من وحي نضال اليمنيين في اكتوبر

مدير التحرير14 أكتوبر 2017
من وحي نضال اليمنيين في اكتوبر

بعد ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻴﻦ ﻫﻴﻨﺰ – ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ – ﻟﻌﺪﻥ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ، ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻼﻧﻜﻠﻴﺰ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺒﺮﺭ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﻴﻨﺰ . ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ .

ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﺟﻨﺤﺖ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻫﻨﺪﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ ﻋﺪﻥ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻬﻤﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﺪﻥ ﺑﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻧﻬﺒﻬﺎ. فشلت كل ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ خيار ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻷﻥ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻫﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﺪﻥ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ. ﻣﻜﺚ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ ﺯﻫﺎﺀ 128 ﻋﺎﻣﺎ، ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻠﻄﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ .

ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻟﺤﺞ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻋﺪﻥ ﻟﻠﺤﺎﺿﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤُﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ , ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻟﻠﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ. الوضع في شمال اليمن: في الشمال الأمر لم يختلف؛ استبداد ملكي وتجهيل ممنهج للشعب، فكيف تقوم له قائمة.

لم تسجل لإمام الشمال أية محاولة لدعم أحرار الجنوب في التخلص من الاستعمار. على العكس تماما، فقد أرضى الإمام في الشمال, أرضى البريطانيين بتنازله عن الضالع وبيحان لصالحهم مقابل أن يدعوه وشأنه.

الاستماتة على السلطة والتشبث بالرئاسة تجعلك تدفع الكثير، وتقدم الكثير من التنازلات بما في ذلك الثوابت الوطنية. النضال المُشترك: الرابع عشر من اكتوبر جسدت وحدة القلوب!! منذ الأزل، عرف الشعب اليمني بتماسكه والحفاظ على هويته الوطنية، سواء في الشمال أو في الجنوب. وحدة القلوب تفوق مئات المرات وحدة الجغرافيا.

جسد اليمنيون التلاحم والترابط الوطني مرات عدة بما لا يدع مجالا للشك عن الوحدة القسرية لقلوبهم العامرة بالإخاء. بعد عودة ثوار الجنوب في ردفان والقادمين من شمال الوطن بعد مشاركتهم في الدفاع عن 26 سبتمبر الوليدة بقيادة راجح بن لبوزة، انطلقت ثورة أكتوبر المجيدة من جبال ردفان ضد الاحتلال البريطاني.

هب ثوار الشمال بدافع الفطرة الوطنية يدا بيد مع إخوانهم في الجنوب ليشكلوا رقما صعبا على قوات الاحتلال الغاشمة. اختلطت الدماء الزكية فروت تربة الوطن؛ هذه الأرض تستحق التضحية.

بطلٌ من الشّمال:

لا تُذكر ثورة أكتوبر إلا وكان في المُقدمة.. “إنه الشهيد عبود!!” قائد حرب العصابات ضد الانجليز، قام بعمليات نوعية كبّدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مما أدّى إلى تعجيل رحيل الإنجليز وإعلان الإستقلال! ولد مهيوب علي غالب (عبود) في قرية الجبّانة عزلة الدعيسة، مديرية (التعزية) رغم اشتهاره باسم (عبود الشرعبي).

تربى يتيم الأب منذ صغره. ذهب إلى عدن والتحق مبكرا بالجبهة القومية جنبا إلى جنب مع إخوانه في الجنوب. سجن قبل ثورة أكتوبر في سجون الاحتلال ٦ أشهر لينفى بعد ذلك إلى مدينته تعز.

غير أن ذلك لم يثنيه، فقد التحق بفرق تدريب الكتائب المُعدة لتحرير عدن، ليعود بعدها كقائد عسكري ميداني كبير.

من أهم عملياته ضد الانجليز:

-عندما كان في تعز، أحبط عملية تفجير مقر القوات المصرية في تعز بسيارة مفخخة خطط لها الإماميون بدعم انجليزي، بسبب دعمها لثورتي الشمال والجنوب.

اكتشف عبود المؤامرة قبل وقوعها وقاموا بتفكيك المتفجرات.

-في ١١ فبراير من ١٩٦٧ ملأ عبود سيارته بالألغام وذهب برفقة زملائه لتفخيخ ميدان الإتحاد الذي كان يجري الإعداد للاحتفال فيه من قبل شخصيات كبيرة من الإنجليز مع بعض السلاطين الموالين. إلا أن السلطات المستعمرة اكتشفت الأمر مؤخرا وقبيل الاحتفال، الأمر الذي جعل عبود ورفاقه يفتحون النار على الضباط الإنجليز الحاضرين وتكبيدهم خسائر طائلة.

-في اليوم الذي استشهد فيه عبود، قام بعملية نوعية، ﺣﻴﺚ ﻗﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﺟﻨﻮﺩ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻘﻨﺒﻠﺔ ﻳﺪﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗﻠﺔ، ﻟﺘﻨﻔﺠﺮ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ. ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﺟﺮﻳﺎً ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺻﺪﻩ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﺍً ﻣﻊ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﺷﻬﻴﺪاً رحمه الله، ليكون رمزاً من رموز أكتوبر والتي توّجت بالنصر ونيل الإستقلال للجنوب.

أحد أعلام أكتوبر:

أول رئيس بعد الاستقلال (قحطان الشعبي) المفاوض الجنوبي الشاب، الذي دوخ الإنجليز ولم يعد للشعب إلا باستقلال كامل للبلاد..

-أول خريج زراعة في الجزيرة العربية.

-الرئيس العربي الوحيد الذي يحكم لعامين ويستقيل طواعية نظرا للتآمر الداخلي على البلاد. استقال لتحل بدلا من الدولة المعتدلة نظام حكم ماركسي تخلى عن قيم العروبة.

-هو الرئيس العربي الوحيد الذي مات وهو محتجز من قبل سلطات بلد كان رئيسها، وفي معتقل انفرادي من دون تهمة أو حتى محاكمة شكلية.

-كان اشتراكيا معتدلا، لم ترق في عهده قطرة دم من قبل السلطة. رفض تنفيذ حكم الإعدام لعدد من السلاطين إبان الاستعمار، وتدخل كرئيس جمهورية لتخفيف الحكم إلى 10 سنوات سجن فقط.

برّع ياستعمار:

في صبيحة إعلان الاستقلال, هتف اليمانيون جميعاً بصوت واحد ضدّ المُستعمر بصوت صداح لفنان الثورة/ محمد محسن عطروش:

برع ﻳﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ

ﺗﻴﺎﺭﻱ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﺧﻠﻰ ﺷﻌﺒﻲ ﺛﺎﺭ

ﻃﻴﺎﺭﺗﻚ ﻳﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ

ﻣﺎ ﺗﻔﺰﻋﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺗﻀﻮﻳﻨﻲ

ﻣﺎ ﻇﻠﻤﻚ ﻳﺎ ﻗﺮﺻﺎﻥ ﺃﻳﻘﻈﻨﻲ

ﻭﻻ ﺳﺤﺮﻙ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ

ﺑﺮﻉ ﺃﻗﻮﻟﻚ ﺑﺮﻉ ﺷﻌﺒﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﺬﻋﻦ

ﺑﺮﻉ ﻭﺍﺭﺟﻊ ﺑﻠﺪﻙ ﻟﻨﺪﻥ

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept