كشف خطابا عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح إلى أنصارهما، بمناسبة مرور عام على الحرب في اليمن، رسائل مواربة تكشف الخلافات التي ظهرت على السطح في الفترة الأخيرة، بعد الإعلان عن الهدنة وقبول الحوثيين قرار مجلس الأمن، فيما ذكر الرئيس اليمني عبدربه هادي أن قوى التمرد والانقلاب تحولت إلى عصابات تتـآكل كل يوم.
قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، إن الدولة صارت تقترب من العودة، والميليشيات تبحث عن طوق النجاة، بعد عام من عملية عاصفة الحزم”.
وذكر في كلمة له، نشرتها وكالة “سبأ” الرسمية، بمناسبة مرور عام على انطلاق عملية “عاصفة الحزم” التي قادتها المملكة العربية السعودية، ضد مسلحي حركة “أنصار الله” (الحوثي)، والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح”، من أجل إعادة الشرعية في اليمن.
وأضاف الرئيس اليمني “بعد عام من عاصفة الحزم والعزم بات الوطن أكثر أمانا، بعد أن تحولت قوى التمرد والانقلاب إلى عصابات تتآكل كل يوم، وتتهالك مع كل معركة”، مشيرا أن “دور الجيش الوطني يتعزز، ويتماسك المجتمع مقاوما للانقلاب، ورافضا التمرد والفوضى، رغم التحديات التي تضعها تلك العصابات والجماعات الإرهابية المرتبطة بها “في إشارة إلى الحوثيين والقوات الموالية لصالح” والتي تتولى إرهاب المحافظات المحررة، بعملياتها الإجرامية الجبانة”، وفق تعبيره.
وتابع هادي “الشعب اليمني ما استكان ولا هان منذ اللحظة الأولى، وقاوم تلك الميليشيات في كل سهل وجبل.. مر عام حتى الآن على التحالف العربي لدعم الشرعية، والذي قاده بكفاءة واقتدار صاحب الحزم والعزم أخي الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ومعه جميع أشقائه من قادة التحالف، والذين أظهروا مقدارا عاليا من القوة والاقتدار المقرون بالالتزام الأخلاقي والإنساني في مواجهة ذلك الخطر الذي لا يستهدف اليمن فقط، ولكن المنطقة جمعاء”.
ووصف هادي مسلحي الحوثي والرئيس السابق صالح بـ”القوى المنفلتة التي اتبعت خطوات الشيطان وأهواء قيادات مريضة، رأت اليمن كله مختزلا في عائلة، ورأت الأمة اليمنية العظيمة بتاريخها المجيد والخالد لا يستحق العيش، إلا إذا كان منحنيا أمام السيد والسلالة المريضة ومرتهنا للخارج”، وفق تعبيره.
وقال “اليوم تحولت دولتهم “الحوثيون وصالح” التي نهبوها إلى عصابة، وتحول قادتهم إلى مطلوبين لدى العالم، بتهمة ارتكابهم الجريمة والعنف والقتل الوحشي للمواطنين، وأصبح ما سرقوه من عتاد وسلاح، سلاحا مجرما يطلب العالم انتزاعه منهم”.
واستبق الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المناسبة بكلمة استغرقت 15 دقيقة لم يخرج فيها عن طريقته في الخطابات الستة التي ألقاها منذ بدء عاصفة الحزم، بكل التناقضات التي تتكرر فيها من الهجوم على السعودية ثم وصفها بالأشقاء، وتحدث فيها كثيرا عن العدوان وعدم الاستسلام، وأمس دعا المخلوع إلى حوار مباشر مع السعودية في أول خطاب جماهيري له بعد عام من انطلاق عاصفة الحزم التي قامت بها قوات التحالف من أجل إعادة الشرعية في اليمن، ويوم أول من أمس ألقى عبدالملك الحوثي خطابا متلفزا ومطولا استغرق ثلاثة أرباع الساعة تحدث فيه بمناسبة مرور العام عن نفس الموضوع، غير أن ما يلفت النظر في خطابي عفاش والحوثي وجود الخلاف الموارب بينهما شخصيا والسافر بين اتباعهما، فصالح يخاطب المؤتمريين والمؤتمريات، وتطرق عرضا مرة واحدة فقط إلى أنصار الله ومرة إلى الحوثيين في سياق عابر في الوقت الذي وصف فيه قواته فقط بأنهم رجال الرجال، بينما تجنب الحوثي التحدث عن صالح والمؤتمر، وأطلق عبارات عمومية عن التعاون بين القوى والعمل المشترك والمكونات الحرة، فيما تحدث صالح عن أحزاب التحالف الوطني والمؤتمريين والحوثيين على أنه فصيل مستقل، بل لم يسلم كل من صالح والحوثي من غمز كل منهما الآخر بشكل غير مباشر، فعبدالملك الحوثي يتهم المؤتمر دون أن يسميه بأنه يتحرك ضمن أولويات أخرى، وأنه لا يزايدون على الحوثيين، وأنه وإن كان الوفاء لهم دينا وهوية فإنه يأمل أن تنجح مساعي السلام مع التحالف، في الوقت الذي أكد صالح في خطابه أنه لا يتحالف مع الحوثيين، وأنه مجرد تصالح معهم بعد القتال. ومن اللافت أيضا أنه تم تنظيم هذا المهرجان بشكل منفرد من قبل أنصار صالح دون اشتراك جماعة الحوثي المتحالفة معه، والتي قررت إقامة مهرجان آخر في وقت اليوم في حي الروضة شمالي صنعاء للتنديد بـ”عاصفة الحزم” في ذكراها الأولى.
وسلم كل من الحوثي وصالح بضعف الجيش الانفصالي التابع لصالح، حيث وصفه عبدالملك بتفكيك الجيش، فيما وصفه المخلوع بتكسير الجيش، وكعادة صالح في خطبه أشار إلى أن اليمن عبارة عن شافعية وزيدية سنة ولا وجود للشيعة بيننا، فيما أشاد الحوثي بحسن نصر الله، وعن المظلومية التي هي من مفردات الشيعة، وركز على اليمن الإسلامي، متجاهلا التحدث عن عروبته.