بدأ صباح الأحد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، مما يمهد الطريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً والتي أثرت بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط.
وقد أعلنت حركة حماس عن التزامها ببنود الاتفاق قبيل دخوله حيز التنفيذ، موضحة أن التأخير في تقديم قوائم الأسرى المقرر الإفراج عنهم في الدفعة الأولى كان لأسباب فنية ميدانية.
في المقابل، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لقواته بأن وقف إطلاق النار لن يبدأ إلا بعد تسلم إسرائيل قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم اليوم الأحد.
ويشمل الاتفاق ثلاث مراحل، تبدأ بإطلاق سراح عدد من المحتجزين لدى الطرفين.
وأفادت وسائل إعلام تابعة لحماس ببدء انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في رفح إلى محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي كبير استعداد جيش الاحتلال للانسحاب التدريجي من بعض مناطق غزة، مشيراً إلى تعديل الانتشار والانسحاب من مواقع محددة وفقاً للاتفاق.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح 33 محتجزاً من أصل 98 متبقين، من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى، مقابل إطلاق سراح حوالي 2000 أسير فلسطيني.
وتضم قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم 737 أسيراً من الذكور والإناث والقصر، بالإضافة إلى مئات الفلسطينيين من غزة الذين تم اعتقالهم منذ بداية الحرب.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح ثلاث محتجزات مساء الأحد عبر الصليب الأحمر، مقابل إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً عن كل واحدة منهن.
وأوضح كبير المفاوضين الأمريكيين بريت ماكغورك أن الاتفاق ينص على إطلاق سراح أربع محتجزات أخريات بعد سبعة أيام، ثم ثلاث محتجزات كل سبعة أيام لاحقة.
وقد جدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قبيل تنصيبه، دعوته لإبرام الاتفاق بسرعة، محذراً من عواقب وخيمة في حال عدم إطلاق سراح المحتجزين.
وأشار المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى وجود الفرقة 162 في شمال غزة والفرقة 143 في الجنوب، دون تحديد تأثير الاتفاق عليهما، موضحاً أن الفرقة 99 في محور فيلادلفيا ستتحرك تدريجياً مع استمرار الاتفاق.
وكرر المسؤول العسكري التحذيرات للسكان بعدم الاقتراب من مناطق تمركز القوات الإسرائيلية، مؤكداً أن أماكن تواجدها ستتغير بشكل واضح مع الانسحاب.
وستتبع المرحلة الأولى مرحلة ثانية يتم خلالها تبادل باقي المحتجزين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويتوقف ذلك على نتائج المفاوضات التي ستنطلق بعد 16 يوماً من بدء وقف إطلاق النار.
وبحسب الاتفاق، ستقوم إسرائيل بتسليم 95 أسيراً فلسطينياً مقابل تسلمها لثلاثة محتجزين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، ولن يشمل المفرج عنهم في هذا اليوم سجناء بارزين، بل أغلبهم ممن تم اعتقالهم مؤخراً.
ولم يتم الكشف عن هوية المحتجزين الثلاثة الذين سيتم تسليمهم لإسرائيل، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن نشر أسمائهم فور تسلمهم.
وستقوم حماس بتسليم المحتجزين لمسؤولي الصليب الأحمر الذين سينقلونهم بدورهم إلى الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث أقام الجيش ثلاثة مواقع قرب المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية لاستقبالهم.
وسيتم استقبال المحتجزين من قبل طواقم طبية ومتخصصين في الرعاية الاجتماعية وعلماء نفس لتقديم الدعم اللازم قبل لم شملهم مع عائلاتهم، وسيتم نقلهم بعد ذلك إلى مرافق متخصصة لتلقي الدعم الطبي والنفسي.
ويذكر أن المفاوضات التي أفضت إلى هذا الاتفاق تمت بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر واستمرت عدة أشهر.
