بعد البداية المهتزة له في الموسم الحالي وتسجيله لأربعة أهداف فقط في أول شهرين من الموسم، استعاد البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الأسباني مستواه أخيرا وعاد لهز الشباك بقوة من خلال الأهداف الثلاثة (هاتريك) التي سجلها في مرمى ألافيس يوم السبت الماضي.
وأكد رونالدو عمليا أن عاد إلى مكانته كأحد الأسلحة الفتاكة في صفوف الريال قبل المباراة المرتقبة غدا أمام ليجيا وارسو البولندي في الجولة الرابعة من مباريات الدور الأول (دور المجموعات) في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ومع استعادة رونالدو لذاكرة التهديف بهذه القوة ، أثار النجم البرتغالي قلق ليجيا وارسو قبل مباراة الغد في العاصمة البولندية وارسو.
وأحرز رونالدو أربعة أهداف فقط للريال في أول شهرين من الموسم الحالي لكنه أفاق من غفوته وأمطر شباك ألافيس بثلاثية يوم السبت الماضي ليقود الريال للفوز 4 / 1 وتصدر جدول الدوري الإسباني بجدارة.
وقال ألفارو موراتا مهاجم الريال : “كان رونالدو رائعا في هذا اليوم، تعرض لضغوط هائلة من الإعلام، ولكن رد بشكل رائع بالفعل، كنا نعلم جميعا أن الأهداف ستبدأ في العودة مجددا”.
كما قال الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال، معربا عن سعادته بالنجم البرتغالي: “كانت مسألة وقت فحسب قبل أن يعود رونالدو لمساعدة الفريق مجددا… أشعر بالسعادة فعليا لما قدمه لنا في هذا اليوم”.
وفي المقابل، ربما لن يكون ليجيا وارسو سعيدا بهذا التحسن الواضح في أداء رونالدو وعودته لهز الشباك قبل لقاء الفريقين غدا في المجموعة السادسة.
وما يزيد الوضع سوءا بالنسبة للفريق البولندي هو إقامة المباراة بدون جماهير للعقوبة المفروضة على الفريق بسبب سلوكيات جماهيره في المباريات الماضية.
ويشترك الريال مع بوروسيا دورتموند الألماني في صدارة المجموعة برصيد سبع نقاط لكليهما بعد ثلاث جولات.
ويحتاج رونالدو إلى تسجيل خمسة أهداف فقط ليصبح أول لاعب يصل لحاجز المئة هدف في تاريخ دوري الأبطال.
ويتصدر رونالدو قائمة هدافي البطولة على مدار تاريخها برصيد 95 هدفا بفارق ستة أهداف أمام الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني.
ويحرص رونالدو على الوصول لحاجز المئة هدف من خلال المباريات الثلاث الباقية للريال في منافسات دور المجموعات مما سيعزز فرصه في استعادة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2016 بعدما خطف ميسي الجائزة لعام 2015 .
ومنذ انتقاله من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى الريال في 2009، حقق رونالدو إنجازات لا يمكن التغاضي عنها.
وسجل رونالدو 265 هدفا للريال في 243 مباراة خاضها مع الفريق في مختلف البطولات ليصبح أبرز هداف في تاريخ النادي الملكي متفوق على نجوم كبار سابقين مثل راؤول جونزاليس والأسطورة ألفريدو دي ستيفانو علما بأن كلا من راؤول ودي ستيفانو لعب للريال عددا من السنوات أكثر من الفترة التي قضاها رونالدو مع الفريق حتى الآن.
كما قاد رونالدو الفريق للفوز بلقبين في دوري الأبطال حيث هز الشباك خلال فوز الريال 4 / 1 على أتلتيكو مدريد في نهائي البطولة عام 2014 وسجل ركلة الترجيح الحاسمة أمام أتلتيكو نفسه في نهائي البطولة بالموسم الماضي.
ولهذا، لا يبدو غريبا أن يسعى الريال لتمديد عقد رونالدو حتى 2022 علما بأنه سيكون في السابعة والثلاثين من عمره آنذاك.
كما ينتظر أن يشهد العقد الجديد زيادة في الراتب تجعل رونالدو اللاعب الأعلى أجرا في النادي.
وقال رونالدو : “أعتقد بالفعل أن عقدي يجب أن يمتد حتى 2025 وليس …2022، شعوري الآن واعتقادي هو أنني أستطيع الاستمرار في الملاعب حتى سن الأربعين”.
ولم يعد رونالدو قادرا على تسديد القذائف الصاروخية التي كان يسددها من مسافة نحو 40 مترا في السنوات الماضية كما لا يميل اللاعب حاليا إلى اللعب في الناحية اليسرى خارج منطقة الجزاء وهو ما كان يتطلب منه جهدا كبيرا حتى الوصول لمنطقة الجزاء.
ورغم هذا، يظل رونالدو فعالا ومؤثرا للغاية داخل منطقة جزاء المنافس مثلما كان دائما، كما استعاد اللاعب مستواه الآن بعد بداية مهتزة هذا الموسم قد تكون ناجمة عن الإصابة التي تعرض لها في الركبة اليسرى خلال المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) في فرنسا.
وذكرت إذاعة “كادينا سير” الأسبانية : “رونالدو لم يعد سريعا من الناحية البدنية مثلما كان سريعا من قبل… ولكنه يتسم بسرعة البديهة مثلما كان دائما وكذلك ما زال فتاكا أمام مرمى المنافس”.