نشر موقع “آف.بي.ري” الروسي تقريرا، استعرض من خلاله المدن الأكثر تلوثا في العالم. والجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى الجسيمات السامة في الغلاف الجوي بشكل ملحوظ، على مدى القرن الماضي، أدى إلى انتشار الأمراض في مختلف أنحاء العالم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن جملة من البيانات قد كشفت أن قرابة أربعة ملايين شخص قد توفي في سنة 2012، جراء الهواء الملوث.
وأفاد الموقع بأن مدينة دلهي الهندية تعدّ من أكثر المدن غير الصحية التي ترتفع فيها نسب التلوث. ويعزى ذلك إلى نفايات المصانع، وانبعاث الدخان من عوادم السيارات في جو دلهي، فضلا عن انتشار الجسيمات السامة، بما في ذلك الكربون والنيتروجين والكبريت.
والأمر سيان بالنسبة لمدينة بتنا الهندية، التي تعد ثاني أكبر مدينة في الهند الشرقية، ويبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، كما تعدّ المركز الرئيسي للتجارة في مجال المنتجات الزراعية، مثل الحبوب، وقصب السكر، والسمسم، والأرز. وبسبب الازدحام المروري الذي تعاني منه، باتت “بتنا” أشد تلوثا.
وأكد الموقع أنه في سنة 2014، ووفقا لمؤشر ميرسر، صنفت العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، ضمن المدن غير الصحية. في الحقيقة، يعد تلوث المياه المشكلة البيئية الرئيسية في المدينة، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في نسبة وفيات الرضع. أما مدينة غواليور الهندية، التي تعد واحدة من أكبر المدن في وسط الهند، فيعود سبب ارتفاع نسب تلوث الهواء فيها إلى أنها محاطة بثلاث مناطق صناعية وتجارية، وهي مناطق سيتولي، وبانمور، ومالانبور.
وبين الموقع أن مدينة جايبور الهندية تعدّ واحدة من أهم المنافذ الصناعية والتجارية في الهند، حيث توفر المدينة جميع حاجيات البلد من الفحم، والفولاذ، والألومنيوم، ما تسبب في تلوث المدينة بشكل كبير. في سياق متصل، تعدّ مدينة مكسيكو المكسيكية من أكثر المدن التي تلعب دورا كبيرا في تدمير طبقة الأوزون، الأمر الذي يثير تساؤلات كثيرة حول مستقبل المدينة.
وذكر الموقع أن مدينة كراتشي الباكستانية تعاني نقصا حادا على مستوى المرافق الصحية والمياه النظيفة، فضلا عن معضلة تسمم الهواء. ويعزى ذلك إلى ارتفاع مستوى انبعاث دخان وسائل النقل، فضلا عن حرق نفايات المصانع. إلى جانب هذه المدينة، تعد أجواء مدينة بيشاور الباكستانية شديدة التلوث؛ بسبب انبعاث غاز العادم للسيارات والنفايات الصناعية.
وأورد الموقع أن مدينة بورت أو برانس، الواقعة في البلد الكاريبي، هايتي، تعدّ الميناء الرئيسي ومركز الأعمال التجارية للبلد. ولعل ذلك ما يفسر انتشار التلوث فيها، فضلا عن غياب الرقابة البيئية من قبل الحكومة. أما مدينة روالبندي الباكستانية الواقعة في شمال إقليم البنجاب، فيرجع ارتفاع نسب التلوث فيها إلى تزايد عدد مصانع النسيج، والغازات المنبعثة من وسائل النقل.
وبين الموقع أنه في سنة 2012، تسبب ارتفاع تلوث الهواء في إيران في وفاة 80 ألف شخص. وقد سجلت مدينة خرم آباد، التي تعتبر المركز الزراعي الرئيسي للبلد، أعلى نسبة في مستويات التلوث.
بدورها، تعتبر مدينة أنتاناناريفو، عاصمة مدغشقر، الملقبة بالجنة الاستوائية، من الأماكن الأكثر تلوثا على هذا الكوكب؛ بسبب التصنيع وعمليات اجتثاث الغابات من قبل الدولة.
والجدير بالذكر أنه ووفقا لمؤشر ميرسر، صنفت مدينة مومباي ضمن المدن غير الصحية. ويعزى ذلك إلى ارتفاع الإنتاج الصناعي الذي ساهم في ارتفاع مستوى التلوث. ولكن ذلك لم يمنع الحكومة من العمل على تحسين الوضع.
وفي سياق متصل، أصبحت مدينة أحمد آباد الهندية تمثل في الوقت الراهن المنطقة الاقتصادية والصناعية الرئيسية في الهند، وثاني أكبر منتج للقطن في الدولة. وبسبب كثرة المصانع، تدهورت جودة الهواء في المدينة.
وأوضح الموقع أن مدينة لكهنؤ، عاصمة ولاية أوتار براديش الهندية، من أكثر بقاع الأرض تلوثا. ونظرا لضعف البنية التحتية، الأمر الذي يقابله ارتفاع متزايد في عدد السيارات، باتت معضلة التلوث تشكل خطرا كبيرا على المدينة.
أما مدينة دكا، عاصمة بنغلاديش، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 15 مليون نسمة، فقد باتت السلطات المحلية عاجزة عن التصدي لكمية التلوث الناجمة عن عدد السكان وانبعاث دخان وسائل النقل.
وفي الختام، ذكر الموقع أن مدينة باكو في أذربيجان تعدّ أكثر المدن تلوثا على سطح الأرض، وذلك وفقا لتقرير مؤشر ميرسر العالمي. ويعود ذلك إلى ارتفاع حفر آبار النفط وبناء السفن التي راهنت عليهما الدولة بشكل كبير. وبالتالي، يستبعد أن يتم معالجة الوضع البيئي لهذه المدينة.