أحالت النيابة العامة في أبوظبي، الخميس 20 فبراير/شباط 2020، بلاغاً يتهم الداعية الديني وسيم يوسف بالترويج، على وسائل التواصل الاجتماعي، لأفكار من شأنها إثارة الفتنة في المجتمع والعنصرية، إلى محكمة أبوظبي الابتدائية، بعد أيام من إعفائه من إمامة وخطابة مسجد زايد الكبير في العاصمة أبوظبي.
وفي الأول من شهر فبراير/شباط الحالي، أُعفي الداعية الإماراتي الأردني الأصل، وسيم يوسف، من إمامة وخطابة مسجد زايد الكبير. في قرار مفاجئ، خاصة أن الداعية كان متماهياً في خطاباته مع توجه القيادة الإماراتية، خاصة فيما يتعلق بمهاجمة المعارضة والثورات العربية ومساندة حصار قطر.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام إماراتية، الخميس، قيدت النيابة الواقعة جنايةً طبقاً للمواد (1) و (24) و(41) من المرسوم بقانون اتحادي لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، المعدل بمرسوم بقانون اتحادي رقم 2 لسنة 2018 بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.
كما أمرت النيابة بإحالة المتهم وأوراق القضية إلى محكمة أبوظبي الابتدائية للعقاب، وفقاً للقيد والوصف.
بينما أكد المحامون إبراهيم التميمي، ويوسف آل علي، وربيعة عبدالرحمن، وعلي المنصوري، أنه تقرر تحديد يوم الثلاثاء 3 مارس/آذار المقبل، موعداً للنظر في أولى جلسات محاكمة وسيم يوسف، بتهم تتعلق بإثارة الفتنة والكراهية، والإضرار بالوحدة الوطنية.
إذ سلم المحامي إبراهيم التميمي، اليوم، الدائرة الثانية لمحكمة جنح أبوظبي «أمر إحالة جنايات» في القضية رقم 37 لسنة 2019 جزائي، أصدرته النيابة العامة، ممثلة في إدارة التحقيقات والمعلومات.
وخلال بداية شهر فبراير/شباط 2020، أصدرت السلطات الإماراتية قراراً يقضي بإعفاء الداعية الإماراتي من أصل أردني، وسيم يوسف، من إمامة وخطابة مسجد زايد الكبير في العاصمة أبوظبي.
إذ نشر مركز جامع الشيخ زايد بياناً، أعلن فيه أنه “بعد أن تم تكليف وسيم يوسف خطيباً لجامع الشيخ سلطان بن زايد الأول، فإنه لم يعد الآن إماماً وخطيباً لمركز جامع الشيخ زايد الكبير”.
جاء قرار الإعفاء، بعد جدل أثاره نشر يوسف مقطع فيديو يشكو فيه من معاملة بعض الشباب الإماراتيين له، وإيذائهم له ولعائلته بتعليقاتهم.
ولم يكن وسيم يوسف، البالغ من العمر 38 عاماً، معروفاً قبل سنواتٍ قليلة، لكنه تصدّر المشهد الديني في الخليج منذ عام 2012 بالتزامن مع ثورات “الربيع العربي”.
ويوسف ليس إماراتي الأصل؛ بل هو مواطنٌ أردني ينحدر من مدينة إربد، مُنح الجنسية الإماراتية في عام 2014، بعد أشهر من شغل إمامته لجامع الشيخ زايد في العاصمة أبوظبي، أكبر وأهم جوامع العاصمة.
حصل وسيم على بكالوريوس الشريعة من جامعة البلقاء بالأردن، ثم درس الماجستير في تفسير القرآن في 2009، واشتُهر بتفسير الأحلام، وألَّف كُتباً قدم فيها نصائح زوجية، وألقى كثيراً من المحاضرات الاجتماعية في العاصمة الأردنية عمّان.
ومنذ مهاجمته “الربيع العربي” في 2012، لعب دوراً لا يستهان به في التسويق لسياسات الإمارات المناوئة لجماعات الإسلام السياسي.
ويُرجع وسيم يوسف الفضل للمكانة التي يحظى بها في الإمارات إلى أنه كان من أوائل المشايخ المهاجمين لثورات “الربيع العربي”، في وقتٍ كانت فيه أغلبية الدعاة يؤيدون الخروج على الحكام والحركات الثورية.
كما اعتبر رجل الدين الثلاثيني أن موقفه المضاد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر صنع له شعبية كبيرة لحد امتلاء المسجد الصغير الذي كان يخطب فيه حينها بالمصلين، قبل صلاة الجمعة بساعتين؛ لسماع ما يقول.
كما كان لوسيم دور واضح في الأزمة الخليجية، إذ اتهم قطر باحتضان الإرهاب، وادّعى أنها تفتح أبوابها لكل المهاجمين لدول الخليج. وسبق أن هاجم رجل الدين الإماراتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مغرداً تحت وسم “نعم لردع تميم وأعوانه”، واصفاً قطر بالبؤرة السرطانية.
في حين لم يَسلم المنتخب القطري من اتهامات يوسف، فبعد هزيمة المنتخب الإماراتي أمام نظيره القطري 0-4 في نصف نهائي كأس آسيا 2019، قال إنه لا بأس من خروج المنتخب الإماراتي من البطولة “طالما أن قطر خرجت من المنظومة الخليجية بالخيانة”