استشهاد العميد عبدالغني شعلان “قائد درع مدينة مأرب” .. سيرة ذاتية

تهامة برس27 فبراير 2021
استشهاد العميد عبدالغني شعلان “قائد درع مدينة مأرب” .. سيرة ذاتية

أُستشهد بحسب مصادر متطابقة العميد عبدالغني شعلان قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة مارب، في معارك ضد الحوثيين غربي محافظة مارب.

وكانت مصادر عسكرية أكدت وفقاً للمصدر أونلاين إستشهاد شعلان خلال صده مع آخرين هجمات عنيفة شنتها ميليشيا الحوثي على جبل البلق في الأطراف الغربية لمحافظة مارب.

وقالت المصادر إن شعلان أستشهد في اشتباك مباشر مع مجاميع حوثية خاصة، بعد أن تمكن ومرافقيه من فك الحصار على عدد من الجنود وإيصال إمدادات وذخيرة لهم.

وخلال سنوات مضت مثّل “أبو محمد” من خلال قيادته لقوات الأمن الخاص درعاً لمدينة مارب المكتظة بملايين النازحين، وصخرة تحطمت على أعتابها محاولات الحوثيين لخلخلة أمن المدينة بعد أن عجزت عن السيطرة عليها من خلال القتال.

من هو عبدالغني شعلان؟

عبدالغني على عبدالله شعلان، شاب من مواليد 1981م من محافظة حجة، مديرية المحابشة، قرية شعلان، أب لثلاث بنات وولد، هو محمد الذي كني باسمه.

تخرج من كلية الطيران والدفاع الجوي في صنعاء عام 2004. وعين ضابط رادار وصواريخ بالقاعدة الجوية فيها، وتنقل بعدها في المناصب، من بينها نائب مدير أمن الجوف، أركان عمليات الكتيبة 17، وقائدا للسرية الأولى بالكتيبة التاسعة بالفرقة الأولى مدرع، وأميناً لمخازنها، وكاتبا ماليا للواء 170 دفاع جوي في محافظة تعز، وكاتباً مالياً بقيادة القوات الجوية في الحديدة، عام 2009م.

منذ العام 2015 برز أبو محمد كقائد ميداني رفيع الطراز، لاسيما بعد توليه مسؤولية الحزام الأمني لمدينة مارب في منطقة “الجفينة” حيث يقع أكبر مخيم للنازحين في الوقت الراهن، وكان إلى جانب آخرين حائط الصد الأشهر أمام هجمات الحوثيين حينها والتي فشلت في السيطرة على المدينة في وقت كانت المدن اليمنية تسلَّم للميليشيا الواحدة تلو الأخرى.

عقب ذلك، وبعد تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، ساهم أبو محمد في قيادة جبهتي الجفينة والفاو جنوبي مدينة مارب في نفس العام، وشارك مع اللواء الركن عبدالرب الشدادي ومن تبقى معهم من الجيش وإلى جانبهم المقاومة الشعبية حينها، في دحر الحوثيين حتى مرتفعات جبال صرواح غربي المحافظة.

كانت مسألة الأمن حاسمة في ذلك التاريخ، فعندما عجزت ميليشيا الحوثي عن اختراق التحصينات الدفاعية للمدينة الصغيرة، بثت خلاياها في الأنحاء، محاولة تحقيق ما عجزت عنه في المعارك، فكان أبو محمد هو الرجل الأنسب للتحرك الميداني وقيادة معركة تأمين المدينة من هذه الخلايا. ليعين حينها أركان حرب فرع قوات الأمن الخاصة بمارب في العام 2016.

وفي نوفمبر من العام نفسه أصدر محافظ مارب اللواء سلطان العرادة قراراً بتعيين شعلان، الذي سيذكر في هذا التقرير بكنيته الشهيرة “أبو محمد” قائداً لقوات الأمن الخاصة بالمحافظة. بعد أشهر تولى فيها المهمة كقائم بالأعمال.

خلال سنوات من توليه المهمة كان لشعلان الدور الأبرز في إفشال محاولات الميليشيا لزعزعة الأمن وإقلاق السكينة، في المحافظة التي أصبحت مأوى لملايين اليمنيين النازحين الذين فروا من انتهاكات الميليشيا من شتى المحافظات، وبيئة جالبة للمستثمرين الذين وردوها من كل صوب، لتشهد نهضة عمرانية فريدة، في حين ظلت مشكلة الأمن هي العقبة الكؤود في نظيراتها من المحافظات المحررة.

يقول مصدر مقرب من قيادة قوات الأمن الخاص لـ”المصدر أونلاين”: ليس سهلاً أن تكون جندياً تحت قيادة أبو محمد، فهذا يعني انضباطاً والتزاماً في كل شيء، ابتداءً من المظهر والهندام، وانتهاءً بالقيام بواجباتك في تأمين المواطنين، والتضحية بروحك متى تطلب الأمر.

ويضيف: بدأ أبو محمد مهمته ببناء قوات الأمن الخاص وفق المعايير الأمنية، فاستقبل المجندين، ونظم الدورات التدريبية للأفراد والضباط، وكان تأهيل قوات أمنية قادرة على القيام بمهامها هي المهمة الأولى له، ولو استوقفت أحد المارة في أي مكان بمارب عن أبو محمد وقواته، لن تجد له الا المحبة والاحترام من الجميع.

ويتابع: خلال السنوات الأخيرة حاول الحوثي عبر خلاياه زعزعة أمن مارب، عبر كل الأصناف “رجال ونساء، لم يترك وسيلة الا حاول من خلالها”، لكن كل المحاولات فشلت، وتتبع الأمن بشقيه الخاص والعام تلك الخلايا رصدها وقبض عليها.

ويستدرك: ليس أبو محمد وحده، فهناك الكثير ممن ساعده وعمل معه بصدق وإخلاص، لكن قيادته الفذة وأسلوبه الرفيع أجبر الجميع على التفاني في سبيل تأمين هذه المدينة وأهلها.

مع مطلع العام الماضي كثفت ميليشيا الحوثي من هجماتها المميتة باتجاه المحافظة، لتسيطر على جبال نهم وتتقدم الى مدينة الحزم مركز الجوف، والهدف من كل ذلك هو تطويق مارب، المدينة الصامدة، آخر معاقل الحكومة الشرعية في الشمال، وفي هذه اللحظة، انبرى أبو محمد للمشاركة في جبهات الدفاع عن المدينة التي تولى مهمة تأمينها.

إلى جوار النقاط الأمنية تولت قواته مواقع في جبهات صرواح (غرب مارب)، لتأمين مخيمات النازحين المنتشرة هناك، ومع تحركات الميليشيا من الناحية الجنوبية، وسعت قواته مساحة انتشارها مستعدة لأي تحركات حوثية عن طريق مديرية بني ضبيان والتي كانت منطقة صلح بين القبائل والحوثيين قبل أن تنقضه الأخيرة، وخاض مع قواته عشرات المعارك.

ومع تصاعد الهجمات الحوثية الأخيرة، توجه أبو محمد ومن معه للدفاع عن مخيمات النازحين في منطقة “ذنة” و”الزور” لتكثف ميليشيا الحوثي من استهداف المخيمات المذكورة بالأسلحة الثقيلة، ويضطر سكانها للهرب من النيران والنزوح من جديد.

وفي الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة، تحرك أبو محمد من مدينة مارب على رأس عشرات الأفراد من قواته، لنجدة زملائهم بعد هجمات الحوثيين الأعنف التي شنتها على مواقع في جبل “البلق” غرب بحيرة السد الشهيرة، وبعد ساعات كانت هذه القوة قد تمكنت من صد الهجمات واستعادت بعض المواقع التي خسرتها.

لكن هذه الهجمة كانت الأخيرة ليستشهد في منطقة الاشتباك وهو يتصدر الصفوف الأمامية، وهي النهاية التي نجا منها ست مرات أصيب فيها خلال سنوات قتاله ضد الحوثيين، ونجا عدة مرات من القصف كان آخرها بصاروخ باليستي قبل أيام.

وفي ساعات الظهيرة وبعد امتصاص هجمات الحوثيين التي لم تتوقف لحظة، جاءت تعزيزات إضافية من قوات الجيش والمقاومة، لتعيد الكرة في مطاردة الحوثيين من تلك المواقع ورفعت جثامين العميد شعلان وجنديين آخرين، بالإضافة الى 13 جريحاً.

استقبلت مارب جثمان الشهيد البطل بحزن، فقد كان اسم أبو محمد مصدر أمان للملايين من اليمنيين من سكان مارب الأصليين ومن نزحوا اليها، لكن شاباً قابلته قال لي دامع العين: “ارتقى أبو محمد شهيداً.. وهذا ما يليق بالأبطال أمثاله”.

*المصدر أونلاين

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept