أجبرت مليشيا الحوثي الارهابية، أكثر من 300 أسرة تقطن قرى مديرية المراوعة التابعة لمحافظة الحديدة (غرب اليمن)، على مغادرة منازلهم خلال الأيام الماضية.
وقالت مصادر محلية في محافظة الحديدة، إن مئات الأسر غادرت مساكنها في قرى اليومين ومحل الشيخ، شرق مديرية المراوعة التابعة للمحافظة.
وفي السياق، قال المواطن عبد الرحمن حسن، وهو أحد النازحين، إنّ جماعة الحوثي قامت باستحداث مواقع عسكرية وحفرت خنادق ونشرت أسلحة ثقيلة في المناطق السكنية والمزارع، ما دفعه إلى مغادرة منزله، مؤكدا أن عددا من القذائف سقطت على المنازل خلال الأيام الماضية.
وأوضح حسن لـ”العربي الجديد”، أن المئات من الأسر نزحت من القرى تاركة منازلها إلى منطقة القطيع البعيدة عن المديرية “كونها منطقة آمنة، لكن النازحين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية”، مشيرا إلى أن النازحين تركوا ممتلكاتهم ويعيشون حاليا في العراء وتحت الأشجار وبلا مواد غذائية، والبعض حصل على سكن عند أحد الأقارب أو الأصدقاء، فيما يعيش الكثيرون في المزارع أو في أماكن غير صالحة للعيش، مطالبا المنظمات والجهات المعنية بتقديم الدعم والمساعدة للنازحين والتخفيف من معاناتهم.
فيما يتهم النازح فضل عبيد جماعة الحوثي بتحويل الأراضي الزراعية إلى حقول ألغام في المنطقة، تسببت في مقتل بعض سكان القرى جراء العبوات والألغام المزروعة من قبل الجماعة. ويقول لـ”العربي الجديد”: “اضطررت للنزوح بسبب القذائف التي تطلقها جماعة الحوثي وقيامها بنشر مدافع في المزارع القريبة من منزلي وتهديدنا بإخلاء المنطقة حفاظا على حياتنا”.
ويشير إلى أنه غادر مع أسرته إلى منطقة القطيع، شرق مديرية المراوعة، مضيفاً: “تعبنا أثناء السفر إلى منطقة النزوح، والآن نسكن في خيمة من الطرابيل بعدما كنت أعيش وأسرتي في منزلي ولدي مزرعة أعتاش منها”.
من جهته، يؤكد الناشط في المجال الإعلامي والإنساني، غمدان أبو علي، تضرر سكان هذه المناطق جراء المواجهات المسلحة والقصف الجوي الذي دمر العديد من منازلهم.
ويقول أبو علي لـ”العربي الجديد”، إنّ “هذا الوضع اضطر الكثير من الأسر للنزوح والهروب حفاظاً على أنفسهم وأطفالهم من الموت”، لافتا إلى أن “مئات الأسر اليوم لا تمتلك المال لشراء المواد الغذائية والمياه، كما أنها تشكو من مرارة النزوح وغياب دور المنظمات الإنسانية والجهات المعنية وعدم تقديم الدعم والمساعدة لها”.
وبحسب منظمات دولية، فإن المواجهات المسلحة في مدينة الحديدة تسببت في زيادة أعداد النازحين داخليا، وأكدت تلك المنظمات أن استمرار الحرب في اليمن جعل النازحين يواجهون ظروفا مأساوية، ويعيش الكثير منهم في خيم بدائية أو في العراء، ويفتقرون للرعاية الصحية والغذاء ويحرم أبناؤهم من التعليم.
وبحسب تقارير أممية، فإن عدد العائلات النازحة من الحديدة في جميع أنحاء البلاد بلغ 174 ألفا و717 عائلة، وهو ما يمثل أكثر من مليون و48 ألفا و300 فرد، نزحوا خلال الفترة بين يونيو/حزيران 2018 و15 يناير/ كانون الثاني 2019.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أنه تم تسجيل 109 آلاف و867 عائلة، أي أكثر من 659 ألفا و300 فرد نازح في 4 محافظات، هي حجة، والمحويت، وريمة، والحديدة نفسها.