المعركة المصيرية الكبرى للشعب اليمني هي معركة الجمهورية ضد الإمامة والأطماع الإيرانية، وهي الخيار الوطني رسميا وشعبيا، وهي الخيار المستقبلي الذي لم يعد أمامنا من خيار غيره لمواجهة جائحة الإمامة.
الآن انكشف الوجه الإجرامي الدموي القبيح للإمامة الجديدة واتضحت جرائمها وفظائعها بجلاء، أمام بقية البسطاء والمخدوعين.
إن جرائم المليشيا الامامية الفارسية ودمويتها طالت كل أبناء الشعب اليمني بكل شرائحه وفئاته ومناطقه وقبائله وتوجهاته دون استثناء، لذ لم يعد أمامنا إلا الانخراط في معسكر الجمهورية والشرعية ضد مليشيا الإمامة الرجعية.
معسكر الجمهورية الذي انحاز إلى صف الشعب وما يحمله من مضامين تقوم على رفض التمييز والاستبداد والقضاء عليه، وتجسيداً لقيم الحرية، والكرامة الاجتماعية والوطنية، وقيم الديمقراطية والمواطنة المتساوية، والوحدة والهوية الوطنية الجامعة، والتعايش والسلام، والوقوف صفاً واحداً في وجه الإمامة الكهنوتية وماتحمله من مضامين هدامة قائمة على الخرافة والكهنوت والتمييز العنصري والعبودية والفرز الطائفي وإذكاء روح الانقسامات والصراعات الدموية وتمزيق المجتمع، وتفكيك البلد وتشظيه، والارتهان للنفوذ الإيراني الفارسي الحاقد على الشعوب العربية والذي يعمل على تمزيق مجتمعاتها وفق مشروع يهيمن على المنطقة ويقسمها على أساس طائفي.
لم يعد هناك منطقة ضبابية أو وسط أو محايدة .. هناك جماعة مليشاوية طائفية غاشمة، نهبت سلاح الدولة، ومقدرات الشعب ومدخراته، ومن خلال مسيرتها الشيطانية الإجرامية، وحروبها الانتقامية العبثية ضد الشعب اليمني استهدفت كل اليمنيين دون استثناء.
وفي ظل سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات استهدفت الجمهورية في العمق والسيادة الوطنية، والوجود اليمني القحطاني، والكرامة الإنسانية داخل مناطق سيطرتها، كما استهدفت الهوية الوطنية والتاريخ ، والحاضر والمستقبل.
مليشيا الدمار والهلاك الحوثية ولدت حالة من التشظي الاجتماعي العميق وخلقت حالة من البؤس القاتل.
ولنا أن نتخيل أي مصير وصلت إليه اليمن واليمنيون بسبب مغامرات السلالة الكهنوتية العنصرية الحاقدة .. لقد أصبح سكان صنعاء، وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتها ضحية لممارساتها، وأصبحوا رهينة للمليشيا، فعلى مر التاريخ كانت ولاتزال هذه السلالة الفارسية، السلطة المستبدة والهوية الزائفة لليمنيين ومصدر بؤسهم وشقائهم.
لقد خلقت الإمامة بوجهها القديم والجديد الخميني الفارسي مسيرة طويلة من الجرائم بحق اليمنيين، واليوم ومنذ الانقلاب في 21سبتمبر مروراً بالأحداث الأخيرة بين طرفي الانقلاب التي أدت إلى مقتل صالح على يد حلفائه، ومن ثم استفراد مليشيا الحوثي وإيران بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي تقع تحت سيطرتها، ونهب ماتبقى من سلاح ومعسكرات كانت تحت سيطرة صالح، هناك عملية تغيير ديمغرافي تجري داخل صنعاء من خلال تجريف لسكان الأحياء وإحلال سكان آخرين يدينون بالولاء لهم، كما أقدمت قبل ذلك في تغيير ديمغرافي لأحزمة العاصمة صنعاء ومداخلها الأربعة.
وقد سبق ذلك توغلها داخل قبائل طوق صنعاء في شراء ولاءات المشايخ وعن طريق الترهيب والترغيب، ليتحولوا من أنصار صالح إلى أنصار الإمامة، وماتلى ذلك من التوغل داخل الحرس وشراء ولاء بعض قياداته والبعض كان هاشميا إماميا.
إذاً نحن أمام سلالة مليشاوية ذات إيديولوجيا عنصرية تضمر الحقد والعداء لليمن أرضاً وإنساناً، فقد أقدمت على تدمير البلد والنيل من المواطنين، وأقدمت على الانقلاب على السلطة الشرعية وإنهاء مشروع التحول الديمقراطي، وإسقاط العاصمة وبعض المحافظات من خلال الاستفادة من حالة التشظي والانقسام المجتمعي والسياسي (مناطقياً وقبلياً ومذهبياً وحزبياً)، واستطاعت السلالة المليشاوية الحوثية بمساندة من إيران وبأخطاء صالح وسياسته الانتقامية، الاستفراد بتلك الكيانات واحداً واحداً، وأهانت الشعب والتهمت البلد ودمرته، ونهبت سلاح الدولة واستحوذت على كل مقدراته..
هذه الأحداث حتما سيدونها التاريخ بكل تفاصيلها لتكون دروسا تستوعبها الأجيال للاستفادة منها حتى لا تتكرر في المستقبل، فالانتماء الحقيقي يكون للوطن، والهوية هي الهوية الوطنية الجامعة، لذا علينا ترسيخ القيم الوطنية النبيلة داخل هذا البيت اليمني الكبير لنسموا بأنفسنا ونقطع أيادي كل اللصوص والعابثين باليمن (بيتنا الكبير) الذي يشكل مصدر فخرنا واعتزازنا وكرامتنا جميعاً.
الكرامة الشخصية للفرد لايمكن أن تكون إلا بالكرامة الوطنية، وكلاهما لن يكونا إلا بوجود هوية وطنية جامعة وبوجود كرامة حضارية، وهذا ما عمدت السلالة الهاشمية لتدميره وتجريفه وتزييف الوعي وتزوير التاريخ على مدى قرون طويلة، مما يستدعي توحيد الصف الجمهوري والنضال الحقيقي وخوض المعركة الوطنية المقدسة ضد جحافل الإمامة الرجعية العنصرية القادمة من غبار التاريخ، لاستكمال معركة الجمهورية، والقضاء على طموح إيران ومشروعها الاستعماري الفارسي المدمر في اليمن والمنطقة العربية.
لقد تجذر الوعي الوطني بفعل ثورة 11 فبراير العظيمة، وحتماً المستقبل للجمهورية والديمقراطية، والفقاعة المسماة بالحركة الحوثية ماهي إلا بؤرة من مخلفات الماضي انتفخت بفعل الفساد الداخلي وبدعم من إيران، وهي في طريقها إلى الزوال .. الجيش الوطني على أبواب صنعاء وعلى أبواب الحديدة و في طريق تحرير تعز واليمن كاملا.