مديرية كسمة احدى مديريات محافظة ريمة، ارتبط اسمها بالجمال وتميز اهلها بالسلم والنزوع الى الكد في سبيل عيش كريم، ورغم الحرمان من مشاريع التنمية، واخضاع الفرص والوظيفة من قبل الأنظمة المتعاقبة للجهوية والاعتبارات غير العادلة، فقد خرجت من هذه المديرية كوكبة من المبدعين في شتى المجالات ورفدت الساحة الوطنية بالأكاديميين والأطباء والمهندسين والمدرسين.
لم تسلم كل تلك السكينة من عبث الإنقلاب الحوثي الذي يستند على ملشنة الحياة، ويغذي طبيعته العدوانية بالعبث وتصدير الخوف والقلق.
خلال اقل من شهر ارتكبت المليشيا في كسمة سلسلة من الجرائم، وظهرت اسماء كالباروت والزوم اعادت انتاجها مليشيا الحوثي بغرض النيل من وداعة وسكينة كسمة.
ليلة الجمعة الماضية 10-7-2020 اعتدى مجهولون على الشيخ غالب حيدر هادي عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام اثناء عودته على متن سيارته الى قريته في منطقة يامن.
وتعرضت سيارته لأضرار كثيرة جراء الإعتداء.
وفي وقت سابق احرقت سيارة رئيس فرع المؤتمر الدكتور عبدالرحمن عبدالرزاق في عزلة المغارم ومن قبل مجهولين ظهروا في زمن المليشيا.
وقال مصدر محلي ان الاعتداء على الشيخ غالب كان على خلفية رفضه طلب الحوثيين بإرسال عشرة مقاتلين من اقاربه الى جبهات القتال، الأمر الذي يؤكد مصدر المجهولين.
ولم تقتصر ادوات العبث على المجهولين فقد ظهر شخص يدعى (الزوم) ليتزعم عصابة للسرقة واعمال النهب ليشكل هو الآخر مصدرا لإثارة القلق والخوف في كل قرى المنطقة.
وسبق ان ضبطه الأهالي في جرائم مشهودة كان اخرها سرقة قات مواطن يدعى السحاري ومحاولة قتله بتوجيهه عدة طعنات الى جسده الا ان صراخ المجني عليه كان السبب في تجمع الأهالي وضبط الجاني ومن ثم ارساله الى ادارة الامن وبعدها الى الجبين مركز المحافظة تمهيدا لاحالته الى القضاء. الا ان ادارة السجن التابعة لمليشيا الحوثي اخلت سبيله وضمته الى قائمة الهاربين، جيش المليشيا المجهول.
في 25 يونيو 2020 احرق القيادي الحوثي علي الخيواني الملقب “الباروت” منزل الأكاديمي عبدالله قحطان، في عزلة القرصب، فقد على اثر ذلك كل مقتنيات المنزل بالإضافة الى موت الابقار والاغنام و60 عود من النحل في ذلك الحريق، وسجن المجني عليه، وكان اغلب العصابة التي نفذت الجريمة من محافظة صعدة، والسبب هو تعالي القيادي الحوثي بالنسب الهاشمي على خلفية شراء الاخر ارض من احد اقارب الخيواني.
وبعد اسبوع من احراق منزل الدكتور قحطان قام نجل شقيق القيادي “الباروت” وهو المدعو محمد عبدالله الخيواني الذي اعلنت المليشيا عن هروبه هو الآخر من السجن وبرفقته شخص اخر باستدراج اكرم عبدالله قحطان في قرية السلف بعزلة الضبارة بعد صلاة الجمعة الى الطريق وقام احد الجناة بطعنه بعدة طعنات متفرقة والاخر قام بخنقه.
الضحية أكرم طالب في الصف السابع من التعليم الأساسي.
ونشر الأكاديمي عبدالله قحطان منشوران الليلة الماضية اشار الى ارتكاب عصابات تتبع المليشيا الحوثية جريمة الحرق السادسة عصر يوم امس الاثنين 13-6-2020 تمثلت في احراق قصب الذرة (الوجيم) بجانب منزله وتكسير اشجار البن والقات.
وقال “في ظل صمت المجتمع وغياب الدولة وتزايد المجرمين نتعرض للهجوم كل يوم وحرق املاكنا وبيوتنا والهجوم المسلح في اجرام وبغي وتهديد وترويع لأطفالي واسرتي” متسائلا “هل هذا يرضيكم وهل أنتم مدركون لما يحصل لنا”
واوضح ان العصابات البلطجية حد وصفه ظهروا بحماية ممنهجة مشيرا الى استقواء تلك العصابات بكثرة الاعداد والسلاح والداعمين لها من قيادات نافذة.
وفي مساع تخديرية وانحياز واضح وعلني مع الجناة كلفت جماعة الحوثي القيادي في الجماعة محمد ابو الغيث المعين وكيلا لمحافظة ريمة باحتواء الموقف وحل القضية بين الخيواني (الباروت) الطرف الجاني والدكتور قحطان المجني عليه والتفاوض مع الطرفين ومعرفة الدوافع والاسباب التي ادت الى ارتكاب كل هذه الجرائم.
مصدر محلي استغرب من عملية التعمد السافر في اظهار الحوثيين عدم معرفة اسباب ودوافع الجرائم المرتكبة والمتواصلة بحق الدكتور قحطان خاصة وسابقة تعطيل عمل القضاء واجبار المجني عليه التنازل عن حقوقه بالقوة.
واكد المصدر ذاته ان مسلحين أطلقوا وابلا من الرصاص الحي ظهر اليوم الثلاثاء على منزل الدكتور عبدالله قحطان في جريمة جديدة تضاف الى عشرات الجرائم في نفس المنطقة.
وفي سياق متصل نشر الناشط علي علي الجبري في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك قيام مجهولون بتكسير حقل بن من املاك /احمد قايد الجبري واتلاف 52 شجرة في جريمة وصفها بالبشعة وناشد الجهات المختصة الى سرعة ضبط المجرمين.
تصاعدت الجريمة في مديرية كسمة وانتشرت العصابات المسنودة بالمليشيا في اطار توجه افصح عنه المحافظ الحباري المعين من قبل مليشيا الإنقلاب في اجتماع توعد فيه مديريتي السلفية وكسمة بجعلهما عبرة اذا لم تستجيبا لطلبات الحوثيين وتنفذا كل توجيهات المليشيا وتدعم جبهاتها بالرجال والمال.
وتعليقا على ما يجري في كسمة من استهداف لأمن الأهالي قال وكيل محافظة ريمة الاستاذ محمد العسل ان مليشيا الحوثي تعمدت اهانة واذلال ابناء مديرية كسمة على وجه الخصوص وريمة بشكل عام لاسباب كثيرة اهمها إدراك المليشيا بانها لا تملك حاضنة شعبية هناك لذا تحاول فرض نفسها على ابناء ريمة بالقوة وبارتكاب أبشع الجرائم بحقهم.
وأضاف العسل:” اثارة الفوضى الحاصلة الان بمديرية كسمة يكشف حجم حقد الجماعة على هذه المنطقة، وفي الوقت نفسه يكشف حقيقة العصابة الحوثية العنصرية للمواطنين” .
وطالب العسل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية للقيام بدورها في حماية المواطنين وممتلكاتهم وحمل مليشيا الحوثي مسؤولية كل ما يحدث في المحافظة، واعدا بأن كل الجرائم لن تمر، وان العدل سيطال المجرمين.