عملية التجنيد الاجباري التي فرضتها جماعة الحوثي ، لاقت رفضاً واسعاً من غالبية ابناء المجتمع اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة ، إذ ان المواطنين كانوا يستجيبون للجماعة كرهاً ويدفعون الاتاوات ويجاملونها بالتأييد والكلام ، ولكن مسألة تقديم ارواحهم للموت دفاعاً عن الحوثي في الجبهات فقد دفعت المواطنين للتجرأ ورفضها ، وهو ما جعل عملية التجنيد الاجباري تفشل رغم استخدام جميع الوسائل كاللقاءات والاجتماعات الموسعة والشخصيات الكبيرة والمؤثرة كالمشائخ وعقال الحارات وخطباء المساجد وغيرها.
طبيعي جداً ان تفشل عملية التجنيد الاجباري وهذا أمر متوقع ، فمن ليس لديه رغبة وقناعة من الداخل للقتال ، فهذا ان ارغمته اجباراً وذهبت به لجبهات القتال فلن يقاتل ولن يواجه ولن يصمد ، وسيكون إما مستسلماً امام قوات الشرعية ، او لقمة سائغة سهلة يسقط امامها قتيلاً اذا واجهها في الصفوف الامامية ، لأن المجبر والمكره لن يقاتل باخلاص ويواجه بعزيمة .
وسائل الموارد البشرية التي كانت تستخدمها جماعة الحوثي للقتال سابقاً كانت كالتالي :
– الموالون من ابناء الجيش والسلك العسكري ، وقد تم استنزاف هذا الجانب بصورة كبيرة في الجبهات ، وبقية ابناء الجيش رفضوا الانضمام مع الحوثي وفضلوا القعود في منازلهم ولديهم الرغبة الكبيرة في الانضمام للشرعية او الانتظار لعودة الدولة.
– المتعاطفون والمغرر بهم من الشباب والاطفال الذين لم يبلغون الحلم ، والذين انساقوا للجبهات نتيجة التعبئة العامة أو الدورات الفكرية ، وقد تم استنزاف هذا الجانب ، واصبح بقية ابناء المجتمع لديهم وعي وادراك كبير بخطر القتال مع الحوثي والدفاع عنه والموت في سبيل حياته.
– القتلة والمجرمون الذين اخرجهم الحوثي من السجون ودفع بهم إلى الجبهات للقتال ، وقد تم استنزاف هذا الجانب ، ولم يتبقى في السجون اعداداً تؤهل الحوثي لرفد الجبهات.
– العناصر المدربة من ابناء السلالة الهاشمية ، وقد تم استنزاف هذا الجانب ، ولم يتبقى لدى السلالة الهاشمية من عناصر تؤهلها ان تبني جيشاً قوياً للدفاع والقتال عنها ويجعل جزء من السلالة تدافع وتقاتل كي يستمر جزء منها يحكم.
كل الوسائل السابقة تم استنزافها في القتال خلال الفترة الماضية ، وهذا ما دفع جماعة الحوثي إلى استخدام وسيلة التجنيد الاجباري كي تعوض الخسارة التي لحقت بها ، وترفد جانب النقص في الموارد البشرية ، كي تستطيع الاستمرار بالمواجهة ومواصلة القتال.
عملية التجنيد الاجباري كانت بديل لكل الوسائل التي لم تعد نافعة للتجنيد ، وتعتبر آخر الوسائل ، وعندما تفشل هذه الوسيلة ، فليس هناك اي بدائل لها ، وهذا ما يجعل الحوثي معرض للانهيار في الجبهات بوقت قريب .