منذ ما يزيد عن عشرة ايام وتزامناً مع انتشار فيروس كورونا في جميع دول العالم، يبحث رواد مواقع الانترنت بصورة كبيرة عن تحميل كتاب تنبأ بظهور فيروس كورونا في الصين وما سيحدثه في العالم ومؤلف الكتاب يدعى أبو علي الدبيزي.
وكثرت على محرك البحث جوجل طلبات بحث كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي بصيغة PDF، او حتى باي صيغة او اجزاء منه لمعرفة حقيقة هذا الكتاب وهل فعلاً تنبأ بالفيروس الجديد الذي بدأ انتشاره في الصين.
ما يتم تداوله عن هذا الكتاب فقرة يقال انها موجودة في الكتاب نسردها هنا حيث تقول :”عندما تحين العشرون قرونً وقرون وقرون.. يجتاح الدنيا كورون من فعل البشرالضالون فيميت كبارهم ويستحيي صغارهم يخشاه الأقوياء. ولا يتعافى منه الضعفاء يفتك بساكني القصور ولا يسلم منه ولات الأمور يتطاير بينهم كالكرات ويلتهم الحلقوم والرئات لا تنفع معه حجامه ويفترس من أماط لثامَه يصيب السفن ومن فيها وتخلو السحب من راكبيها تتوقف فيه المصانع ولايجدون له من رادع مبدؤه من خفاش الصين وتستقبله الروم بالأنين وتخلو الأماكن من روادها وتستعين الاقوام بأجنادها يضج منه روم الطليان ولا يشعر من جاورهم بأمان يستهينون بأول اجتياحه وييأس طبهم من كفاحه يتناقلون بينهم أخباره ويكتشفون بلا نفعٍ أسراره يخشاه الاخيار والفساق ويدفنون ضحاياه في الاعماق تتعطل فيه الصلوات وتكثر فيه الدعوات وتصدق الناس مايشاع وتشتري كل مايباع ممالك الأرض منه في خسارة تعجزعن محاربته وانحساره في زمانٍ قل الصدق في التعامل وشح الأحسان في المقابل ثمَ تنكشف الغمة عن الأمة بالرجوع إلى الله تأتي التتمة. وتستنير الضمائر المستهمة بالتضرع الى الله والصلاه على الانبياء والأئمة”.
ومع كل الكلام المنشور والمتداول فإن الحقيقة ان كتاب عظائم الدهور غير موجود وانما هي اشاعة من ضمن العديد من الاشاعات التي انتشرت منذ بداية هذا الوباء في الصين.
ومع الاسف تحاول مواقع الكترونية ايهام الناس بامكانية الحصول على رابط تحميل كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي، ولكنها كلها وهمية وعبارة عن اعلانات للكسب منها واستغلال كمية البحث الكبير عن هذا الكتاب.
وذكرت بعض المواقع الالكترونية انه حتى لا توجد معلومات كثيرة ومؤكدة عن الكاتب المذكور الذي الا نه توفي في العام 565هـ، ولديه مجموعة بسيطة من المؤلفات ومن المحتمل انها معلومات غير صحيحة حتى.
ولم تكن هذه هي الاشاعة الاولى من نوعها، فقد سبق كتاب عظائم الدهور، كتاب اخبار الزمان لكاتب يدعى ابراهيم بن سالوقية وكلها من ترويج مروجي الاشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي باختلاق شخصيات وكتب وهمية.