أكد مؤرخ سعودي أن من عجائب الصدف التاريخية أن فتنة الحوثيين الحالية في اليمن سبق وأن جرت فتنة مماثلة لها في اليمن قبل 220 عاما تزعمها رجل اسمه يحيى بن محمد الحوثي، وأن تلك الفتنة أخمدت عن طريق الحزم بفضل الله تعالى.
وبيّن المؤرخ السعودي د.عمر بن غرامة العمروي أن هذه الفتنة أورد ذكرها الإمام الشوكاني (رحمه الله) في كتابه النفيس “البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع”، مضيفا أن من عجيب الموافقات بين فتنتهم هذه وفتنتهم الأولى أن تلك الفتنة ثارت على يد يحيى بن محمد الحوثي وكان قد أصيب بالجنون في شبابه ثم عوفي واستغل (الرافضة) جهله وفقره وحبه للرئاسة فصدروه وزعّموه، وأجلسوه على كرسي جامع صنعاء والتفوا حوله فكان كما قال الشوكاني جاهلا يحدّث من هم أجهل منه، وما أشبه هذا بحالهم اليوم.
وأشار د.العمروي إلى أن يحيى الحوثي كان يصرخ على كرسيه باللعن وسب الصحابة ويصرخ الغوغاء حوله الذين ما جاؤوا إلا ليتفرجوا على الكرسي والشموع فتعلو الأصوات ويكثر اللغط والهرج ويسمون السنة ناصبة، ويوهمون العامة أن أهل السنة يعادون آل البيت، وعلق العمروي على ذلك بالقول “ما أشبه اليوم بحال القوم”.
وأضاف د.العمروي أنه وكما ورد في الكتاب فإن شرهم استشرى وانضم إليهم الكثير، وخرجوا من المسجد إلى الشوارع ألوفا في ليلة رمضانية يسبون ويلعنون الأحياء والأموات، ويفسدون ويخربون ويرجمون البيوت بالحجارة والبنادق ويقصدون بيوت العلماء لقتلهم حتى لجأ بعضهم إلى بيت الشوكاني نفسه، وفعلوا ما لم يفعله مسلم ولا كافر، كما كتبه الشوكاني (رحمه الله) وبالنظر لحال الحوثيين اليوم نجد التشابه الكبير من حيث هدم المساجد وحرق مقارئ القرآن ونهبها وقتل العلماء والإفساد في الأرض.
وتابع د.العمروي أن الخليفة المنصور يومئذ -رحمه الله – وأولاده وأصحابه أغاروا عليهم فكفوهم، وهذا وجه شبه آخر، إلى أن قال الشوكاني رحمه الله (وبالجملة فهذه فتنة وقى الله شرها “بالحزم” الواقع بعد أن وجلت القلوب وخاف الناس واشتد الخطب وعظم الكرب).
وعلق د.العمروي على ذلك بأن لا شيء أنفع من الحزم، حيث أخمد الله به تلك الفتنة السابقة وسيخمد الله به هذه الفتنة إن شاء الله؛ حامدا الله على أن وفق قيادتنا إلى الحزم وقمع الظلم.