حقيقة المليشيا الحوثية

مدير التحرير19 يناير 2020
حقيقة المليشيا الحوثية

المتابعون للحرب الدائرة في اليمن وتداعياتها، والقائمة بسبب انقلاب المليشيا الحوثية الإيرانية, يكتشف الكم الهائل من الزيف والمغالطات والأكاذيب، التي ارتبطت بالميليشيا الحوثية الإيرانية،الفكر والخطاب والشعار والمشروع, ومنه يكتشف المقت والإنفصال البَيّن بين أقوالها وأفعالها, ليصلوا من كل ذلك إلى حقيقة هذه الميليشيا دون رتوش، والتي يمكن إيجازها بالأتي.
أولا: زيف حقيقتها الدينة:
1- مصطلح أهل البيت.
فمن حيث الإسلام نجد أنهم استبدلوا دين الله الحق بفقه مغلوط للجارودية والإمامية، ليس له علاقة بدين الإسلام, فتم تحويل دين الله من دين كوني إنساني لكل الناس وللعالمين,لدين عنصري يجسد الخضوع والعبودية بأبشع دلالاتها، عن طريق عملية تحريف وتزوير، قول الله في قرآنه وكتابه, فحولوا “أهل البيت” من دلالته الواضحة وسياقه الجلي الواضح, من زوج نبي الله ابراهيم عليه السلام في الآية 73 من سورة هود(قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ), واخرجوا الآية من سياقها الذي بدأ في الآية ٦٩ وانتهى بالآية ٧٤ من سورة هود، ومن “زوجات” رسولنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام في الآية 33 من سورة الأحزاب (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) إلى “أهل الكساء” علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم، وذريتهم من بعدهم، وأخرجوا الآية من سياقها الدلالي، الذي يبدأ مخاطبًا أزواج النبي في الآية ٢٨ وينتهي في الآية ٣٤ من سورة الأحزاب، فليس للآية وسياقها ودلالاته علاقة لعلي وفاطمة وبنيهم ونسلهم رضي الله عنهم .
2- مصطلح الولاية والإمامة.
كما حولوا دلالات وسياق “الولاية”  في الآية 55 من سورة المائدة من “الذين آمنو” إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه, حيث لا ذكر له بشكل بَيّن وواضح، في الإمامة والولاية كأصل من أصول الدين كما يزعمون (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فسياق الآيات من الآية 51 التي بدأت بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) إلى الآية 57 والتي انتهت بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) فهي آيات تصف موالات المنافقين والمشركين لليهود في المدينة وحكم ذلك, وليس لها أي علاقة بموالات أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من قريب أو بعيد، ولا تنص على ولايته وإمامته ونسله.
3- تحويل مركز رسالة الإسلام.
حيث حولوا مركز رسالة الإسلام من الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الى الحسين والأئمة المعصومين, فلا حديث ولا قدوة أو أسوة غيرهم، فطغت أقوالهم وسيرتهم وأسوتهم وقدوتهم، على أقوال وسيرة وأسوة وقدوة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام فلا نسبة تقارن بين ذكرهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام ودمر الحسين والأئمة المعصومون.
وحولوا مركز الإسلام من كتاب الله وصحيح سنة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، إلى أقوال شيوخهم وأئمتهم، وهكذا تتضح حقيقتهم الدينية وزيفها.
ثانيا: زيف مشروعها الوطني وشعاراته.
عندما قاموا بانقلابهم يوم ٢١ سبتمبر 2014م رفعوا شعارات ثلاثة الأول ” إسقاط الحكومة الفاسدة” ومارسوا أبشع أنواع الفساد الذي لم يعهد اليمن له مثيل طوال تاريخه المعاصر, والثاني “إسقاط الجرعة” ومارسوا ابشع استغلال لتجارة المشتقات النفطية, وتجارة العملة أوصلت سعر الجرعة وقوت المواطنين لأرقام فلكية, والثالث “تنفيذ مشروع مخرجات الحوار الوطن” ومارسوا تنفيذ المشروع الإيراني بقيادة الولي الفقيه الهادف لتدمير المنطقة فدمروا اليمن ومزقوه، وأدخلوا اليمن في حروب طائفية داخلية وإقليميه ودولية.
ثالثًا: زيف إيمانها بالجمهورية.
كما أخفت شعاراتهم الثلاث الشعار الحقيقي لإنقلابهم وهو الإنقلاب على الجمهورية واختيارهم يوم ٢١ سبتمبر يوم تنصيب البدر إماما على اليمن ليعلنوا انقلابهم بالقضاء على الجمهورية واستعادة الإمامة.
رابعًا: زيف ولائها لليمن.
يتضح ذلك جليا بتسليمهم اليمن للمشروع الإيراني, حيث أعلنت إيران أنها بسيطرتها على صنعاء سيطرة على العاصمة العربية الرابعة، خدمة لأهداف إيران في العدوان على اليمن والمملكة والهيمنة على البحار وممراتها, وعندما قُتل قائد الإرهاب الإيراني قاسمي, أعلنوا الحداد والنفير لمقتله, وخرجت المليشيا الحوثية الإيرانية لتؤكد مرجعيتها القيادية لطهران وقادتها, وهكذا تتضح زيف الحقيقة الوطنية للحوثية وزيف ولائها لليمن .
خامسا: زيف شعاراتها ضد امريكا وإسرائيل.
لقد رفعت شعارها “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” وهو أكذوبة أخرى من أكاذيبهم، لا يضاهيها سوى أكذوبة ” جيش الدفاع الإسرائيلي” فالمخرج واحد، فالجيش الصهيوني جيش عدوان، والمليشيا الحوثية مليشيا عدوان ولا تهدف الموت لإسرائيل وأمريكا , إنما تستهدف موت اليمنيين والمسلمين الأبرياء وهاهي مقابر اليمنيين في كل قرى اليمن, تشهد بمن هم موتاهم, فليس بينهم إسرائيلي أو أمريكي, وهاهم بالأمس يستهدفون الركع السجود في بيوت الله بمأرب ليقصفوا المصلين فيها, تنفيذا لحقيقة شعارهم الموت للإسلام والمسلمين, وينتقمون لقائدهم سليماني بقتل المؤمنون اليمنيين.
هذه حقيقة المليشيا الحوثية وحقيقة انتقامها وشعاراتها ومشروعها, فليس هدفها خدمة مخرجات الحوار الوطني كما زعموا, ولا خدمة اليمن الوطن والشعب كما كذبوا, بل خدمة الوطن الإيراني ومشروعه العدواني, وهدفها الموت للإسلام والمسلمين  وليس الموت لأمريكا وإسرائيل كما زعموا.

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept