الأبارة لـ (المسار): وجاهات مغلوب على أمرها تؤيد سراً المقاومة

- ‎فيأخبار اليمن, حوارات وتحقيقات

قال الأمين العام للمجلس الأعلى لإسناد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة البرلماني مفضل إسماعيل غالب الأبارة ان بعض الوجاهات المغلوبة على أمرها تتواصل سراً مع المقاومة وتعبر عن تأييدها وأنها تنتظر يوم الخلاص من هذه العصابات الإجرامية.

واضاف الابارة في حوار مع صحيفة “المسار” السعودية ان مقاومة تهامة قد أنجزت الكثير من العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح وأهمها أنها أثخنت في مليشيات الإجرام وخسرتهم مئات القتلى منهم قيادات بارزة وحولت تهامة التي كان الحوثيون يعتبرونها نزهة لتصبح بالنسبة لهم كابوس مؤرق كما استهدفت المقاومة عدداً كبيراً من إمدادات الانقلابيين المتوجهة إلى حرض وميدي وغيرها من الجبهات.

واشار الابارة الى ان المقاومة في اقليم تهامة تضم عدداً من الفصائل من مختلف التوجهات وبشكل عام فتهامة تشكل حاضنة شعبية تلتف حول المقاومة بشكل كبير وكل الرافضين للوجود الحوثي متعاطفون مع المقاومة، بل حتى بعض الوجاهات المغلوبة على أمرها تتواصل سراً مع المقاومة وتعبر عن تأييدها وأنها تنتظر يوم الخلاص من هذه العصابات الإجرامية.

واكد الابارة وجود تنسيق قائم بين مقاومة تهامة وبين مقاومة الجند ومقاومة آزال وسبأ ويوجد عدد كبير من أفراد المقاومة التهامية في جبهات تعز ونهم والجوف ويبلون بلاءً حسناً وقدموا عدداً من الشهداء الأبرار في كل معركة .

ونوه الابارة الى ان المجلس هو أساساً مجلس لإسناد المقاومة في الداخل وهو ليس قيادة المقاومة وإن كان يضم في عضويته عدداً من قيادات هذه المقاومة مضيفا ان المجلس قدم الكثير من الدعم الإعلامي والسياسي للمقاومة التهامية حتى أصبحت في أجندة القيادة الشرعية والتحالف مثلها مثل بقية المقاومات في الوطن كما تمكن المجلس من فتح قنوات للتواصل بين قيادة المقاومة في الداخل وبين قيادة التحالف وجلب بعض الدعم اللوجستي للمقاومة، إضافةً إلى دور المجلس في رصد وفضح الانتهاكات والجرائم التي تمارسها العصابات الإجرامية في إقليم تهامة، كما أن فتح جبهة ميدي هو ثمرة من ثمار تحركات المجلس ونشاطه في إقناع القيادة الشرعية والتحالف بأهمية تحرير الإقليم كمدخل رئيسي لتحرير العاصمة، وبقية المناطق اليمنية.

نص الحوار:

قصة التأسيس والانطلاق لمقاومة إقليم تهامة؟ ولماذا انطلقت مقاومة في تهامة ومن أطلقها؟

بمجرد اجتياح صنعاء من قبل المليشيات الحوثية في 21 سبتمبر 2014م، بدأت المقاومة السلمية في تهامة من خلال المسيرات الرافضة لهذا الاجتياح، وعند دخول قاطرة الموت والدم الحوثية إلى تهامة بدءًا بالحديدة استفز الشارع التهامي رافضًا مقاومًا لهذا الوجود الشيطاني من خلال المظاهرات والمسيرات وخطب الجمعة  والوقفات الاحتجاجية التي تزايدت بشكل كبير، لكن المليشيات الانقلابية واجهت الاحتجاج  السلمي بالقمع الشديد والقتل المباشر حيث استشهد عدد من الشباب على رأسهم الشهيد جمال العياني.

اضطر الشارع التهامي للسكون إزاء هذا البطش والإجرام، ثم بدأ الرفض الشعبي يتشكل في عمليات فردية محدودة إلى أن تشكلت  قيادة المقاومة الشعبية في إقليم تهامة في أواخر ابريل 2015م، وقد أطلقت هذه المقاومة كل الفصائل الوطنية المشاركة في ثورة2011م، وانطلقت المقاومة تعبيراً عن الموقف الشعبي الرافض للإجرام والإرهاب والسلوك الطائفي الهمجي الذي تمارسه المليشيات الإجرامية التي اختطفت الدولة بالتعاون مع المخلوع وجيشه العائلي.

لماذا معظم عمليات المقاومة المعلن عنها في محافظتي حجة والحديدة ماذا عن محافظتي ريمة و المحويت؟

فعلاً تركيز المقاومة هو على محافظتي حجة والحديدة وهما المحافظتان اللتان تركز عليهما المليشيات بالتواجد الكثيف أيضاً. هنالك عمليات محدودة في المحويت وريمة، ولم ترغب المقاومة في التصعيد في هاتين المحافظتين على اعتبار أنهما تشكلان مخزن بشري يمد جبهات المقاومة والجيش الوطني بخيرة المقاتلين، ثم إن التواجد المليشاوي في هاتين المحافظتين محدود وبالتالي تركزت جهود المقاومة على المناطق ذات الوجود القوي والكبير لمليشيات الإرهاب الحوثية.

ماذا أنجزت مقاومة تهامة؟

أنجزت مقاومة تهامة الكثير أهمها أنها أثخنت في مليشيات الإجرام وخسرتهم مئات القتلى منهم قيادات بارزة وحولت تهامة التي كان الحوثيون يعتبرونها نزهة لتصبح بالنسبة لهم كابوس مؤرق كما استهدفت المقاومة عدداً كبيراً من إمدادات الانقلابيين المتوجهة إلى حرض وميدي وغيرها من الجبهات.

كيف هي علاقتكم بالمكونات السياسية والاجتماعية والقبلية في إقليم تهامة؟

المقاومة في تهامة تضم عدداً من الفصائل من مختلف التوجهات وبشكل عام فتهامة تشكل حاضنة شعبية تلتف حول المقاومة بشكل كبير وكل الرافضين للوجود الحوثي متعاطفون مع المقاومة، بل حتى بعض الوجاهات المغلوبة على أمرها تتواصل سراً مع المقاومة وتعبر عن تأييدها وأنها تنتظر يوم الخلاص من هذه العصابات الإجرامية.

ماهي الفئات المقاومة للانقلاب في إقليم تهامة؟

معظم الفئات الاجتماعية تشارك في المقاومة (مشائخ –  أحزاب – عسكريون …) لكن الشباب وبالذات شباب ثورة فبراير 2011 هم القطاع الأوسع في المقاومة.

الدعم المالي واللوجستي كيف يتم ومن أين يأتي؟

في البداية اعتمدت المقاومة على إمكانيات رجالها الذاتية حيث كان الشباب يبيعون حلي نسائهم لشراء الأسلحة والذخائر ثم قدمت دول التحالف وبالذات المملكة العربية السعودية بعض الدعم اللوجستي الذي أسهم في استمرار المقاومة وتطوير عملياتها.

هل لنا أن نتعرف على طبيعة عمل مقاومة إقليم تهامة؟

يعتمد عمل المقاومة في تهامة على الرصد للأهداف واستهدافها تتمثل هذه الأهداف في (نقاط – مراكز – قيادات) وقد نفذت مئات العمليات ولا زالت حتى هذه اللحظة.

لماذا لم تدشن المقاومة في إقليم تهامة جبهة مواجهة مفتوحة مع الانقلابيين مثل بعض المحافظات والأقاليم؟

المليشيات في تهامة تسيطر على كل محافظات الأقاليم وبالتالي يصعب فتح جبهة مستمرة من قبل المقاومة لأن وجود جبهة يحتاج أرض محررة ثم الانطلاق منها، ومع ذلك فقد فُرض على المقاومة فتح جبهة في منطقة الزرانيق وأبلي فيها أبطال المقاومة بلاءً حسناً وقتلوا أكثر من 300 عنصر بينما لم تقدم المقاومة سوى شهيدين، ولولا خذلان هذه الجبهة في حينه لكانت منطلقاً لتحرير بقية مناطق الأقاليم، الآن بعد تحرير ميدي وبعد تحرير غيرها من المناطق قريباً بإذن الله تعد المقاومة  لتدشين جبهات مفتوحة مع الانقلابين في أكثر من موقع.

ماذا عن مسافة التنسيق بين مقاومة تهامة وبقية مكونات المقاومة في الأقاليم والمحافظات الأخرى؟

هنالك تنسيق قائم بين مقاومة تهامة وبين مقاومة الجند ومقاومة آزال وسبأ ويوجد عدد كبير من أفراد المقاومة التهامية في جبهات تعز ونهم والجوف ويبلون بلاءً حسناً وقدموا عدداً من الشهداء الأبرار في كل معركة .

لماذا مجلس الإسناد تحديداً وهل هو مجلس قيادة المقاومة؟

المجلس هو أساساً مجلس لإسناد المقاومة في الداخل وهو ليس قيادة المقاومة وإن كان يضم في عضويته عدداً من قيادات هذه المقاومة.

وماذا قدم للمقاومة ولتهامة؟

قدم المجلس الكثير من الدعم الإعلامي والسياسي للمقاومة التهامية حتى أصبحت في أجندة القيادة الشرعية والتحالف مثلها مثل بقية المقاومات في الوطن كما تمكن المجلس من فتح قنوات للتواصل بين قيادة المقاومة في الداخل وبين قيادة التحالف وجلب بعض الدعم اللوجستي للمقاومة، إضافةً إلى دور المجلس في رصد وفضح الانتهاكات والجرائم التي تمارسها العصابات الإجرامية في إقليم تهامة، كما أن فتح جبهة ميدي هو ثمرة من ثمار تحركات المجلس ونشاطه في إقناع القيادة الشرعية والتحالف بأهمية تحرير الإقليم كمدخل رئيسي لتحرير العاصمة، وبقية المناطق اليمنية.

ما هي أصداء مشاورات الكويت على العمل الميداني لمقاومة تهامة ؟

عمليات المقاومة مستمرة على الأرض بمعدل عمليتين إلى ثلاث يومياً ولم تتأثر كثيراً بأجواء مشاورات الكويت، أما بالنسبة لجبهة ميدي فإن الجيش ملتزم بضبط النفس وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية رغم كثرة الخروقات من الطرف الآخر.

كيف تتم عملية الاتصال والتواصل بينكم وبين رجال المقاومة في الميدان؟

عميلة التواصل مستمرة بيننا وبين قيادة المقاومة في الداخل مستمرة سواءً بوسائط الاتصالات المؤمنة أو حتى الزيارات منهم أو منا في حالة الاحتياج.

الأوضاع الانسانية السيئة في إقليم تهامة تستدعي منكم جهوداً كبيرة للإغاثة وتقديم ما يخفف معاناة المواطنين ماذا فعلتم في هذا الشأن؟

بذلنا كثيراً من الجهود لموضوع الإغاثة تمخضت عن تشكيل ائتلاف لمنظمات الإغاثة في الإقليم، وطرحنا موضوع الإغاثة على الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء وصدرت مذكرات من نائب الرئيس لمركز الملك سلمان ولجنة الإغاثة في الحكومة الشرعية لإعطاء الإغاثة في الإقليم أولوية ومازلنا نتابع.

ماذا قدمت السلطة الشرعية لمقاومة إقليم تهامة؟

قدمت القيادة السياسية ممثلة في نائب الرئيس ورئيس الأركان بعض الدعم السياسي واللوجستي للمقاومة التهامية، ولكن لازلنا نطمح أن تتفاعل السلطة معنا بشكل أكبر وبالذات الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومة بن دغر التي نعلق عليها الكثير من الآمال لأن حكومة بحاح للأسف كانت في وادٍ آخر غير وادي المقاومة والتحرير.

كيف هو تقييمك للوضع العام في اقليم تهامة بعد سنة و3 أشهر من عاصفة الحزم وما الذي تحقق لهذا  الإقليم؟

الوضع بعد عام من عام من عاصفة الحزم أفضل لأن منسوب الأمل بالتحرير ارتفع بشكل كبير لدى الناس والتفوا بصورة أكبر حول المقاومة، إضافةً إلى تحرير ميناء ميدي الهام وبعض أجزاء من مديرية حرض الإستراتيجية كما أن سلطات الانقلاب في الإقليم انكشفت وانكشف زيفها وإجرامها لكل الناس وأصبحت لدى الجميع رغبة عارمة بالخلاص.

لماذا خفّت عمليات المقاومة في تهامة في الفترة الأخيرة مقارنة بالبداية؟

لم تخفت عمليات المقاومة بل ازدادت تركيزاً فقد كانت في الماضي تستهدف  كثيراً من الأفراد العاديين للمليشيات، الآن أصبح الاستهداف مركز على القيادات والمواقع الهامة والآليات العسكرية، بل بدأت المقاومة تدير بعض المعارك التي تستمر ساعات في بعض المواقع كما حصل في محافظة حجة في الأيام الماضية.