لقيت جريمة اغتيال عميد كلية التربية في محافظة الضالع الخاضعة لقوات المجلس الإنتقالي المدعومة من الإمارات الدكتور “خالد عبده الحميدي”، إدانات واسعة من المنظمات الحقوقية والاحزاب ورواد مواقع التواصل.
واغتيل الأكاديمي الحميدي “الحميدي”، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، على يد مسلحين على متن دراجة نارية، بالقرب من مستوصف التضامن وسط مدينة الضالع.
وقامت السلطات الأمنية عقب الحادثة بإغلاق الطرق بحثا عن منفذي العملية، بينما شهدت بعض الأحياء إطلاق الأعيرة النارية في الهواء واغلاق بعض المحلات، احتجاجا على عملية الاغتيال، حسب مصادر محلية.
ولم تعرف دوافع الحادثة حتى الآن، وتعد عملية الاغتيال هي الثانية خلال أسبوع في محافظة الضالع الخاضعة لسيطرة قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي، بعد اغتيال قائد القطاع الشمالي في الحزام الأمني في مديرية قعطبة غربي المحافظة.
ادانات رسمية
وعبر رئيس الوزراء اليمني د.معين عبدالملك عن “بالغ الأسى والأسف جراء هذه الجريمة الغادرة التي تستهدف قيم العلم والوعي والثقافة.. ووجه محافظ الضالع والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية بملاحقة العناصر التي أقدمت على ارتكاب هذه الجريمة ومن يقف ورائها في الوقت الذي تقدم فيه المحافظة أروع التضحيات والبطولات في مقارعة مليشيات الحوثي..مؤكداً أن مثل هذه الأعمال لن تنال من صمود الضالع وأبنائها الأبطال.
قلق حقوقي
وأدانت منظمة سام للحقوق والحريات، اغتيال الدكتور خالد عبده الحميدي، عميد كلية التربية بالضالع.
كما عبر المركز الامريكي للعدالة عن قلقه حول استمرار عمليات الاغتيالات التي تستهدف الكوادر السياسية والدينية والاعلامية والاكاديمية في المحافظات الجنوبية في ظل افلات جميع منفذيها من العقاب.
ودعا المركز المركز الاجهزة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي المسيطر على الأرض الى سرعة تقديم المتهمين في ارتكاب المئات من جرائم الاغتيالات الى العدالة وفقاً للقوانين النافذة.
من جهتها أدانت منظمة رايتس رادار اغتيال الأكاديمي الحميدي برصاص مسلحين اعترضا طريقه بمدينة الضالع جنوب اليمن الخاضعة لسيطرة قوات المجلس الإنتقالي المدعوم من الإمارات.
إصلاح الضالع
التجمع اليمني للإصلاح في محافظة الضالع، أدان الجريمة “النكراء” التي طالت الشخصية الوطنية والأكاديمية، الدكتورالحميدي عميد كلية التربية بالمحافظة،، معتبراً “استشهاده خسارة كبيرة للضالع والوطن عموماً”.
ودعا الحزب في بيان له “السلطات المحلية والأمنية بالمحافظة القيام بمسؤولياتها في ملاحقة المجرمين وسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع”.
كما دعا “الأحزاب السياسية والمنظمات والشخصيات الاجتماعية إلى إدانة هذه الجرائم، مطالباً الخطباء والوعاظ والمرشدين إلى توضيح فداحة ارتكاب مثل هذه الجرائم”.
وطالب الإصلاح بتبني خطاب متسامح ومتزن يشيع روح المحبة والألفة بين الناس وينبذ كل أساليب العنف التي لا تمت بصلة إلى الدين الإسلامي الحنيف.
استهجان على منصات التواصل
ولقيت جريمة اغتيال الدكتور “الحميدي” إدانات واسعة واستهجان من قبل رواد منصات التواصل الاجتماعي.
يقول الصحفي اليمني، شفيع العبد إن “الاغتيال وسيلة مشاريع الموت للتخلص من قادة التنوير. رحم الله عميد كلية التربية بالضالع الدكتور خالد عبده الحميدي”.
وأشار الكاتب اليمني محمد المقبلي إلى أن “الاغتيال الآثم الذي تم بحق الاكاديمي الحميدي بالضالع واحدة من المؤشرات الخطيرة للدوامة التي وضع فيها الجنوب بتمويل اماراتي وايادي جنوبية.. انها دوامة الجريمة السياسية المنظمة”.
الصحفي علي الفقيه قال في بوست على صفحته بـ”فيسبوك” إن اغتيال الدكتور خالد الحميدي عميد كلية التربية في الضالع يحمل مؤشر على انتقال عصابات الاغتيالات في عدن وما حولها إلى طور جديد، فبعد نفاد قائمة الأئمة والخطباء والنشطاء السياسيين انتقلوا إلى الكوادر الأكاديمية”.
وأضاف: “يريدون إفراغ الساحة من كل مشاعل النور لتبقى غابة للقتلة والمجرمين”.
الباحث السياسي ياسين التميمي قال إن ” انفع الناس في هذه المحافظة(الضالع) يقتلون الواحد تلو الآخر، لأن نور الله يضيء صدورهم واليقين به يملأ قلوبهم”.
وأضاف في تغريدة أخرى أن “الحرب على المصلحين هي الحرب الحقيقية التي يخوضها بنزايد في اليمن، وينفذها القتلة المأجورون من جوقة الجنوب العربي”.
وتابع “اللهم تقبل المغدور في عليين واقصم قتلته المجرمين ومموليهم الظالمين. واعصم قلوب ابنائه وزوجته وذويه”.
وشهدت محافظة الضالع (جنوب اليمن)، عمليات اغتيال واسعة، غالبيتها طالت قيادات في حزب التجمع اليمني لحزب الإصلاح، وآخرين في المقاومة الجنوبية وشخصيات اجتماعية.