تسود حالة من التوتر بين قبيلة الصبيحة اليمنية ومليشيات مدعومة من الإمارات، بعد اختطاف قيادي في اللواء الثالث عمالقة، عقب مداهمة منزله، الثلاثاء، في محافظة لحج، جنوب اليمن.
وعقب قيام قوة من اللواء الخامس التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، في محافظة لحج، باقتحام منزل مسؤول الجرحى في اللواء الثالث عمالقة أيمن صالح هبوب الصبيحي، واختطافه، أعلنت قبائل الصبيحة (أكبر تجمع قبلي بلحج) النفير، وتعهدت بالرد على ما وصفته بـ”الفعل الشنيع”.
واحتشد قيادات قبلية من الصبيحة في مقر الشرطة العسكرية بمدينة لحج، 50 كلم شمالي عدن، لتدارس الرد على ما قامت به المليشيا التابعة لقائد شرطة لحج المقال، صالح السيد، من مداهمة منزل “هبوب” واقتياده إلى معسكر اللواء الخامس التابع للانتقالي في المدينة ذاتها.
وقال بيان صادر عن أبناء قبائل الصبيحة، إن مجاميع تابعة للمدعو “أبو وسام اليافعي”، من اللواء الخامس المدعوم إماراتيا، أقدمت على اقتحام منزل “أيمن هبوب الصبيحي”، وانتهاك حرمة المنزل، قبل أن تباشر بإطلاق الأعيرة النارية داخله، ما تسبب في ترويع النساء والأطفال، ناهيك عن الألفاظ النابية على أبناء الصبيحة ومشايخها.
واعتبر البيان الواقعة انتهاكا متعمدا “لبنود التحكيم القبلي المتعارف عليه الذي ترتب على واقعة مشابهة لحرمة منزل الشيخ عبد ربه المحولي، (وكيل وزارة التعليم العالي بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في العامين الماضيين)، وتضمن بنودا تأديبية في حال تكررت هذه الأفعال الشنيعة بحق أي مواطن من أبناء الصبيحة.
وأضاف بيان قبائل الصبيحة أن “هذه العصابات تتعمد الاستفزاز بشكل متكرر، رامية بالتزاماتها التي أمضت عليها عرض الحائط”، مشيرا إلى أن ما حصل من اعتداء لمنزل القائد الصبيحي جريمة قتل محققة مع سبق الإصرار والترصد.
وشدد على أنها “ستبقى وصمة عار في جبين كل أبناء الصبيحة، ما لم يتم تنظيفها بما يفوقها في المكان والزمان المناسبين”.
ودعا البيان “أبناء الصبيحة من مشايخ وأعيان ووجهاء وقادة عسكريين وكافة أبناء الصبيحة إلى النكف القبلي، لتدارس التحرك والرد الأمثل لهذه الانتهاكات لحرمة المنازل وساكنيها وفقا للأحكام والأعراف القبلية المتعارف عليها”.
من جانبه، أفاد مصدر مطلع بأن اجتماعا عقده محافظ لحج، لواء، أحمد التركي، في منزله، بقيادات أمنية وعسكرية وقبلية، على وقع التوتر الذي ما زال سيد الموقف في المحافظة.
وقال المصدر في تصريح خاص لـ”عربي21″، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الاجتماع خرج بـ”تهدئة الموقف”، مؤكدا أن هناك اجتماعا آخرا سيجري الأربعاء، مع مدير أمن لحج المقال، صالح السيد، وقائد القوة التابعة له التي قامت باختطاف مسؤول الجرحى في اللواء الثالث عمالقة.
وأشار المصدر المطلع إلى أن الاجتماع أٌقر وقف أي خطوات تصعيدية من قبل قبائل الصبيحة ضد مليشيا المجلس الانتقالي، بانتظار ما سيسفر عن اللقاء المزمع عقده الأربعاء، بمنزل اللواء التركي، مع صالح السيد، المسؤول الأمني الأول للمجلس الانفصالي بمحافظة لحج.
ويبدو الصراع محتدما في محافظة لحج الذي تتقاسم الحكومة اليمنية السيطرة عليها مع المجلس الانتقالي، بالإضافة إلى الحضور اللافت لوحدات من ألوية العمالقة المنتشرة في الشريط الساحلي الممتد من مدينة عدن وحتى مديرية المضاربة القريبة من باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولي.