أكد العميد ركن أحمد عسيري المستشار في مكتب وزير الدفاع والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن أن الهجوم الذي تعرض له أمس مقر الحكومة اليمنية في عدن حادث عرضي و تجري التحقيقات لكشف ملابساته وأخذ الإجراءات الحاسمة بشأنه. مشيرا إلى أنه تم إطلاق الصواريخ من داخل المناطق السكنية لأنها من مسافات جدا قريبة.
وأشار إلى أنه تم تحرير 75% من الأراضي اليمنية و أن سير العمليات العسكرية في اليمن يسير حسب ما هو مخطط له و لا يوجد أي تباطؤ ولكن طبوغرافية الأرض لها دور مؤثر.
وقال عسيري في حوار مع صحيفة ” الرياض ” السعودية نشرته اليوم .. أن التحالف انتقل من ” عاصفة الحزم ” التي كان هدفها إيقاف الزحف الحوثي في مختلف المناطق وتقليل قدراتهم وحماية حدود المملكة العربية السعودية إلى مرحلة ” إعادة الأمل ” التي كانت فيها ثلاث مراحل بالتوازي وهي: المرحلة السياسية بعد صدور القرار (2216 )، والدعم العسكري لمواكبة العمل السياسي والعمل الإغاثي الذي أصبح فيه العمل مناطا بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية.
وأكد أن “العمليات العسكرية نسبية تحكمها طبيعة الأرض ، ولا تزال مستمرة في الشق العسكري الذي تعنى به دول التحالف لاستعادة الشرعية للسيطرة على محافظات اليمن وصولا إلى السيطرة على كامل البلاد وإعادة الأمن والاستقرار لليمن”، موضحا أن الجيش اليمني تعرض إلى التفكيك وإعادة بنائه تحتاج إلى الكثير من الجهد.
وبشأن حادثة استهداف المقر المؤقت للحكومة الشرعية في عدن وهل تعد مؤشرا على أن هناك سوء تقدير في إعلان تحرير عدن بالكامل، أوضح العميد ركن أحمد عسيري “أن ثلاثة أرباع اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية ولكن ذلك لا يعني بشكل من الأشكال أن العملية آمنة ( 100 في المائة) فلا تزال هناك جيوب مقاومة من ميليشيات الحوثي وصالح”.
وحول قدرة هذه الجيوب – التي تعد أقل قوة من ميليشيات مسلحة – على امتلاكها ثلاثة صواريخ ونجاحها في استهداف مقر رئاسي قال: ” دعينا نسميها أجزاء من الميليشيات لأن الحكومة الآن ليس لديها الإمكانات الأمنية الكافية لأن تعمل نقاط تفتيش ومداهمات ومصادرة الأسلحة والسيطرة على الإجراءات الأمنية، الآن الوضع الحالي الحكومة لاتزال تحاول استعادة الأمن والاستقرار في الجانب الجنائي وهذا هو الأهم. منهجيتنا في العمل واضحة وأتت بنتائج طيبة وأسلحة المتمردين الثقيلة أصبحت خارج المعادلة “.
وأضاف أنه في زمن الحروب تنتشر الجريمة والسلب والنهب والدولة اليمنية الآن تحاول استعادة الأمن والاستقرار في أدنى حدوده وألا يكون هناك عناصر تابعة للميليشيات داخل المدن المحررة وللأسف هي موجودة و نحن نحاول من تسريع عملية تدريب الجيش اليمني وتدريب العناصر الأمنية حتى يتمكنوا من عملية فرض سيطرتهم على المناطق المحررة .. لافتا إلى أن الجانب الآخر عملية تخزين الأسلحة في المساكن والمناطق السكنية فصواريخ الكاتيوشا ممكن أن تطلق من أي منزل والآن هناك تحقيق حول مصادر النيران وعملية تطويق الموقع.
وحول تأمين عدن و فرض الحماية على الحكومة الشرعية وهل هي من مهام الجيش اليمني أم من مهام قوات التحالف في الوقت الراهن .. قال المتحدث باسم قوات التحالف العربي أن المهمة الاساسية للجيش اليمنى وقوات التحالف تأتي كدعم فنحن نحاول أن تفرض الحكومة الشرعية سيطرتها بدعم من التحالف .. فنحن ندرب عناصر الجيش اليمني والمقاومة فجزء منهم يعاد تأهيلهم ليصبحوا عناصر أمن – شرطة – و يوجد الآن بناء لمراكز الشرطة والأمن ليستطيعوا استعادة الأمن الداخلي.
وأشار إلى أن الأمن الداخلي هو الركيزة الأساسية حتى يستطيع المواطن أن يعيش وإذا صار هناك أمن داخلي يمنع مثل هذه الأحداث التي تحدث اليوم لأنه نعلم أن المعارك في عدن كانت في منطقة التواهي ومنطقة المطار وجميعها مناطق سكنية كانت يتواجد داخلها ميليشيات الحوثي وصالح وكان هناك متعاونون معهم يوفرون لهم السكن والإقامة.
وأضاف أن هذه الأمور كلها تحتاج إلى عمل أمني شرطي بالمعنى الصحيح حتى يتم عملية التقصي والتحقق والتأكد أنه لا توجد عناصر من ميليشيات الحوثي وصالح وتحتاج أن يكون لدى الحكومة القدرة المادية والبشرية حتى تنفذ هذا الأمر.