قيادي حوثي منشق : مليشيا الحوثي تبتز المواطنين وتجبرهم على حشد المقاتلين

- ‎فيأخبار اليمن

شنّ المتحدث السابق باسم جماعة الحوثي علي البخيتي هجومًا، على قيادة حركة التمرد الحوثية، ووصفها بأنها تبتز المواطنين وشيوخ العشائر والأعيان وتجبرهم على حشد مزيد من المقاتلين مقابل المناصب العليا والترقيات والأموال.

وأكد البخيتي المنشق عن الجماعة لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين «يغرون مشايخ القبائل والنافذين والساعين للجاه والسلطة بالوظيفة العامة والترقيات مقابل دفعهم للشباب والأطفال للالتحاق بمعسكرات التمرد»، مشيرًا إلى أن أي حكومة مقبلة لن تعتمد أيًا من تلك القرارات الوهمية.

وقال مخاطبا عبد الملك الحوثي الذي يتزعم الانقلاب على الشرعية في اليمن ويحارب الشعب اليمني مع بطانته وكبار قيادات الانقلاب: «لا تتحدثوا عن الدفاع عن الوطن، وأنتم تقمعون الشعب وتسرقون الأموال وتنهبون ممتلكات الدولة، وتبتزون التجار، وتوسعون ثرواتكم، وتراكمون ممتلكاتكم، وتشيدون العمائر من المال الحرام، وإذا كان ما تقومون به عملا وطنيا لماذا تأخذون الأطفال خلسة من آبائهم وتزجون بهم في جحيم المعارك؟ لماذا أبناؤكم في المدارس وأبناؤهم في المتاريس؟».

وأشار إلى أن الحوثي يتحدث عن الدفاع عن الوطن في الوقت الذي يسجن فيه ويعذب ويخفي المواطنين قسريًا؛ وينتهك الحريات الشخصية والسياسية والدينية؛ ويفجر بيوت كل من يختلف معه.

واعتبر أن من عجائب الحوثيين أنهم شكلوا لجنة للاحتفال بـ26 سبتمبر (أيلول)، وبـ21 سبتمبر، في إشارة منه إلى أنهم يحتفلون بيوم الثورة ويوم الانقلاب عليها».

وأوضح أن غالبية مجندي الدفاع عن الانقلاب الحوثي من الأطفال، إذ يبدأ التجنيد من سن 14 عامًا، وذلك عبر «الاستقطاب تحت مسمى أشبال المسيرة الذين يخوضون دورات ثم يزج بهم في الخطوط الأمامية من الجبهات الداخلية أو عند الحدود، بينما المقربون من النافذين والمشرفين الحوثيين توفر لهم فرص عمل في المناطق الهادئة التي لا جبهات حرب مفتوحة فيها».

وشدد على أن تجنيد الأطفال دون استئذان ذويهم ودفعهم إلى موت محقق في جبهات الحرب، جريمة بشعة بحق الطفل وأسرته والمجتمع، كما أن التحريض على الكراهية الذي يُزرع في رؤوس هؤلاء الأطفال سيبقى تأثيره لسنوات طويلة وسيصيبهم بتشوه في الوعي يصعب علاجه لاحقًا.

وبشأن الأسباب التي تدفع المشايخ للدفع بأبنائهم في هذه المجازر، قال البخيتي: «المشايخ لا يدفعون بأبنائهم، بل يدفعون بأبناء الموالين لهم من البسطاء والفلاحين في مناطق نفوذهم، أما أبناؤهم فيرسلون إلى المدارس والجامعات اليمنية والأجنبية».

وتابع: «أبناء القيادات الكبيرة والمتوسطة من المقربين من رأس هرم التمرد الحوثي لا يزج بهم في المعارك وبالأخص منذ سيطرتهم على السلطة، حيث يعيشون في بحبوحة ما جعلهم أكثر حرصًا على الحياة وعلى ملذاتها».

وأكد البخيتي ارتفاع نسبة شراء العقارات من قبل القيادات الحوثية، عازيًا ذلك إلى وجود «فساد هائل في الحركة أصاب أغلب قياداتها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة خصوصًا الملتحقين بهم منذ دخولهم صنعاء، وأصبح كثير منهم ثريًا بفعل الإتاوات التي تجمع وتفرض تحت مسميات عدة، كالمجهود الحربي، والمناسبات الدينية الطائفية للحركة وغيرها، ومن خلال تلك الأموال التي لا تورد أغلبها إلى الحركة يشترون الفلل والأراضي ويراكمون ثروات هائلة، وكثير منهم شيد عمائر أثناء الحرب».

وتطرق إلى أن البسطاء يقتلون في الجبهات، والمتنفذين يشترون الفلل ويبنون البيوت في عز هذه الأزمة، داعيًا مشايخ القبائل وأعيانها وكل رجالها، إلى رفض أي دعوة حوثية للقتال.

وتساءل البخيتي عما إذا كان الحوثيون استأذنوا شيوخ القبائل والأعيان في انقلابهم وفي مناوراتهم على الحدود وفي الإعلان الدستوري واللجنة الثورية، مضيفًا بأنه إذا كانت الإجابة لا، فليقاتل الحوثيون دفاعًا عن تلك الحماقات.

وركز على أن «التاريخ سيحاسب كل شيخ وكل عاقل يحشد شباب منطقته إلى جبهات الموت مقابل الفتات من المال أو منصب هنا أو هناك أو من أجل لقاء عبد الملك الحوثي»، مشيرًا إلى أن «الحوثيين لا يحترمون من يقاتل معهم، بل يضعون المقاتلين في مواقع دون أي غطاء، ولا يهمهم عدد القتلى، فهناك غيرهم سيساقون إلى المذابح دون خطط أو ترتيبات عسكرية».

وقال: «يزور قادة الحوثيين والمشرفون الجبهات في العيد لدقائق، وهم يلبسون النظيف من الثياب والنعمة ظاهرة في وجوههم، ليلتقطوا صورًا مع المقاتلين وبعد ذلك يعودون إلى أحضان زوجاتهم.