تنتظر المقاومة الشعبية في صنعاء التي يربو عددها عن 10 آلاف مقاتل، الأوامر من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية تحرير صنعاء، بعد السيطرة على جبهة نهم بدعم من الجيش وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش والمقاومة الشعبية أصبحا على أهبة الاستعداد للتحرك باتجاه المدينة مباشرة، وستقوم فور تلقي الأوامر بتحريك القطع العسكرية والآليات على تطويق المدينة، في حين ستقوم قوة متخصصة باقتحام مركز المدينة للحافظة على مؤسسات الدولة.
ويبدو أن العملية أصبحت وشيكة، على حدّ قول المصدر، الذي قال إن تعنت الانقلابيين في إتمام العملية السلمية في الكويت والوصول إلى حل مبني على القرار 2216. وخرقهم الدائم للهدنة وقتل المدنيين بشكل مباشر، سيعجل بعملية اقتحام العاصمة اليمنية «صنعاء» لتحريرها من قبضة الميليشيا.
وقال عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الشرعية والمقاومة حققت تقدما كبيرا في مديرية نهم خلال الأيام الماضية عقب خروقات كبيرة للهدنة ارتكبتها ميليشيات الانقلاب العسكري في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، موضحا أن الاشتباكات كانت عنيفة خلال اليومين الماضيين بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى، خاصة في منطقة بران وجبل يام بمديرية نهم شرق صنعاء.
وأضاف ثعيل أن الجيش والمقاومة نجحا في صد هجمات الميليشيات وكبداها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد من بينها 6 قتلى وعدد من الجرحى إثر محاولتها الهجوم على أحد مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في وادي حريب نهم، إلا أن تصدي الجيش والمقاومة للهجوم أجبر الميليشيات على الفرار تاركة خلفها قتلى وجرحى وأسرى من مقاتليها.
وأشار عبد الكريم إلى أن الجيش والمقاومة الشعبية كانا في هذه المرحلة يصدان هجوما ويتقدمان بشكل بسيط، للرد على خروقات الانقلابيين التي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة ويتم التصدي لها وتحرير المواقع التي تطلق منها النار، وأن المقاومة تنتظر الإشارة للتحرك بشكل أكبر والتقدم نحو المدينة بشكل كبير، خاصة أن الإعداد والترتيب بدأ للمرحلة النهائية من عملية تحرير صنعاء، من قبل أفراد المقاومة الشعبية الذين يزيد تعدادهم على 10 آلاف شخص، لافتا إلى أن قوات التحالف العربي كان لها دور في وقف هذه التجاوزات والخروقات باستهداف الآليات العسكرية الثقيلة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء بعدة طلعات جوية.
وقال عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء إن زيارة قائد قوات العمليات الخاصة السعودية الأمير فهد بن تركي إلى محافظة مأرب وعقده اجتماعا مشتركا مع رئيس الأركان اللواء الركن محمد المقدشي لمناقشة المستجدات العسكرية، كان له انعكاس إيجابي على الميدان ورفع معنويات المقاتلين، ودعمهم في المواجهات المقبلة.
وتطرق عبد الكريم إلى التنسيق الكامل مع قوات الجيش الوطني من خلال القاعدة العسكرية المشتركة في جبهة نهم، إضافة إلى إدراج المؤهلين من المقاتلين في صفوف المقاومة للجيش، إذ قال إنه يجري باستمرار تأهيل المقاومة وضمهم في ألوية جديدة في الجيش، وضم المؤهلين في لواء لدمجهم في الجيش الوطني وفقا لقرارات وتوجيهات سابقة لرئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي.
في سياق متصل، شرعت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة بتنفيذ توعدها للميليشيات الحوثية، ردا على الأعمال القمعية والقتل بحق المدينين، إذ نفذت المقاومة هجومين منفصلين أمس الخميس استهدفا تجمعين لعناصر الميليشيات في مديريتي عبس ومستبأ بمحافظة حجة، تمثل باستهداف نقطة يتمركز فيها قرابة 6 أفراد من الميليشيا بوادي خدلان، وأسفر الهجوم عن مقتل الأفراد، فيما استهدف الهجوم الثاني تجمعا للميليشيا بقنبلة يدوية عند مصنع الأهلية للإسمنت بمنطقة الربوع وسقط فيه عشرات القتلى من الحوثيين.
(الشرق الاوسط)