في مثل هذا اليوم منذ 52 عاماً، بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمخترعين، وبدأ في دولة الأرجنتين عام 1968، ولم يكن اختيار يوم 29 سبتمبر/أيلول من كل عام للاحتفال به أمراً وليد الصدفة، بل جاء اختياره لسبب وهو يوم ميلاد لاديسلاو جوزيف بيرو مخترع قلم الحبر الجاف، وأصبحت الأرجنتين فى مثل اليوم من كل عام تحتفل بعيد ميلاد هذا المخترع وأطلقت على هذا اليوم عيد المخترعين.
تعود قصة اختراع قلم الحبر الجاف إلى عام 1938، حيث راودت لاديسلاو جوزيف بيرو، ذلك الصحفي الذكي، المولود في بودابست عام 1899، أفكار مختلفة حين كان يجلس يراقب المطبعة يومياً وهي تطبع الصحيفة، وأخذ يفكر كيف تجف الأحبار النائشة من المطبعة على الأوراق ولا توجد بها عيوب أحبار الأقلام العادية المستخدمة في تلك الفترة، ومن هنا بدأت تراوده فكرة اختراع القلم الحبر الجاف.
وحاول بيرو استخدام الأحبار الموجودة في المطبعة ووضعها في قلم ليكتب بها، لكن تلك الأحبار كانت لزجة جداً لذا لم تكن تصل لرأس القلم، ورغم ذلك لم يستسلم، واستعان بأخيه الكيميائي وبعد عدة تجارب توصلا إلى فكرة هائلة، وهي وضع كرة حرة في رأس القلم، بحيث تدور تلك الكرة وتبدأ في سحب الحبر من مكان تخزينه في القلم، وحين يخرج الرأس يكون جاهزًا لإنزال الحبر على الورق.
وبعد نجاح بيرو وأخيه في تلك التجربة، نجح في تسجيل تلك الفكرة ببراءة اختراع لأول مرة في باريس عام 1938.
وقد تم ترخيص هذا الاختراع آنذاك من قبل قوات الجو الملكية البريطانية حين رحل “بيرو” إلى الأرجنتين التي كانت تحت وطأة الاحتلال البريطاني، بعد أن أثبت قلمه نجاحاً كبيراً في الكتابة على الارتفاعات الشاهقة، ليصبح أداة الكتابة المفضلة للطيارين البريطانيين.
وبات مصطلح “بيرو” له دلالة على القلم الجاف حتى الآن في الدول الناطقة بالانجليزية وغيرها، وتحتفل الأرجنتين كل عام في يوم 29 سبتمبر بعيد المخترع في اليوم الموافق لميلاد “لاديسلو جوزيف بيرو” .
وها نحن ندين بالفضل في اختراع القلم الجاف لصحفي بعيد كل البعد عن مجال الصناعة والاختراع، ولكن “بيرو” قد أصبح رمزاً للاختراع والابتكار، وأصبح عيد ميلاده عيد ميلاد لكل المخترعين في الأرجنتين، فمن منا اليوم يستطيع أن يتخيل حياته دون وجود قلم حبر جاف.