تواصل التوتر الأمني في عدن اليمنية، أمس الاثنين، بعد إعلان مسؤول أمني أن “انتحارياً يقود سيارة مفخخة، استهدف تجمّعاً للقوات الشرعية في عدن، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة خمسة بجروح”. أضاف المصدر أن “التفجير في حي الشيخ عثمان السكني في عدن، أوقع أربعة قتلى وخمسة جرحى”. كما أفاد شهود أن “انفجاراً قوياً هزّ الحي خلال الهجوم الذي استهدف تجمّعاً للقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي”. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها.
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة، جنوبي اليمن، أن “طائرة نفّذت غارة، يُعتقد أنها كانت تستهدف مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة”، فيما أعلنت “المقاومة الشعبية” في محافظة الجوف، شمالي البلاد، أنها تقدمت في عدة مواقع، عقب معارك عنيفة مع الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. توضح مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن “غارة جوية استهدفت جسراً بمنطقة غرير، في مديرية الروضة، ما أدى لتدمير أجزاء من الجسر”، مضيفة أنه “يُعتقد أن الغارة كانت تستهدف مسلّحين مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة، إلا أن الأنباء الأولية تتباين حول سقوط ضحايا”.
في حضرموت، شرقي البلاد، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال جندي يتبع المنطقة العسكرية الأولى في منطقة القطن، قبل أن يلوذوا بالفرار، وتُرجّح مصادر محلية ارتباطهم بتنظيم “القاعدة”.
في محافظة الجوف، شمالي اليمن، أعلنت مصادر في “المقاومة الشعبية”، أن “قوات الجيش الموالية للشرعية، مسنودة بالمقاومين سيطرت على جبال السفينة والأبرش وأبو جرف، في جبهة سدبا، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع”. وفقاً للمصادر، فقد “بدأت قوات الجيش والمقاومة هجوماً غرب جبهة سدبا، وتواصل التقدم نحو مركز مديرية المتون، فيما سقط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين بينهم قيادات”.
في سياق آخر، تركت الهزائم الميدانية للحوثيين والموالين للرئيس المخلوع، في المحافظات الشمالية، آثاراً مباشرة على أداء الجماعة وحلفائها ميدانياً ومعنوياً، وسط تصاعد المخاوف لدى قياداتها من تبدل ولاءات قبلية وعسكرية بعد وصول المعارك إلى الأطراف الشرقية لصنعاء.
في هذا الإطار، تكشف مصادر قبلية لـ”العربي الجديد”، عن خسائر وصفتها بـ”الكبيرة” على مستوى المقاتلين والقيادات الميدانية، خلال الفترة الأخيرة، إذ قُتل المئات من مسلحي الجماعة وحلفائها في أطراف مأرب الغربية وشرق صنعاء، بينهم قيادات معروفة من محافظتي صنعاء (الضواحي) وعمران، وبعضهم كانوا من المشاركين الفاعلين في المواجهات جنوباً بالأشهر الأولى للحرب.
تضيف المصادر، أن “قيادات ميدانية قضت بغارات جوية في الأسابيع الأخيرة، أثناء دفع الحوثيين والموالين لصالح بتعزيزات لوقف التقدم واستعادة مناطق بمديرية نِهم بين صنعاء ومأرب، فضلاً عن جبهتي حجة والجوف، واللتان تقدمت فيهما قوات الشرعية خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة”.
وقد تركت الخسائر الميدانية، والتقدم في أطراف صنعاء على وجه الخصوص، أثاراً معنوية وسياسية مباشرة على التحالف الانقلابي، فعلى مستوى الحليفين تصاعدت الخلافات بينهما ووصلت إلى حدّ تبادل الاتهامات بين أنصار كل منهما، وانعكس ذلك على مدى الانسجام في الخطاب الإعلامي، كما فشلت محاولات استعادة المواقع التي خسروها شرق صنعاء وغرب مأرب والجوف.
يشير مسؤول مقرّب من الحوثيين لـ”العربي الجديد”، إلى أن “حالة استنفار لدى الجماعة وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع، سادت في الفترة الأخيرة، بسبب المخاوف من قيام التحالف والشخصيات الموالية للشرعية بشراء ولاءات قبلية وعسكرية بعد التقدم إلى أطراف العاصمة”.
ينوّه المصدر إلى أن “اللقاءات القبلية التي عقدتها قيادات من حزب صالح، وتحديداً الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، مع وجهاء ومسؤولين من مديريات محيطة بالعاصمة، تأتي في هذا السياق، إذ يحاول الحزب حشد وتعزيز الولاءات مجدداً، خوفاً من انضمامها إلى الشرعية، أو تحييدها، مع وجود جهود تواصل من قبل شخصيات قبلية موالية للحكومة تسعى لتقديم تطمينات واستمالة وجهاء ومسؤولين”.
لا تقف مخاوف الحوثيين وصالح عند شراء الولاءات بشكل مباشر، بل تشمل وجود عدد غير قليل من الوجاهات القبلية والشخصيات السياسية، التي كانت محسوبة على الجماعة وحلفائها، وبدأت مع التطورات الأخيرة تميل باتجاه المنطقة الرمادية، بما لا يجعلها غريماً مباشراً للشرعية في حال واصلت التقدم وتمكنت من تحرير العاصمة.
كما تدفع الآثار المعنوية لتقدم الشرعية أخيراً الحوثيين، إلى اتخاذ إجراءات يسعون من خلالها لوقف نزيف المعنويات، وفي مقدمة ذلك، الترويج المتكرر لاستعادة مناطق فقدوا السيطرة عليها بجهة مأرب وأطراف صنعاء بشكل خاص، غير أن الواقع الميداني بات يعكس تراجعاً مستمراً من قبل الحوثيين، مع فقدان الجماعة الكثير من الأوراق السياسية التي كانت تعوّل عليها تباعاً منذ بدء عمليات التحالف قبل أكثر من 11 شهراً.
إلى ذلك، يشير عبد الله الأشرف، المتحدث الرسمي، باسم “المقاومة الشعبية” في محافظة الجوف شمالي اليمن، أمس الإثنين، أن “الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على ثلاثة جبال استراتيجية في المحافظة بعد معارك مع الحوثيين”.
يكشف الأشرف في تصريحات لـ”الأناضول”، أن “عناصر الجيش الوطني والمقاومة سيطروا على جبال السفينة والأبرش وأبو جرف في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، بعد معارك مع الحوثيين”. يلفت إلى أن “ثلاثة جرحى سقطوا من أفراد الجيش والمقاومة خلال هذه العملية، فيما سقط قتلى وجرحى من الطرف الآخر”، من دون تحديد عددهم.