جدل الطبيعة ليس متحكماً ولا مشابهاً لجدل الإنسان حقيقة تحكمها وتؤكدها قوانين الله في الكون والإنسان والمجتمعات وعندما يغفل علماء السياسة والإجتماع عن هذا الفصل البيّن تأتي أحكامهم ونظرياتهم قاصرة مما يُخضعها للسقوط والإنهيار وهذا ما حصل مع النظرية الشيوعية ونظرية نهاية التاريخ فالمجتمعات الإنسانية مكونة من الإنسان الذي له جدله الخاص.
وسقوط جدل الديالكتيك بسبب جعله الإنسان شيئ من ضمن أشياء وموجودات الطبيعة يحكمه جدل الطبيعة، بينما الإنسان له جدله الخاص الذي يحكم ويتحكم بالطبيعة ويُسيّرها فهو كما نص القانون الإلهي بأنه أكثر الأشياء جدلاً (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ) الكهف ٥٤.
حيث نجد أمثلة كثيرة على ذلك منها جدل الخير والشر والحق والباطل وجدل حرية الإختيار.
وعندما يُغفل علماء السياسة والإجتماع هذا القانون تأتي أحكامهم ونظرياتهم قاصرة عن فهم الإنسان وجدله مما ينتج عنه مواقف وأحداث للمجتمعات الإنسانية لا تحكمها قوانين جدل الطبيعة بل جدل الإنسان الخاص به وبهذا الفهم المغلوط تنتج كوارث الشعوب والمجتمعات والإنسانية في السياسة والإقتصاد والإجتماع .