذي يمنحه الهواء ليتنفس ويبقى حياً ، فالحديدة هي المنفذ الاقتصادي الكبير والموقع الاستراتيجي الهام ، وإذا خسرها الانقلاب فسيكون مخير بين الانسحاب من صنعاء والخروج منها سلام بسلام وتسليمها للشرعية ، أو ان يموت واقفاً في صنعاء بسبب فقدان الهواء الذي كان يتنفسه عندما كان مسيطر على الحديدة .
من حيث افضلية التحرير سنجد ان اختيار الشرعية لتحرير الحديدة هو افضل من اختيارها لتحرير صنعاء ، فمن حيث الاهمية فالموقع الاقتصادي والبحري والاستراتيجي يجعل الحديدة أهم من صنعاء التي لا تمتلك ميناء هام ولا ثروة بحرية ولا حدود استراتيجية .
ومن حيث سهولة التحرير فالارض المستوية والطبيعة البحرية الساحلية ستجعل تحرير الحديدة اسهل بكثير من تحرير صنعاء الجبلية الوعرة وذات المدينة الكبيرة التي ستجعل الانقلاب يتمترس داخلها ويتمكن من المواجهة اطول .
الشرعية في الحديدة قادرة على التقدم السريع وطيران التحالف قادر على تحقيق اهدافه بدقة وهذا ما سيجعل فترة المعركة وجيرة ومدة عملية التحرير قصيرة.
ومن حيث الخسائر على مستوى العمران والنزوح بسبب الحرب سنجد ان الخسائر في الحديدة ستكون اقل من الخسائر في صنعاء ، فمدينة الحديدة عاصمة المحافظة مدينة صغيرة وسكانها لا يتجاوزون مائتين الف ، وهذا عكس مدينة صنعاء العاصمة التي مساحتها تزيد عن خمسة عشر ضعف عن الحديدة وسكانها ما يقارب اربعة مليون ، وهنا ستكون الخسائر في العمران كبيرة والنزوح السكاني منها كبير سيشكل مأساة كبرى ويولد معاناة انسانية اكبر .
الأمم المتحدة ترفض تحرير الحديدة وتريد ان تتم خوض المعركة داخل مدينة صنعاء بين الشرعية والانقلاب ، والسبب ان الامم المتحدة لا يهمها الانسان اليمني ولا خسائر الحرب ، ولو كان يهمها ذلك لما وقفت ضد تحرير الحديدة وتريد نقل المواجهة لمدينة صنعاء وهي تعلم ان نزوح مائتين الف من الحديدة بسبب المواجهة بين الشرعية والانقلاب خير من نزوح اربعة مليون من مدينة صنعاء وهو الأمر الذي سيجعل اغاثتهم صعب جداً وهذا ايضاً يكشف ان الامم المتحدة تسعى لجني الفوائد والابتزاز من خلال المتاجرة بمعاناة الشعب اليمني واستثمار النكبات الانسانية .
يجب على دول التحالف والشرعية اتخاذ قرار تحرير الحديدة ، ولا تنتظر للموافقة الاممية على ذلك ، لأن الامم المتحدة تسعى لزيادة معاناة الانسان اليمني وتروم اتساع المآسي في اليمن ومصلحتها تكمن في بقاء المعركة اطول وخسائر الحرب أكثر ، فهذا الامر سيجعل ارباح الامم المتحدة أكثر وفوائدها أكبر.