” نزوح مستمر بشمال سوريا والامم المتحدة تحذر “

- ‎فيعربي ودولي

تواصلت عمليات نزوح المدنيين الفارين من القصف والمعارك بشمال سوريا مما شكّل ضغطا متواصلا على المخيمات في المنطقة الحدودية, في وقت أبدت الأمم المتحدة مخاوفها على مصير الآلاف إذا حاصرت قوات النظام مدينة حلب.

وقال مراسل الجزيرة في ريف إدلب إن عمليات النزوح ما زالت مستمرة بسبب الغارات الروسية والمعارك المستعرة بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري في كل من ريف إدلب وريف اللاذقية.

وأضاف أن قوات النظام التي استفادت كثيرا من الغارات الجوية الروسية توغلت في عديد المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب, وباتت تحقق تقدما ملحوظا في ريف إدلب.

وأشار إلى أن أغلب عمليات النزوح تأتي من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة باعتبارها المناطق الأكثر عرضة لغارات الطيران الروسي والقصف المدفعي الذي تشنه قوات النظام السوري.

ونبهت منظمة الأمم المتحدة إلى أن مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا باتت غير قادرة على استيعاب المزيد منهم، مع استمرار تدفق آلاف المدنيين فرارا من هجمات قوات النظام في محافظة حلب.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود بلغت طاقة الاستيعاب القصوى، لافتا إلى أن نحو 31 ألفا نزحوا من مدينة حلب ومحيطها خلال الأيام الأخيرة.

وأبدى رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين قلقه الشديد من عمليات النزوح الجماعي من مدينة حلب وريفها الشمالي، حيث تشير تقارير إلى أن عدد النازحين تجاوز سبعين ألفا.

مخاوف أممية
على صعيد آخر حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن مئات آلاف المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام إذا حاصرت قوات النظام السوري المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب, ومن موجة هائلة جديدة من النازحين الفارين من العملية العسكرية التي تجري بغطاء جوي روسي.

وتخشى الأمم المتحدة أن يقطع تقدم قوات النظام الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسية والتي كانت شريان الحياة الوحيد للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نشرة عاجلة “إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب، فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات إنسانية ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط”.

وأضاف “إذا استمر تقدم قوات الحكومة السورية حول المدينة، تقدر المجالس المحلية أن ما بين 100 ألف و150 ألفا سيفرون نحو عفرين والريف الغربي لمحافظة حلب”.

وتشن قوات النظام السوري المدعومة بضربات جوية روسية ومليشيات مكونة من مقاتلين إيرانيين وحزب الله اللبناني هجوما كبيرا على ريف حلب الذي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليه منذ سنوات.

ويُعد الهجوم الذي يستهدف تطويق حلب -التي كانت يوما كبرى المدن السورية ويقطنها مليونا نسمة- من المحطات الفارقة في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات, والتي أودت بحياة ربع مليون شخص وشردت 11 مليونا آخرين.

وتستضيف تركيا 2.5 مليون سوري، وهو أكبر تجمع للاجئين في العالم, لكنها تغلق حتى الآن حدودها أمام موجة النزوح الجديدة، وهو ما يصعب مهمة إيصال مساعدات يحتاجها الفارون بشدة, وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن عدد اللاجئين المتدفقين على تركيا قد يصل إلى مليون شخص إذا استمرت حملة روسيا والنظام السوري على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.