لا يزال مصير القيادي الحوثي عبد الحافظ السقاف، المُعين من قبل المليشيا مدير أمن محافظة إب، لم يعرف مع 20 من أفراده، تزامنا مع وصول قوات حوثية من صنعاء تنتمي إلى ما يسمى بالأمن الوقائي، في إطار تصاعد حدة الخلافات الداخلية بين قيادات حوثية.
وتحدثت انباء عن إقالة مليشيا الحوثي للقيادي الحوثي عبد الحافظ السقاف من منصبه كمدير لأمن محافظة إب، في ظل صراع وخلافات حادة بين قيادات وأجنحة المليشيا الحوثية بالمحافظة حول النفوذ والمناصب والجبايات المالية والتي كان آخرها المواجهات التي شهدتها إب، الاثنين الماضي، وحولت المدينة إلى حرب شوارع، وتسببت بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين بينهم القيادي الحوثي إسماعيل عبد القادر سفيان، كما تسببت بحالة من الرعب والهلع في أوساط المواطنين.
وتسعى المليشيا الحوثية لتعيين قيادي حوثي من أبناء صعدة يُدعى “عزيز جراب أبو طارق” لإدارة أمن المحافظة بديلاً عن السقاف الذي اصطدم بالقيادات الحوثية الكبرى نتيجة مساعيه لإنهاء الأدوار الأمنية للمشرفين الحوثيين في المحافظة، فيما يضغط مسلحو بيت سفيان لتعيين قائد الأمن المركزي أحمد عبد الرحمن حسان سفيان مديراً لأمن إب بديلاً للسقاف.
ويعد القتيل إسماعيل عبد القادر سفيان، المعين من قبل المليشيا الحوثية وكيلاً لمحافظة إب، من القيادات الحوثية الفاعلة ميدانياً، والمؤثرة في المناطق الوسطى، ويعتبر من قدامى القيادات الحوثية منذ أكثر من عشرين عاماً، وكان مسؤول الحوثيين في 2011م بمحافظة إب وحتى سيطرتهم على المحافظة منتصف أكتوبر 2014م، وشارك في جبهات القتال الحوثية في المناطق الوسطى وجبهة الساحل الغربي، وقبل ذلك شارك في المواجهات التي جرت شمال صنعاء قبيل إسقاط العاصمة بأيدي الحوثيين في سبتمبر 2014م.
ويوم الإثنين الماضي، فر القيادي الحوثي “بابكر شاكر بابكر” مدير أمن الظهار بعد ساعات من سجنه في إدارة الأمن القديمة هاربا قبيل اندلاع المواجهات العنيفة التي شهدتها إب.
وكانت النيابة العامة في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة المليشيا، أصدرت أمر قبض قهري على القيادي الحوثي “بابكر شاكر بابكر” مدير أمن الظهار بعد ساعات من مواجهات عنيفة بين قيادات حوثية محسوبة على السقاف وبيت بابكر من جهة وأخرى من بيت سفيان.
وبعد المواجهات عثر على جثة أحد العناصر الحوثية المحسوبة على جناح السقاف وبابكر، قتيلاً خلف فندق الفخامة بالدائري الغربي لمدينة إب، كما تم العثور على جثة مواطن مجهول الهوية في مثلث المواصلات ونقل إلى مستوصف إب ومن ثم إلى ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة.
ونهبت قيادات مليشيا الحوثي، ملياراً ومائتي مليون ريال من إيرادات مكتب الأوقاف بإب بعد الأحداث التي شهدتها المدينة يوم أمس.
واختطف مسلحو بيت سفيان، بعد سيطرتهم أمس على إدارة الأمن القديمة، الضابط رشيد السقاف نجل شقيق عبدالحافظ السقاف، وبلال عبدالله المحتسب والمحسوب على بيت بابكر، ورياض الأشول التابع للسقاف، وسلموهم للأمن الوقائي الحوثي، بحسب مصادر أخرى، فيما لا يزال مصيرهم غامضاً حتى اللحظة.
واختفى مسلحو بيت بابكر والقيادي عبدالحافظ السقاف من شوارع إب بعد سيطرة مسلحي بيت سفيان وقوات حوثية قدمت من ذمار وصنعاء على الأوضاع بمدينة إب، وتفكك الجبهة الداخلية لمسلحي السقاف وبابكر بعد اختفائهم الغامض واختطاف آخرين وانقطاع التواصل بينهم.
وشهدت محافظة إب الأشهر الماضية خلافات حادة وغير مسبوقة بين قيادات وأجنحة المليشيا الحوثية تعود في مجملها لصراع حول النفوذ والمناصب والجبايات المالية وأراضي مدينة إب والتي تعد الأغلى في أسعار الأراضي من بين جميع المحافظات اليمنية.
ويرفض مسلحو بيت سفيان التهدئة بينهم ومسلحي بيت بابكر والسقاف، ويطالبون بالقبض على عبدالحافظ السقاف وتسليمه للجهات المعنية للتحقيق معه، في الوقت الذي تقف قيادات محلية مع السقاف ضد قرار إقالته، مؤكدين أن ما جرى كان مقصوداً بهدف التخلص منه لخلافات حادة بينه وقيادات حوثية عليا قدمت من صنعاء وصعدة إلى إب ومارست نهبا وفسادا وجرائم ضد أبناء المحافظة.