اليمن.. الهدنة تتقدم بثبات في يومها الثالث رغم الخروقات

- ‎فيأخبار اليمن

دخل قرار وقف إطلاق النار في اليمن، اليوم الأربعاء، يومه الثالث ، محققاً تقدماً لافتاً في تراجع الأعمال القتالية بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات التابعة للرئيس السابق، من جهة أخرى، رغم الخروقات المتبادلة.

و عاشت أغلب الجبهات الساخنة، منذ أكثر من عام، هدوءًا نسبيًا رغم تبادل القصف المتقطع، فيما غابت الضربات الجوية لمقاتلات التحالف بشكل تام خلال الساعات الماضية، بحسب مراسل الأناضول.

ويتبادل الطرفان الاتهامات حول الخروقات المتتالية منذ سريان وقف إطلاق النار، منتصف ليل الأحد الماضي، فيما سجّلت محافظة تعز، وسط البلاد، التي يطبق الحوثيين حصاراً عليها من جميع المنافذ، الخروقات الأكثر.

‎و تتهم الحكومة الحوثيين وقوات صالح بإرتكاب عشرات الخروقات، وخصوصا في محافظة تعز، يليها الجوف (شمال)، والبيضاء ( وسط) ومأرب (شرق) وشبوة والضالع (جنوب)، فيما سُجلت أقل الخروقات في العاصمة صنعاء.

ففي محافظة تعز، أعلن المجلس العسكري الموالي للحكومة الشرعية، صباح اليوم الأربعاء، أن غرفة عملياته سجلت 153 خرقاً للحوثيين وقوات صالح خلال الـ 48 ساعة الماضية، والتي تنوعت بين القصف بالأسلحة الثقيلة ومحاولات التقدم المستمرة على الأرض في مختلف الجبهات.

وقال المجلس في بلاغ صحفي، وصل الأناضول نسخة منه، “إن الخروقات في تصاعد مستمر، وأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ملتزمون بالهدنة ولم يخترقوها، بل ظلوا في حالة دفاع عن النفس فقط”، لافتاً أنه لن يقف مكتوف الأيدي إزاء استمرار الخروقات .

و في محافظتي الجوف ومأرب، قالت وكالة سبأ الرسمية، إن مواقع الجيش والمقاومة تعرضت لأكثر من 20 خرقاً خلال الساعات الماضية، وكذلك الحال في محافظتي الضالع وشبوة، التي يتواجد الحوثيين في مناطق منها.

وعلى الجهة المقابلة، اتهم الحوثيون، القوات الحكومية والتحالف العربي، بخرق وقف اطلاق النار، من خلال التحليق في أجواء عدد من المحافظات وكذا القصف واطلاق النار في عدد من المناطق.

‎و ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، أنه تم رصد نحو 40 خرقا ارتكبتها القوات الحكومية والتحالف، تمثلت في قصف مواقعهم في مديريتي الوازعية، و ذوباب، غربي محافظة تعز، ومواقع لهم في أحياء ” حسنات” والقصر الجمهوري، شرقي المدينة، وعصيفرة، شمالها.

‎و يعتبر الحوثيون، تحليق مقاتلات التحالف والطائرات الاستطلاعية ضمن خروقات الهدنة، ووفقا لوكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم، فقد تم رصد تحليق فوق محافظتي حجة و تعز، وعدد من المحافظات.

وفيما كانت ست محافظات يمنية، هي ( تعز، الجوف، الضالع، مأرب، شبوة، البيضاء) تشهد خروقات متبادلة، ساد هدوء تام في محافظة حجة، شمال غربي البلاد، وتوقف القتال في مدينة” ميدي” التابعة لها والقريبة من الحدود السعودية، وفقا لشهود عيان.

و أضاف الشهود، أن الحال ينطبق أيضا على محافظة” صعدة”، شمالي اليمن، و التي كانت فيها الهدنة سبّاقة مطلع آذار/مارس الماضي ، بناء على تفاهمات سعودية- حوثية، بشكل منفرد.

وعلى الرغم من تبادل الخروقات بقصف مدفعي ، إلاّ أن وسائل الإعلام الحوثية لم تعلن عن سقوط ضحايا بالشكل المعتاد خلال الأيام التي سبقت سريان الهدنة، في مؤشر على تراجع الأعمال القتالية .

و يرى مراقبون، أن الهدنة التي وصف رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، مؤشراتها بأنها تبدو جيدة، قد نجحت في الحفاظ على تماسكها رغم الخروقات التي قد تستمر حتى بدء مفاوضات الكويت السياسية، الاثنين القادم، 18 نيسان/إبريل .

وقال ” نبيل الشرجبي”، وهو استاذ علم إدارة الأزمات في جامعة الحديدة الحكومية، إن الأيام التي ستسبق المفاوضات ستشهد اتهامات من الجانبين بالخروقات، و ستتواصل تلك الخروقات مع إلتزام بضبط النفس حتى إنطلاق مفاوضات الكويت.

وأضاف الشرجبي للأناضول” دائما ما تشتد المواجهات قبيل المشاورات لتحسين الموقف التفاوضي، وعندما تنتهي الجولة القادمة في الكويت ، ويتم تحديد موعد جولة جديدة، سيبدأ كل طرف بتحميل الآخر سبب عدم تحقيق نتائج فيها”.