حذرت جهات إغاثية من حصول كارثة إنسانية في محافظة تعز اليمنية التي تعدّ أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، في ظل تردي الوضع الصحي وشكاوى المدنيين من “خذلان العالم لهم”.
يتزامن ذلك مع حركة نزوح للسكان هربا من العمليات العسكرية بين مسلحي المقاومة الشعبيةوالجيش الوطني اليمني وبين مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وألجأت الحرب كثيرين للهرب من تعز بحثا عن الأمان وما يسد رمقهم. وتعتبر مدينة تعز الخاضعة للحصار منذ عشرة أشهر من أكثر المدن اليمنية ازدحاما بالسكان حيث يقطنها 1.5 مليون نسمة.
ويترافق هذا الحصار مع عمليات عسكرية ومواجهات في محيط المدينة بين المقاومة الشعبية ومليشياالحوثيين.
ويستهدف القصف الحوثي الأحياء السكنية في تعز مع عجز المنظمات الإغاثية عن الوصول إلى المتضررين، رغم محاولات الإغاثة المحلية البسيطة.
وقد أدت الحرب إلى تشريد مئات الأسر ونزوح أكثر من 70% من سكان تعز إلى خارج المدينة، بينما هرب عشرات الآلاف من مناطق الاشتباك والقصف التي تقدر بنحو خمسين حيا سكنيا باتجاه وسط المدينة. أما باقي الأحياء فكان نصيبها الحصار الخانق.
القصف يعرقل العودة
ولم يستطع الكثير من المدنيين الخروج بسبب الحصار وعدم قدرتهم على توفير تكاليف التنقل، واضطر العديد منهم إلى ترك أمتعتهم ومنازلهم. أما من حاولوا الرجوع إليها فقد عرقلتهم عمليات القصف والقنص لكل هدف متحرك على الأرض.
وفي وسط مدينة تعز، لم تعد المدارس كافية لإيواء النازحين، فأغلبها طالها قصف الحوثيين بينما اختنقت البقية بالأعداد المتزايدة فيها، وخصص بعضها لتوفير مواد الإغاثة.
وخلف صوت القصف يغالب أهالي مدينة تعز لإيصال أصواتهم إلى العالم من أجل فك الحصار عنهم والنجاة بأطفالهم وأرواحهم، أو على الأقل السماح بوصول مواد إغاثة كفيلة بتخفيف معاناتهم.