تتواصل انتصارات قوات المعارضة السورية في محافظة حماة وسط البلاد، مُسيطرةً على عشرات القرى والبلدات في هجوم متعدد المحاور، مُقتربةً بذلك من مركز المدينة الاستراتيجي، أحد أهم معاقل النظام السوري والميليشيات الداعمة له.
وتمكنت فصائل المعارضة من تحقيق هذا التقدم اللافت رغم التحصينات العسكرية المكثفة التي أقامها النظام السوري وحلفاؤه في المنطقة، فضلاً عن التعزيزات الكبيرة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والغارات الجوية الروسية المُكثفة التي سعت لوقف زحف المعارضة.
وأسفرت المعارك عن أسر 5 عناصر من الميليشيات الإيرانية، بينهم مقاتلون أفغان، في بلدة معرشحور شرقي حماة، إضافةً إلى استيلاء المعارضة على رتل كامل من الآليات العسكرية لقوات النظام على طريق أثريا – خناصر، وتدمير حافلة عسكرية في جبل زين العابدين بواسطة طائرة مسيرة.
وقد أعلنت فصائل المعارضة عن مقتل عدد من ضباط وعناصر قوات النظام والميليشيات الشيعية، بمن فيهم الرائد عبد الله أحمد بدران والعميد وائل محمد سعيد.
وأمام هذا التقدم المتسارع للمعارضة، عزز النظام السوري مواقعه في محيط مدينة حماة بعشرات العناصر والميليشيات الشيعية مع معدات عسكرية ثقيلة، في محاولة لصد الهجمات.
ويأتي هذا التطور الميداني في وقت أصدر فيه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسوماً بزيادة رواتب العسكريين بنسبة 50%، في خطوةٍ تُفسَّر على أنها محاولة لتعزيز ولاء قواته، بالتزامن مع حملات تجنيد إجبارية في دمشق.
وتُعتبر مدينة حماة نقطةً استراتيجية حيوية في سوريا، إذ من شأن سيطرة المعارضة عليها التأثير على خطوط إمداد النظام بين دمشق والساحل السوري، ما قد يُعيد رسم خارطة السيطرة العسكرية في البلاد، ويزيد الضغوط على النظام وحلفائه.